11 مايو 2025 / 21:45

بوصوف يبرز استراتيجية المغرب في بناء إفريقيا متكاملة وآمنة

شارك عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، في اللقاء الدولي المنعقد أخيرا بمدينة العيون تحت شعار “إفريقيا من فكر المقاومة والتحرر إلى فكر التنمية”، حيث ألقى محاضرة سلط فيها الضوء على الرؤية الاستراتيجية المتكاملة التي تعتمدها المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، في علاقتها مع القارة الإفريقية.

وانطلق بوصوف في مداخلته بالتأكيد على أن السياسة الإفريقية للمغرب ترتكز على بعد إنساني وحضاري عميق، وتعتمد مقاربة شاملة تقوم على التضامن، والشراكة المتوازنة، والتنمية المشتركة، معتبرا أن هذه الرؤية ممتدة في التاريخ ومتشبثة بالرهانات المستقبلية، وليست مجرد مقاربة ظرفية أو مرحلية.

وسلط الضوء على البعد الإنساني والديني في هذه الرؤية، مبرزا الدور المحوري الذي تضطلع به مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في نشر قيم الاعتدال، وتكوين الأئمة، ومحاربة التطرف، وترسيخ ثقافة السلام في ربوع القارة.

واستعرض الدينامية الاقتصادية المتنامية التي تشهدها الشراكة المغربية الإفريقية، عبر توقيع اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف تشمل قطاعات محورية مثل الفلاحة والصحة والطاقة والبنية التحتية، مع تشجيع الاستثمارات المغربية، خاصة من خلال الأبناك، وشركات الاتصالات والعقار.

وتوقف عند عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، واعتبرها نقطة تحول استراتيجية أعادت للمملكة مكانتها الطبيعية داخل المنظمة القارية، وأطلقت دينامية دبلوماسية فعالة تهدف إلى خدمة قضايا التنمية والاستقرار في إفريقيا.

وأبرز التزام الملك محمد السادس بالحضور الفعلي والميداني في إفريقيا، من خلال أكثر من خمسين زيارة إلى نحو ثلاثين دولة، ما يعكس إرادة سياسية واضحة في بناء شراكات استراتيجية قائمة على الثقة والتعاون المستدام.

ونوّه بدور المغرب في تعزيز الأمن والاستقرار في القارة، من خلال التعاون الأمني والمساهمة في جهود محاربة الإرهاب والهجرة غير النظامية، مما يعزز صورة المملكة كشريك موثوق ومؤثر في محيطه الإفريقي.

وأكد تمسك المغرب بمبدأ احترام سيادة الدول الإفريقية، وحرصه على تشجيع الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، بعيدا عن كل أشكال الوصاية أو التدخل الخارجي، وهو ما يدعم التماسك الداخلي لهذه الدول.

وختم مداخلته بالتوقف عند المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي يجسد من خلالها المغرب رهان التكامل الإفريقي، وفي مقدمتها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب، باعتباره نموذجا لتعاون مبني على المصالح المشتركة والتنمية المستدامة.

وسجّل الحضور الأكاديمي والدبلوماسي والإعلامي تفاعلا لافتا مع المحاضرة، معتبرين أن الرؤية الملكية لإفريقيا تشكل إطارا واقعيا لتحويل القارة إلى فضاء للتكامل والنمو المشترك.