محمد أومليل
مما يندرج ضمن رصد جذور مصادر المعرفة وأصولها “المخطوطات والبرديات”؛ من خلال علوم مساعدة على دراستها دراسة معمقة تشمل المادة المسطورة ونوع المداد والخط واللغة ورصد معاني الكلمات وتحديد عمر كل ذلك بواسطة كربون 14، يطلق على تلك العلوم:
– الأركيولوجيا؛ علم الآثار.
– الكوديكولوجيا؛ علم المخطوطات.
– الباليوغرفيا؛ علم الخطاطة.
– الفيلولوجيا؛ علم اللغة والنصوص القديمة.
المراد بالمخطوط أو المخطوطة (الجمع: مخطوطات): أي وثيقة مكتوبة بخط اليد سواء كانت مكتوبة على الجلد أو الرق أو البردي أو الورق..، أو غير ذلك من مواد الكتابة.
المراد بالبرديات: مادة كتابة قديمة مصنوعة من نبات البردي؛ تندرج ضمن المخطوطات.
اهتم الغرب برصد المخطوطات والبرديات العربية بشكل عام والإسلامية على وجه الخصوص بدءا من القرن الثاني عشر الميلادي إلى يومنا هذا ما يزالون يبحثون ويرصدون ويشترون، وأحيانا يتوسلون بطرق غير مشروعة كما حدث إبان غزو العراق في عهد صدام، وكما فعلوا أيام استعمار البلدان الإسلامية العربية والعجمية حيث تمت سرقت آلاف المخطوطات والبرديات تتضمن عدة علوم ومعارف.
حاليا وصل عددها مئات الآلاف منتشرة في العديد من مكتبات ومتاحف ومعاهد ومراكز بحثية في مختلف البلدان الغربية وعلى رأسها ألمانيا كونها بحوزتها ما يزيد عن أربعين ألف مخطوطة وبردية، تليها ابريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا..، وهلم جرا من بلدان الغرب مع الاختلاف في الكمية.
تلك المخطوطات والبرديات تشمل مجالات متعددة ومتنوعة في شتى العلوم والمعارف، من ضمنها مصاحف من القرآن يرجع تاريخها إلى القرن السابع، من ضمنها:
– مخطوطة برمينجهام توجد في بريطانيا يرجع تاريخها إلى أوائل القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني.
– مخطوطة توبنغن بألمانيا يرجع تاريخها إلى أواخر القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني.
– الفاتيكان، الولايات المتحدة، فرنسا..، إلى غير ذلك من البلدان الغربية التي بحوزتها مخطوطات قرآنية.
وتبقى ألمانيا على رأس القائمة من حيث الاهتمام بالقرآن إلى الآن، لديها فريق علماء منذ سنين وهو يشتغلون على مشروع حول القرآن لم ينتهوا منه بعد!
ألمانيا لديها اهتمام شديد بالدراسات الإسلامية بشكل عام، والدراسات القرآنية على وجه الخصوص؛ أهم ما أنجز في هذا المجال؛ كتاب المستشرق (ثيودور نولدكه) تحت عنوان (تاريخ القرآن) يعد أهم مرجع للدراسات القرآنية إلى يومنا هذا، كتاب من الحجم الكبير يضم ما يقرب من ألف صفحة غني بمئات المصادر والمراجع؛ الفهرسة تضمنت ما يزيد عن مائة صفحة خاصة لذكر المصادر والمراجع، ناهيك عن نقل رسوم بعض المخطوطات.
الكتاب مليء بالإحالات بحيث لا تخلو صفحة من ذكر بضع إحالات.
على أي، اهتمام الغرب بالمخطوطات والبرديات بدأ مع بداية النهضة وما يزال الاهتمام مستمرا إلى يومنا هذا دوما يكتشفون، بين الفينة والأخرى، مخطوطات وبرديات من خلال وسائل متعددة محمودة ومذمومة بطرق شرعية وأخرى غير شرعية.