سعيد الزياني ـ دين بريس
وجّه أخيرا الجيش الوطني الصومالي ضربة جديدة إلى حركة الشباب، أسفرت عن مقتل أحد أبرز قادتها الميدانيين وتفكيك شبكة إرهابية كانت تنشط في إقليم بكول جنوب غربي البلاد.
وأعلنت قيادة الجيش أن القيادي المستهدف، عبدالله أبوبكر علي، كان مسؤولا عن الملف المالي للحركة في الإقليم، إضافة إلى تورطه في تجنيد الأطفال قسرا واستخدامهم في الأعمال القتالية، وهي ممارسات صنفتها السلطات ضمن أخطر الجرائم الإرهابية.
وجرت العملية العسكرية النوعية في منطقة “وارتا إي دور” شمال مدينة “حُدر” بناء على معلومات استخباراتية، لتسفر عن تصفية القيادي وعدد من معاونيه، فضلا عن تدمير قدرات شبكة كاملة كانت تمارس أنشطتها في المنطقة.
واعتبر مراقبون أن هذه العملية تمثل انتكاسة كبيرة للحركة على المستويين المالي والتنظيمي، خاصة وأنها تأتي في إطار حملة عسكرية متواصلة تستهدف استعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم في الوسط والجنوب.
ولا يقتصر التحدي الأمني الذي تواجهه مقديشو على حركة الشباب وحدها، إذ تقاتل القوات الصومالية على ثلاث جبهات رئيسية، الأولى في الشمال الشرقي ضد تنظيم داعش، والثانية في الوسط والجنوب ضد حركة الشباب، والثالثة تتمثل في صدامات مسلحة بين الحكومة الفيدرالية وبعض الولايات، في ظل تدهور المشهد السياسي الداخلي.
وفي تعليقه على الحدث، أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خطورة الدور الذي كان يلعبه أبوبكر علي، معتبرا أن تجنيد الأطفال واستخدامهم في القتال من أبشع الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية.
وأشار المرصد إلى أن هذه العملية تمثل خطوة مهمة في إضعاف قدرات الحركة ميدانيا وتنظيميا، وتوجيه رسالة حاسمة بأن قياداتها لم تعد في مأمن حتى في مناطق نفوذهم.
ويرى المرصد أن استمرار هذه العمليات بنفس المستوى من الحزم والدقة سيشكل عاملا حاسما في تقويض نفوذ الحركة واستعادة الأمن في مساحات واسعة من الصومال.