دين بريس
لقد وصل الإسلام إلى بلدان بعيدة لكننا لا نعرف عنها أدنى معلومة، هذه النافذة “مسلمون في نوادر البلدان” نتعرف من خلالها على واقع المسلمين في هذه البلدان، نقدم لزوار “دين بريس” لمحة عن ظروف عيشهم واجتماعهم، عن أنشطتهم وتحدياتهم…
واقع المسلمين في هونغ كونغ (الحلقة 1)
1. مقدمة عامة:
رغم أن هونغ كونغ تُعرف بطابعها العالمي والتعددي، فإنها لا تزال موطنًا لمجتمعات دينية وثقافية متنوعة، من بينها المجتمع المسلم. ويُعد المسلمون من بين الأقليات النشطة التي تعيش في هذه المدينة، حيث يشكّلون ما يقرب من 4% من إجمالي السكان، ويقدّر عددهم بنحو 300,000 نسمة، ينتمون إلى خلفيات عرقية وجغرافية متعددة.
2. التركيبة السكانية للمسلمين:
يتكوّن المجتمع المسلم في هونغ كونغ من مجموعات رئيسية، أبرزها الإندونيسيون، الذين يعمل معظمهم كعمالة منزلية، إضافة إلى الباكستانيين، والهنود، وجالية صغيرة من المسلمين الصينيين. ويعيش عدد كبير من هؤلاء في مناطق مثل كاولون، وان تشاي، وتسيم شا تسوي، بالإضافة إلى بعض الضواحي مثل نيو تريتوريس، التي تشهد نموًا متزايدًا في عدد السكان المسلمين.
3. تاريخ الوجود الإسلامي:
يرجع وجود المسلمين في هونغ كونغ إلى القرن التاسع عشر مع الجنود الهنود المسلمين الذين جلبهم البريطانيون أثناء استعمارهم للمنطقة. وقد ساهم هؤلاء في بناء أوّل المساجد، مثل مسجد “جيمايا” الذي بُني عام 1890، ويُعد من أقدم المعالم الإسلامية في المدينة.
4. المساجد والمرافق الدينية:
تضم هونغ كونغ خمسة مساجد رئيسية معترف بها رسميًا، أهمها مسجد كاولون الإسلامي في تسيم شا تسوي، والذي يُعد الأكبر ويتسع لأكثر من 3,000 مصلٍ. كما يوجد مسجد “وان تشاي” الذي يُعد مركزًا دينيًا واجتماعيًا، بالإضافة إلى مسجد جيمايا ومسجد شاي وان ومسجد ستانلي في سجن هونغ كونغ. ورغم ذلك، فإن هذه المساجد لا تغطي الاحتياجات المتزايدة للمجتمع المسلم.
5. النشاطات الثقافية والتعليمية:
تدير الجمعيات الإسلامية العديد من البرامج التعليمية مثل دروس اللغة العربية والقرآن الكريم، بالإضافة إلى المدارس الإسلامية والروضات. كما تقدم بعض المساجد مطاعم حلال وخدمات طبية مجانية. وتبرز جمعيات مثل “جمعية المسلمين المتحدة” و”مجلس المسلمين” في تنظيم الأنشطة الثقافية والدينية طوال العام.
6. التحديات الاجتماعية والدينية:
يواجه المسلمون في هونغ كونغ عدة تحديات، أبرزها قلة المرافق الدينية مقارنة بعدد السكان، وخاصة في المناطق النائية. كما يضطر البعض إلى أداء الصلوات في أماكن مؤقتة أو داخل المنازل بسبب بعد المساجد أو الازدحام، ما يُبرز الحاجة إلى مراكز إسلامية جديدة.
7. الحريات الدينية والسياسية:
بشكل عام، تحترم هونغ كونغ الحريات الدينية، لكن الوضع تغيّر نسبيًا بعد تطبيق قانون الأمن القومي عام 2020، إذ أصبحت هناك مراقبة متزايدة للأنشطة المجتمعية، ما دفع بعض الشباب المسلمين إلى تجنّب التعبير العلني عن آرائهم خشية المضايقة أو سوء الفهم.
8. دور النساء في المجتمع المسلم:
تلعب المرأة المسلمة دورًا مهمًا في دعم المجتمعات الصغيرة، خاصة العاملات الإندونيسيات، حيث تنشطن في إقامة الدروس، وتنظيم اللقاءات النسائية، وتحفيظ القرآن. رغم ذلك، تواجه العديد منهن صعوبات تتعلق بظروف العمل أو صعوبة الحصول على إجازة يوم الجمعة للصلاة.
9. التعايش المجتمعي:
يتميّز المجتمع المسلم في هونغ كونغ بالاندماج السلمي مع سائر الطوائف، وتوجد علاقات إيجابية مع المجموعات الدينية الأخرى. وقد ساهمت المشاركة في الأعمال الخيرية، والفعاليات المفتوحة للجمهور، مثل “أيام المساجد المفتوحة”، في تحسين صورة الإسلام لدى سكان المدينة.
10. آفاق مستقبلية:
رغم التحديات، فإن المجتمع المسلم في هونغ كونغ يُظهر مرونة ونشاطًا كبيرين في مواجهة الضغوط. هناك دعوات متكررة لإنشاء مساجد جديدة، ودعم التعليم الإسلامي، وتوسيع نطاق الخدمات الاجتماعية. وتبقى فرص التطور قائمة طالما وُجد دعم داخلي وتعاون من المجتمع الأكبر.