تُواصل الطائفة المسيحية الصغيرة في قطاع غزة صمودها وسط أوضاع إنسانية مأساوية، حيث يعيش أفرادها تحت وطأة الحرب وانقطاع المساعدات، في وقت ترتفع فيه أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، ويصبح العثور عليها أكثر صعوبة من دفع ثمنها.
وقال الأب غابرييل رومانيلي، راعي كنيسة العائلة المقدسة، في حديث لإذاعة الفاتيكان، إن أفراد طائفته منهكون من الجوع، ومن وقع القصف المتواصل الذي لا يفارق حياتهم اليومية منذ أكثر من عشرين شهرا.
وأكد أن سكان الحي كانوا يعتمدون على مخزونات غذائية تم جمعها خلال فترات التهدئة، وتم تقاسمها مع عدد من العائلات المسلمة المجاورة، لكن هذه المؤونة نفدت بعد أن أوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية منذ الثالث من مارس الماضي، مضيفا: “لم يصلنا شيء منذ ذلك الحين، ونضطر اليوم إلى تقنين ما تبقى لأنفسنا بصعوبة بالغة”.
وتضم جماعة كنيسة العائلة المقدسة في غزة نحو 500 شخص حاليا، بعدما كان عدد المسيحيين قبل 7 أكتوبر 2023 يفوق الألف، وتمكن نحو 300 منهم من مغادرة القطاع عبر معبر رفح قبل إغلاقه، فيما قضى 54 شخصا، بينهم 16 إثر قصف كنيسة القديس برفيريوس التابعة للبطريركية الأرثوذكسية.
وأكد الأب رومانيلي أن العزلة والخوف أثقلا كاهل الطائفة، لكن ما يمنحها الصبر والأمل هو التمسك بالصلاة. وقال: “نشعر أننا شبه منسيين، لكن الصلاة توحدنا وتمنعنا من الانهيار. إنها قوتنا الروحية الوحيد في هذا الظرف القاتم”.