شهدت خطب الجمعة ليوم 11 أبريل 2025، الموافق لـ 12 شوال 1446 هـ، دعوة بليغة إلى محاسبة النفس باعتبارها السبيل الأقوم إلى حياة طيبة وضمير يقظ، وذلك من خلال خطبة منبرية حملت عنوان “محاسبة النفس سبيل إلى الحياة الطيبة”.
وأبرزت الخطبة، التي ألقيت في عدد من مساجد المملكة، الأهمية المحورية لمحاسبة النفس في بناء الإنسان السوي، المستقيم على الفطرة، الساعي إلى رضا الله، المترفع عن أهواء النفس الأمارة بالسوء.
واستند الخطيب إلى قول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”، مؤكدا أن هذه الآية تؤسس لثقافة محاسبة النفس ضمن إطار التقوى والرقابة الإلهية.
وسلطت الخطبة الضوء على مفهوم الفطرة التي فطر الله الناس عليها، والمتمثلة في الشعور الداخلي بالرضا عن الطاعة والانقباض من المعصية، مستحضرة قوله تعالى: “فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا”، مشددة على أن هذه الفطرة تصاب بالخمول والضياع متى غلبت عليها الشهوات والشبهات.
وأكد الخطيب أن الشعور بالذنب دليل على يقظة الضمير وصريح الإيمان، مستشهدا بحديث النبي ﷺ: “ذاك صريح الإيمان”، في إشارة إلى من يجد في نفسه نفورا من المعصية وإن لم ينطق بها.
وفي معرض الحديث عن السلف الصالح، ذكرت الخطبة باهتمام الصحابة والتابعين بمحاسبة النفس، مستدلة بكلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وتزينوا للعرض الأكبر”، وبقول الحسن البصري رحمه الله: “ما يزال العبد بخير ما كان له واعظ من نفسه”.
وختمت الخطبة بالدعوة إلى استحضار مراقبة الله، والمداومة على ذكره، وتربية النفس على محاسبتها، باعتبارها السبيل الأقوم لحياة طيبة، وأعمال صالحة لا تحبط، وضمير حي يسهم في بناء مجتمع راشد.