احتفالات 14 يوليو تفتح نقاشا جديدا حول الهوية والدين في فرنسا

13 يوليو 2025

سعيد الزياني
أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي جدلا في فرنسا، بعد أن دعا أحد الشبان المسلمين إلى عدم المشاركة في احتفالات العيد الوطني يوم 14 يوليو، معتبرا أن هذه المناسبة “لا تتوافق مع تعاليم الإسلام” بسبب ما وصفه بـ”الاختلاط، والمجون، والموسيقى”.

واعتبر صاحب الفيديو أن المشاركة في هذا النوع من الاحتفالات “محرّمة دينيا”، موجها رسالته إلى المسلمين وداعيا إياهم إلى عدم التأثر بخطابات التيارات اليمينية أو اليسارية التي “تشوش على صورة الإسلام”، وفق تعبيره.

وأضاف: “من غير المقبول أن ينخرط المسلم في مناسبات تُخالف قيم دينه”.

وسرعان ما أثار الفيديو ردود فعل غاضبة، خاصة من داخل الأوساط المسلمة نفسها، فقد سارع عدد من النشطاء والفنانين إلى التنديد بهذه التصريحات، معتبرين أنها تمثل “فهما متشددا ومنغلقا للدين”، ولا تعبّر عن مواقف الغالبية العظمى من المسلمين في فرنسا.

وكتب مغني الراب الفرنسي من أصل مغاربي “كاوتيك”: “أرفض هذه الدعوات الانعزالية. أخي قد يكون مسيحيا، مسلما، يهوديا أو ملحدا، لكنه يظل أخي. نحن لا نريد الانقسام، بل التعايش”.

من جهة أخرى، اعتبر محللون أن هذا النقاش يعكس توترا مستمرا حول موقع الدين في الفضاء العام الفرنسي، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بمواطني الديانة الإسلامية، فبينما تُصنّف احتفالات 14 يوليو على أنها مناسبة وطنية ذات طابع جمهوري، يرى بعض المسلمين المحافظين أنها تروج لأنماط حياة “لا تتماشى مع مرجعيتهم الدينية”، خاصة إذا تخللتها مظاهر صاخبة وممارسات يرونها مخالفة لقيمهم.

وفي السياق نفسه، يرى باحثون في علم الاجتماع الديني أن هذا النوع من الجدل يتكرّر سنويا، وأنه يرتبط أحيانا بتصاعد الاستقطاب السياسي والإعلامي حول قضايا الهوية والانتماء، ويؤكدون أن الإسلام، مثل بقية الديانات، يشهد تعددية في التفسيرات، وأن نسبة كبيرة من المسلمين الفرنسيين لا يرون أي تعارض بين مواطنتهم ومشاركتهم في المناسبات الوطنية.

وبالرغم من أن هذه التصريحات جاءت من أطراف محدودة وغير رسمية، إلا أن انتشارها السريع عبر وسائل التواصل، وما رافقه من تعليقات مستفزة، أعاد إلى الواجهة جدلا أعمق حول حدود حرية التعبير، والتعددية الثقافية، والمخاوف من الانعزال الديني أو التوظيف الشعبوي لهذه المواقف من قِبل أطراف سياسية متطرفة.

ويأتي هذا الجدل في وقت تتجه فيه فرنسا نحو تعزيز مفهوم “العلمانية الصارمة”، مما يجعل من أي تعبير ديني في المجال العام موضع نقاش وسجال، خاصة حين يصطدم بثوابت الجمهورية أو المناسبات الرمزية للدولة.

توكل كرمان.. من جائزة نوبل إلى خطاب الفتنة

عمر العمري تقدم توكل كرمان نفسها، منذ حصولها على جائزة نوبل للسلام سنة 2011، بوصفها رمزا عالميا للحرية وحقوق الإنسان، إلا أن مسارها الإعلامي والسياسي اللاحق سرعان ما كشف عن تناقض صارخ بين الشعارات والممارسة. فبدل أن تكون صوتا للحوار والسلام، تحولت إلى منبر للتحريض والتجريح، مستخدمة المنصات الرقمية لنشر خطاب عدائي يستهدف المغرب ومؤسساته […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...