رشيد المباركي. دين بريس
توصل موقع “دين بريس” ببيان صادر عن الزاوية العجيبية بخصوص أحداث واكبت حفل زفاف داخل أحد فروع الزاوية بدشار العوامة، في صورة اعتبره البيان أنه لا يمت بصلة إلى روح التصوف، وفي ما يلي نص البيان:
“تُعلن الزاوية العجيبية الأم، بكل أسى واستنكار، عن رفضها القاطع لما أقدم عليه ثلّة من المنشقين الخارجين عن جادة الصواب والطريق السوي، حيث تجرأوا على حرم من حرمات الزاوية، وقاموا بتنظيم ما يُسمّى حفل زفاف داخل أحد فروع الزاوية بدشار ال
عوامة، في صورة لا تمتّ بصلة إلى روح التصوف، ولا تمتّ بأي رابط إلى قيم الزهد والوقار التي قامت عليها الزاوية العجيبية منذ عهد مؤسسها العارف بالله سيدي أحمد بن عجيبة رضي الله عنه.
لقد حوّل هؤلاء القوم، في لحظة من الغفلة أو الإصرار، فضاءً روحانيًا إلى ساحة مهرجان دنيوي، تخللته مظاهر الغناء والرقص والتصفيق، في مشهد يندى له الجبين، وتنأى عنه النفوس السليمة والعقول الرشيدة، مما أدى إلى حالة من الغضب والاستنكار الشديد، سواء من ساكنة الحي المجاور أو من المتتبعين في الصحافة والمنابر الإعلامية، مما شوّه صورة الزاوية وأساء إلى تاريخها النقي المشرق.
وإننا إذ نؤكد للرأي العام أن هذه الأفعال تمّت دون إذن ولا مشورة من مسؤولي الزاوية ولا من شيخها، فإننا نحذر من نسب هذا الانحراف السلوكي لمقام الزاوية العجيبية الطاهر، ونعلن أن من قاموا به لا يمثلون إلا أنفسهم، ولا علاقة لهم لا بالسند الروحي ولا بالانضباط الشرعي المعتمد لدينا.
وقد قال العارف بالله سيدي أحمد بن عجيبة قدس الله سره: “الزاوية محل تربية لا محل لهو، ومجالسها مدارج للترقي لا منصات للعبث”، كما قال أيضًا: “من أساء الأدب في حضرة الله، طُرد ولو لبس زيّ الواصلين”.
وإننا إذ نستنكر بشدة هذا التعدي السافر على قداسة المكان، نُجدّد التزامنا بالدفاع عن حرمة الزاوية ورسالتها، لتصحيح الصورة، وردّ الأمور إلى نصابها، وتوقيف هذا العبث باسم التصوف وهو منه براء.
إن الزاوية لم تكن يومًا مكانًا للغفلة أو مظاهر التباهي، بل هي ميدان للمجاهدة والسكينة، وبيت لأهل الله، ومنارة للمحبين والصادقين. وكل ما يُخالف ذلك فهو دخيل، مرفوض شكلاً ومضمونًا.
نسأل الله أن يُبرم لهذه الأمة أمر رشد، وأن يرزقنا حسن الأدب مع الله وأوليائه، وأن يحفظ الزوايا من كل استغلال وتجريح وتشويه”.