15 مارس 2025 / 00:23

العيسى في نيويورك: الكراهية تهدد المجتمعات والمواطنة الشاملة

دين بريس
استضافت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بنيويورك، اليوم، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس هيئة علماء المسلمين، الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، متحدثا رئيسيا في إحياء اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام.

وعقد الشيخ العيسى مباحثات ثنائية مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، حيث ناقشا قضية “رهاب الإسلام” وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأكد العيسى أن رهاب الإسلام (اسلاموفوبيا) غالبا ما ينشأ عن قلة أو انعدام المعرفة بالإسلام، أو نتيجة التأثر بالخطاب السياسي والشعبي المتطرف، مشيرا إلى أن الحكم على الإسلام من خلال تصرفات فئات معزولة لا تمثل المسلمين يتسبب في تكريس الصور النمطية المغلوطة.

وأضاف أن هذا الرهاب ليس خوفا من الإسلام بحد ذاته، بل هو خوف من المعرفة والحقيقة، ومن الاعتراف بالمساواة الإنسانية في الحقوق والكرامة.

وشدد على أن كراهية الإسلام لا تضر المسلمين فحسب، بل تعزز الانقسامات داخل المجتمعات، وتشكل تهديدا لتحقيق المواطنة الشاملة التي تنص عليها الدساتير المتحضرة والمبادئ الدولية.

وأشار إلى مسؤولية المجتمع الدولي في بناء عالم يسوده التسامح والتفاهم، مشددا على أن الاختلاف والتعددية من السنن الكونية التي يجب أن تستثمر في التقارب والحوار وليس الصراع.

ودعا إلى تعزيز الوعي بين الأجيال الناشئة لحمايتها من تبني سلوكيات الكراهية، مشيرا إلى أن الإنسان لا يولد كارها، بل يكتسب الكراهية بالتلقين، ما يفرض مسؤولية كبرى على المؤسسات التربوية والمجتمعية في ترسيخ قيم التعايش.

وأوضح أن اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام ليس مناسبة لمواجهة التمييز ضد المسلمين فحسب، بل هو تأكيد على أن الإنسانية أقوى من الكراهية، وأن قيم العدالة والمحبة تتفوق على الخوف والتعصب.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في عام 2022 يوم 15 مارس يوما دوليا لمكافحة كراهية الإسلام، وفي العام الماضي تبنت قرارا يدعو إلى تعيين مبعوث أممي خاص لمكافحة الإسلاموفوبيا، ويدين أي دعوة إلى الكراهية الدينية أو التحريض على التمييز والعنف ضد المسلمين، بما في ذلك الهجمات على المساجد والمقدسات الإسلامية.