22 مايو 2025 / 11:36

المناظرة في الفكر الإسلامي والنظريات الحديثة.. محاضرة لعالم المنطق المغربي حمو النقاري

قدم عالم المنطق المغربي حمو النقاري محاضرة خلال أشغال “المؤتمر الدولي الثاني للمناظرة والحوار” الذي احتضنته مؤخرا الدوحة، تحت عنوان “المنطق المناظراتي”، حيث استعرض التراث الثري للمناظرة وضوابطها في الفكر الإسلامي العربي، وطرح رؤية معاصرة لإمكانية دمج هذا الإرث مع النظريات الحديثة في المنطق الحجاجي، والمنطق غير الصوري، ومنطق الفكر النقدي. وقد ارتكزت محاضرة النقاري على أربع دعائم جوهرية ميزت المادة المنطقية المناظراتية في التراث الإسلامي- العربي، وهي: أصالة المناظرة كمنهج، تلازم صحة الاستدلال مع سلامته من المعارض، مشروعية حق الاعتراض كأساس للحوار البناء، إلزامية الرد وفق منظومة من الشروط المنطقية والأخلاقية المحددة.

كما عرض حمو النقاري مسألة المنطق في صورتين: الأولى عبارة عن صورة غربية حديثة وصورة عربية تراثية، معتبرا أن الصورة الغربية الحديثة تتمثل في مجالات متشابكة ومتقاطعة هي المنطق الخطابي القديم والحديث والمنطق اللاصوري والمنطق الحجاجي والمنطق التفكير الناقض وأخيرا المنطق الجدلي المعيشي. بينما تمثل الصورة العربية التراثية بصفة عامة فيما يسمى آداب البحث والمناظرة أو صناعة التوجيه.

هناك تكامل بين هاتين الصورتين حسب النقاري، لهذا، فقد بنى محاضرته على اقتراح نظرة تكاملية تبين إمكانيات تجديد النظر في مسألة كيف يكون التفاعل الحواري تفاعلا جيدا ومقنعا، مضيفا أن من أجل تحقيق هذه النظرة التكاملية سنقرب فقط جوهر مبادئ الصورة الغربية الحديثة تحت عنوان منطق التفاعل الحواري العاقل المنقول وسنقرب جوهر مبادئ الصورة العربية الحديثة تحت عنوان منطق التفاعل الحواري المقصود. أولا: “منطق التفاعل الحواري العاقل “المنقول” (وموزع على منطق الخطابة عامة، ومنطق الخطابة الأرسطي، ومنطق الخطابة الحديثة، والمنطق اللاصوري، والمنطق الحجاجي، ومنطق التفكير الناقد، والمنطق الجدلي المعرفي)، وثانيا: منطق التفاعل الحواري العاقل المأصول (وموزع على المنطق المناظراتي كمنطق اعتراض، والمنطق المناظراتي كمنطق إقناع).