30 يونيو 2025 / 09:56

دراسة: كيف يبني الدين جسور التعايش؟

أكدت دراسة نشرتها صحيفة The Guardian (29 يونيو) أن الدين قادر على تعزيز التسامح والتعايش بين مختلف الأديان، إذا ما تمّ نقله من إطار الجدل إلى ساحة الحوار البناء.

وتستند الدراسة إلى مفاهيم روحية ربطت بين الديانات الكبرى على أنها فصول متعاقبة لحكاية روحية واحدة، بدلا من نظرة التنافس والتحزّب.

وأشارت الدراسة إلى تجارب ميدانية في مخيّمات اللاجئين بالشرق الأوسط، حيث نظّمت نساء مسلمات ومسيحيات وبهائيات ولائم مشتركة خلال مناسبات دينية كالرمضان وعيد الفصح.

وأفضت هذه اللقاءات العفوية إلى كسر الحواجز النفسية وتعزيز روابط التضامن، ما أثبت أن إتاحة مساحة للحوار الديني الصادق تحول الدين من عامل فصل إلى جسر للتقارب.

كما لفتت الدراسة إلى نتائج بحثية في برلين، بيّنت أن سياسات الاندماج العلمانية التي تتجاهل الاعتراف بالأعياد الدينية والحساسيات الروحية تفتقر إلى بناء انتماء حقيقي، في المقابل، حققت المبادرات المشتركة بين مساجد وكنائس ومراكز هندوسية وبهائية نجاحا في توطيد الشعور بالتعايش عبر فعاليات تبادل زيارات ومناسبات احتفالية تجمع مختلف الطوائف.

وعلى ضفاف نيوزيلندا، أشارت الدراسة إلى تجربة فصل تعليمي أسبوعي للأطفال من خلفيات دينية متعددة، حيث حلقات سرد قصصية حول قيم الرحمة والعدل والإيثار، ساهمت هذه المبادرة في بناء صداقات تتجاوز المعتقد، مرتكزة على الاحترام المتبادل واكتشاف القواسم الإنسانية المشتركة.

وترى الصحيفة أن اعتماد لغة التسامح والفضول الأخلاقي في النقاش العام يمهّد الطريق نحو تعايشٍ ديني فعّال، إذ يكمن التحدي في تحويل الحوار من إثبات صحة معتقد ضد آخر، إلى استكشاف القيم المشتركة الصالحة لخدمة المجتمعات المعاصرة.