4 مايو 2025 / 07:54

ماذا تعرف عن “الكونكلاف” أو الاجتماع الديني السري؟

الكونكلاف هو الاجتماع السري الذي يعقده كرادلة الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان لاختيار بابا جديد خلفا للبابا الراحل، وهو تقليد ديني صارم يعود إلى قرون، تحيط به طقوس وعزلة تامة عن العالم الخارجي.

وأصل الكلمة لاتيني cum clave وتعني “مع قفل”، في إشارة إلى أن الكرادلة يغلق عليهم في الكنيسة التابعة للفاتيكان، حيث يمنعون من استخدام الهواتف أو وسائل الإعلام أو التواصل مع العالم الخارجي، إلى أن يعلن انتخاب البابا الجديد.

ويشارك في التصويت فقط الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 سنة، ويبلغ عددهم حاليا 135 كاردينالا يمثلون مختلف مناطق العالم، مما يعكس البعد العالمي للكنيسة الكاثوليكية اليوم.

ويحتاج المرشح للفوز بمنصب البابا إلى الحصول على أغلبية الثلثين، وتجرى الاقتراعات يوميا بمعدل اقتراع واحد في اليوم الأول، ثم أربعة اقتراعات في كل يوم تال، إلى أن يحسم التصويت.

وتجري العملية كلها في سرية مطلقة، ولا يعلم العالم الخارجي بنتائج الاقتراع إلا من خلال إشارة رمزية معروفة وهي الدخان الخارج من مدخنة الكنيسة، فإذا كان الدخان أسودا، فهذا يعني أن الكرادلة لم يتفقوا بعد، وإذا كان أبيض، فهذا يعني أنه قد تم انتخاب البابا الجديد.

وعقب ذلك، يخرج البابا من غرفة مجاورة تعرف باسم “غرفة الدموع”، مرتديا الثوب الأبيض، ويعلن اسمه الجديد من على شرفة كنيسة القديس بطرس.

ورغم أن انتخاب البابا هو شأن داخلي كاثوليكي، فإن له أبعادا دولية واضحة، فالبابا هو شخصية ذات تأثير سياسي وأخلاقي عالمي، ومواقفه من قضايا كبرى مثل الهجرة، والعدالة الاجتماعية، والسلام، والحوار بين الأديان، تتابع باهتمام حتى من غير المسيحيين، وخاصة في العالم الإسلامي، حيث تمثل العلاقة مع الفاتيكان بعدا حساسا في سياق التعايش والتوترات الدينية في العالم.

وتبقى التوقعات بشأن هوية البابا الجديد مفتوحة، خاصة في ظل التوازنات الدقيقة داخل الكرادلة بين التيار الإصلاحي المقرب من البابا الراحل فرنسيس، والتيار المحافظ المرتبط بتوجهات تقليدية.

ومن بين الأسماء البارزة المطروحة بيترو بارولين من إيطاليا، ولويس تاغلي من الفلبين، وماتيو تسوبي، وفريدولين أمبونغو من الكونغو.

وقد تنتج التوازنات مفاجأة في الاتجاهين: إما تعزيز خط الإصلاح الاجتماعي والانفتاح الذي دافع عنه فرنسيس، أو العودة إلى تشدد عقائدي يرغب فيه المحافظون.

وبهذا يعتبر الكونكلاف لحظة فكرية وتاريخية حاسمة في مسار الكنيسة الكاثوليكية وفي تأثيرها على العالم، بما في ذلك علاقة المسيحية بالإسلام، ودور الأديان في زمن الأزمات العالمية.