25 أبريل 2025 / 08:31

ولاية ألاباما: قوانين تلزم عرض الوصايا العشر في المدارس

صادق نواب ولاية ألاباما الأمريكية، أمس الخميس، على حزمة من مشاريع القوانين التي تلزم المؤسسات التعليمية بعرض الوصايا العشر داخل الفصول الدراسية، وتمنع رفع أعلام الفخر المرتبطة بمجتمع “الميم”، في خطوة أثارت انقساما سياسيا وقانونيا بشأن الحريات الدينية وحقوق التعبير.

وتنص القوانين الجديدة، التي حظيت بدعم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، على منع المدرسين من عرض رموز تتعلق بالهوية الجنسية أو التطرق رسميا لقضايا النوع الاجتماعي،كما تتيح التشريعات الجديدة للمرشدين الدينيين التطوع كمستشارين في المؤسسات التعليمية.

ويأتي هذا التوجه ضمن موجة تشريعية متنامية تشهدها عدد من الولايات الأميركية ذات التوجهات المحافظة، في إطار ما يرى مراقبون أنه محاولة لإعادة صياغة المشهد القيمي داخل المدارس العامة، عبر ترسيخ مرجعيات دينية وتقليدية، توازيها قيود مشددة على التعبير عن التنوع الثقافي والجندري.

ولا ينص مشروع قانون الوصايا العشر، الذي تقدّم به النائب الجمهوري مارك جيدلي، صراحة على فرض انتماء ديني، بل يشير إلى الوصايا كوثيقة “ذات أهمية تاريخية شكلت الأسس الفكرية للأمة”، وفق تعبير مقدمي المشروع، ويشترط القانون أن تُعرض الوصايا ضمن سياق تاريخي موسّع، مصحوبة بمواد توضيحية.

إلا أن هذه المبادرة أثارت اعتراضات من شخصيات دينية وحقوقية اعتبرتها انتهاكا لمبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة، ومحاولة لتكريس خطاب ديني واحد داخل فضاء يفترض أن يكون جامعا ومفتوحا على التعدد.

وقد شهدت جلسات الاستماع معارضة لافتة من ممثلي أقليات دينية، بينهم الحاخام ستيف سيلبرمان، الذي حذر من تبعات تهميش طلاب لا يعتنقون نفس المرجعية الدينية.

ويرى محللون أن الحزمة التشريعية الأخيرة تعكس اندفاعة سياسية نحو ما يوصف بـ”الهوية المسيحية المحافظة”، وسط انقسامات حادة حول مستقبل التعليم العام وحدود حرية التعبير في الولايات المتحدة.

وقد أدرجت ألاباما ضمن 20 ولاية تداولت مشاريع مماثلة منذ مطلع 2025، بحسب رصد أجرته وكالة “أسوشيتد برس” باستخدام برنامج تتبع التشريعات “بلورال”.