تركّز خطبة الجمعة التي تُلقى اليوم بمساجد المملكة المغربية على موضوع الكسب الحلال، مشددة على أن تحريه يُجسد خلقا أصيلا في سلوك المسلم، ويعكس صدق الإيمان ونزاهة المعاملة.
وتُذكّر الخطبة بمكانة الإخلاص في العمل وضرورة مراقبة الله في كل كسب، مسترشدة بآيات قرآنية تؤكد على محاسبة النفس والتدقيق في مصدر الرزق.
وتدعو الخطبة المؤمن إلى أن يجعل من هذه المحاسبة عادة يومية، يقيّم فيها أداءه المهني، ويستحضر نية التقرب إلى الله في كل عمل.
وتعرض أيضا قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار، وتُبرز كيف أن إخلاصهم في أعمالهم يشكّل مفتاحا للفرج والنجاة، حيث يُظهر أحدهم أمانة مالية نادرة حين ينمّي أجرة الأجير ثم يردها إليه كاملة، ابتغاء مرضاة الله.
وتُقدّم القصة كنموذج عملي للكسب الحلال والنية الصادقة وأثرهما في حياة الإنسان.
وتدعو الخطبة، في جزئها الثاني، إلى ترسيخ الذكر والنية الصالحة في السلوك المهني اليومي، من خلال افتتاح العمل ببسم الله وختمه بالحمد لله، بما يضفي عليه بُعدا تعبديا يباركه الله ويعين عليه.
وتحث على أن يحرص كل فرد، في موقعه، على أداء واجبه بإخلاص، سواء كان تاجرا أو أستاذا أو طبيبا أو رجل أمن أو موظفا أو سائقا، معتبرة أن احترام القوانين والصدق في التعامل هو من أعظم القربات إلى الله.
وتخلص الخطبة إلى أن المعاملات اليومية تُعد بابا واسعا من أبواب العبادة، ما دامت تُؤدى بإخلاص وإتقان، وأن بناء مجتمع متضامن ومزدهر ينطلق من قيام كل فرد بمسؤوليته بروح من التقوى والورع، فيتحقق بذلك التماسك الاجتماعي والبركة في الرزق والسلوك.