24 مايو 2025 / 22:51

اختتام الدورة 35 للمجلس العلمي الأعلى بإطلاق برنامج ميداني لتفعيل ميثاق العلماء

اختتم المجلس العلمي الأعلى اليوم السبت أشغال دورته العادية الخامسة والثلاثين المنعقدة بالرباط بإذن من أمير المؤمنين الملك محمد السادس رئيس المجلس، وذلك بعد يومين من التدارس الجماعي والاشتغال المؤسسي المكثف الذي شارك فيه العلماء ورؤساء المجالس الجهوية والمحلية إلى جانب الأمين العام للمجلس ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.

وقد شهدت الجلسة الختامية الإعلان عن مخرجات الدورة وتثبيت التوجهات العامة للمرحلة المقبلة من عمل المؤسسة العلمية الرسمية.

وتميزت الجلسة بإطلاق مشروع برنامج تواصلي جديد يروم مأسسة شراكات ميدانية في مجالات حيوية مثل الصحة والتربية والأسرة ومواجهة السلوكيات المنحرفة، وذلك انسجاما مع خطة تسديد التبليغ بوصفها الإطار العملي الذي اختاره العلماء لتفعيل الميثاق والارتقاء بالخطاب الديني نحو أداء أكثر فاعلية في حياة الناس.

كما تم الإعلان عن تقدم ملموس في مشروع تحقيق كتاب الشفا للقاضي عياض بإشراف لجنة إحياء التراث الإسلامي، حيث انطلق العمل على تحرير العتبات العلمية للنص وتصحيحه وفق منهج علمي مضبوط، في خطوة تعكس التزام المجلس بحفظ التراث وتجديد صلته بالحاضر.

وتوجت الدورة بتلاوة برقية ولاء ووفاء مرفوعة إلى أمير المؤمنين تثمن عنايته بالعلم والعلماء وتؤكد استعداد المجلس العلمي الأعلى لمواصلة مهامه في ظل التوجيهات الملكية السامية.

وفي تصريح صحفي أوضح مدير مديرية تتبع أنشطة المجالس العلمية المحلية أن العمل سيركز على تفعيل ميثاق العلماء في خطة تسديد التبليغ عبر برنامج تكويني شهري يستهدف أزيد من أربع وخمسين ألف إمام، لتأهيلهم فكريا وثقافيا وتمكينهم من الإسهام في بناء السلوك القائم على الإيمان والعمل الصالح.

واعتبر أن غاية هذه الخطة تتجلى في تجسيد العقيدة في السلوك، وجعل الخطاب الديني رافعة لبناء الإنسان المتوازن المرتبط بثوابت الأمة الدينية والوطنية.

وتندرج هذه الدورة في سياق مواصلة تنزيل مضامين الظهائر الشريفة المنظمة لعمل المجالس العلمية ومهام المجلس العلمي الأعلى، كما تأتي لتتبع تنفيذ المقررات السابقة واستشراف آفاق التنسيق الجهوي والانفتاح المؤسسي على المحيط.

وحرصت اللجان المنبثقة عن المجلس خلال هذه الدورة على مواكبة أداء الهيئة العلمية للإفتاء، ودراسة مقترحات التطوير في قضايا الفتوى والمالية التشاركية، وتعزيز منظومة البحث والدراسات عبر تحديد أولويات علمية تستجيب للتحولات المجتمعية.

وشكلت الدورة أيضا فرصة لتقييم عمل المجالس العلمية الجهوية في ضوء مستجدات التنظيم والتدبير الجهوي، مع التركيز على توحيد الرؤية والمنطلقات وتأهيل النخب العلمية القادرة على تأطير المجتمع بخطاب مؤسس ومستنير.

واختُتمت الأشغال بمناقشة آليات المتابعة والتقويم لما تم إنجازه، ووضع تصور عام للمحطات المقبلة التي سيتولاها المجلس العلمي الأعلى في إطار رؤيته المتجددة لخدمة الدين والوطن في عهد أمير المؤمنين.