30 أبريل 2025 / 14:39

بوصوف: الأشعرية والمالكية والتصوف أسس تدين متوازن في أوروبا

ألقى الدكتور عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، محاضرة علمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك ـ الدار البيضاء، ضمن أشغال مختبر الفكر الإسلامي والترجمة وحوار الحضارات، تحت عنوان: “الإسلام في أوروبا بين الأمس واليوم: نحو نموذج متجدد للتدين من وحي التجربة الأندلسية”.

وسعى بوصوف، في هذه المحاضرة، إلى تقديم قراءة تحليلية للتجربة الإسلامية في الأندلس باعتبارها نموذجا حضاريا للتفاعل والتعدد والعيش المشترك، مؤكدا أن عناصر تلك التجربة تتيح اليوم مرجعية عملية لبناء نموذج تدين إسلامي منفتح ومنسجم مع السياق الأوروبي المعاصر دون تفريط في الثوابت الدينية.

وتوقف عند ثلاث دعائم أساسية لهذا النموذج: العقيدة الأشعرية كإطار عقدي وسطي يجمع بين النقل والعقل ويرفض الغلو، والمذهب المالكي بما يتميز به من مرونة فقهية وتعدد في الأصول، والتصوف السني الذي يُعنى بتزكية النفس وإشاعة قيم السلم والانفتاح.

وأكد المحاضر على أهمية المرجعيات المؤسسية في ضبط الشأن الديني، مشيرا إلى إمارة المؤمنين كنموذج ضامن للتدين المتوازن، يحمي الحريات الدينية ويُؤمّن مرجعية روحية وفقهية موثوقة للمسلمين في أوروبا، بعيدا عن التيارات المتصارعة.

واختتم محاضرته بالتأكيد على أن مستقبل الإسلام في أوروبا يقتضي استلهام الرصيد الحضاري الإسلامي، وتجديده في ضوء التحديات المعاصرة، بما يسمح ببناء تدين عقلاني وروحي ومتوازن، يسهم في ترسيخ صورة الإسلام كدين فاعل في بناء السلام والعيش المشترك في المجتمعات الأوروبية.