دين بريس. رشيد المباركي
أعرب الباحث الأمريكي جون تولان، الأستاذ الجامعي في جامعة نانت، جون تولان، وأستاذ فخري ومؤرخ، عن قلقه بشأن استقلالية البحث العلمي في فرنسا، على ضوء التقرير الصادر مؤخرا في فرنسا عن جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا.
فقد وجد جون تولان نفسه في قلب جدل أطلقه في صحيفة “لوفيغارو”، من خلال تصريح أدلت به فلورانس بيرجو بلاكلي، وهي باحثة في الأنثروبولوجيا في المركز الوطني للبحث العلمي، التي استهدفت مشروعه البحثي، وهي المعروفة بنقدها الشديد للإسلاميين، مع أن مشروع تولان كان يتعلق بتأثير القرآن في التاريخ الفكري لأوروبا في العصور الوسطى والحديثة، وقد أجراه مع حوالي ثلاثين من زملاءه الأوروبيين، ولا علاقة له بالحركات الإسلامية.
لكن، وفقا للباحثة، فإن جون تولان مؤيد لأيديولوجية الإخوان المسلمين، وهذا نقد يصب في ما أشار إليه التقرير الصادر عن الداخلية الفرنسية، والذي خلص إلى وجود تغلغل لهذه المنظمة في أوساط الرياضة والتعليم والبحث العلمي، وهذا أمر ينتقده بشدة جون تولان، الذي اعتبر أن فلورانس بيرجو بلاكلي “انخرطت في تكهنات سخيفة واتهامات لا أساس لها”، معتبرا أن مشروعه البحثي “مستمر منذ عام 2019 ــ وبالتالي أقدم من تقرير وزارة الداخلية الفرنسية عن الإخوان المسلمين ــ ويتعلق بترجمة القرآن إلى اللغات الأوروبية، ونقل معارف القرآن إلى أوروبا” وأنه “مشروع علمي، ممول من المجلس الأوروبي للبحث”.
بالنسبة لجون توالان، فإن الجدل يثير عدة قلاقل حول استقلالية البحث العلمي، وأن هذا الأخير هو المستهدف: “عندما نقول القرآن في أوروبا، بالنسبة لليمين المتطرف، فإننا بالضرورة نعمل مع الإخوان المسلمين”، يسخر المؤرخ. “بالضبط، إن دراسة التاريخ يسمح بمكافحة الأساطير التاريخية التي سيبني عليها المتطرفون من جميع الاتجاهات أيديولوجيتهم، ويجب الدفاع عن البحث، لمنع أن تطال حملة المطاردة للسحرة التي تعرفها الجامعات الأمريكية، حتى لا تصل الحملة نفسها إلى أوروبا”، يحذر توالان في رسالته.