أطلقت النيابة العامة في إسطنبول تحقيقا قضائيا على خلفية نشر إحدى المجلات التركية الساخرة (مجلة ليمان) رسما كاريكاتيريا مسيئا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في خطوة أثارت استياء واسعا في الأوساط الرسمية والشعبية داخل البلاد.
وشملت التحقيقات توقيف عدد من العاملين في المجلة، من بينهم مسؤولون عن التحرير والإدارة، إلى جانب الرسام والمصمم، بتهم تتعلق بالتحريض على الكراهية والإساءة العلنية للقيم الدينية.
كما لاحقت أشخاصا آخرين متورطين، داخل البلاد وخارجها، يشتبه في صلتهم بإنتاج ونشر الرسم المستفز.
وأصدرت الجهات المختصة أوامر بسحب نسخ العدد الذي تضمن الرسم المسيء من التداول، وبدأت اتخاذ إجراءات لحجب حسابات المجلة على وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها منصات استُخدمت لنشر محتوى يتعارض مع القيم الدينية للمجتمع.
وسُجّلت مواقف رسمية رافضة للحادثة، أكدت جميعها أن ما جرى لا يندرج ضمن حرية الصحافة أو التعبير، بل يمثل محاولة متعمدة للإساءة إلى المقدسات الدينية وزعزعة السلم الاجتماعي.
واعتُبر الفعل جريمة كراهية تستوجب المحاسبة وفقا للقوانين التركية التي تجرّم الإهانة العلنية للدين، خاصة إذا تسببت في تهديد النظام العام.
وشددت التصريحات الرسمية على أن الدولة لن تتهاون مع أي محاولة لاستغلال حرية التعبير لتبرير الاستفزاز الديني، وأن المساءلة القانونية ستطال كل من يسعى إلى بث الفتنة أو تقويض احترام القيم الروحية التي يقوم عليها المجتمع.
وخرج آلاف المتظاهرين في مدينة إسطنبول، ليلة الاثنين، للتنديد برسم كاريكاتيري نشرته مجلة تركية ساخرة وُصف بأنه يمسّ مقام النبي محمد.
وامتدت الاحتجاجات من شارع الاستقلال وساحة تقسيم وصولا إلى حي الفاتح، وسط هتافات غاضبة ردد فيها المحتجون شعارات تطالب بالرد والثأر، من بينها: “سنّ بسنّ، ودم بدم… انتقام، انتقام”.