7 يوليو 2025 / 09:01

فاس تحتضن مؤتمرا عالميا للتصوف حول “منهج التزكية” وحماية الأوطان

تحتضن مدينة فاس، يومي 12 و13 غشت 2025، فعاليات المؤتمر العالمي الخامس للتصوف، الذي ينظمه المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية، تحت شعار: “منهج التزكية: بناء للإنسان وحماية للأوطان”، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين من داخل المغرب وخارجه.

ويهدف هذا اللقاء العلمي والروحي إلى تسليط الضوء على الأبعاد التربوية والأخلاقية للتصوف السني الأصيل، باعتباره مدرسة للإصلاح النفسي والاجتماعي، ورافعة للتوازن الروحي، ومصدرا للحكمة في مواجهة تحديات العصر، وعلى رأسها العنف والتطرف والاضطرابات النفسية والانهيارات القيمية.

يرى منظمو المؤتمر أن التصوف لم يعد مجرد تعبير فردي عن التدين، بل أصبح مشروعا حضاريا يستند إلى منهج التزكية بوصفه طريقا لبناء الإنسان المتوازن، وتطهير النفس من صفات الكبر والغل والحقد، وتعزيز حضور القيم النبوية في السلوك والمعاملة.

كما يشدد المؤتمر على ضرورة استثمار هذا المنهج في إعادة التوازن بين العقل والقلب، وبين الفكر والروح، لتجاوز الأزمات الأخلاقية التي تشهدها المجتمعات المعاصرة.

ويسعى هذا الحدث الدولي إلى إعادة الاعتبار للتصوف كقوة ناعمة قادرة على الإسهام في تحقيق الأمن الروحي، وتحصين الشباب من الانجراف نحو الغلو أو الاستلاب الاستهلاكي، وذلك من خلال استنهاض البعد التربوي والجمالي في الإنسان، واستحضار النموذج النبوي في البناء الخلقي والسلوكي.

ويأتي تنظيم هذا المؤتمر في سياق مغربي يتميز بحضور مؤسسة إمارة المؤمنين كمرجعية دينية وروحية عليا، تؤمن الحماية للهوية الدينية المغربية، وتحفظ وحدة المذهب، وتعزز مكانة التصوف السني المعتدل في البناء الوطني، بعيدا عن التوظيف الأيديولوجي والانحرافات المغرضة.

وسيناقش المشاركون في المؤتمر جملة من المحاور المرتبطة بمنهج التزكية، وأثر التربية الروحية في التحولات الاجتماعية، ودور الصوفية في تعزيز السلم الأهلي، ومواجهة ظواهر التطرف والانغلاق، مع التركيز على العلاقة بين الأخلاق والمعرفة، وأهمية ترميم الإنسان داخليا لمواجهة تحديات الواقع.