متابعة: د. يوسف الحزيمري
نظم المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق الفنيدق، في إطار أنشطته العلمية والثقافية، برنامجه الشهري “في ضيافة عالم”، حيث استضاف الدكتور “المكي اقلاينة”، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، وذلك صباح يوم الخميس 28 شعبان 1446هـ الموافق 27 فبراير 2025م، بمقر المجلس العلمي المحلي بالمضيق.
قدم لهذا اللقاء عضو المجلس الدكتور “الهاشمي برعدي الحوات”، حيث عرض ورقة تعريفية بالدكتور المحاضر، وسياق استضافته، وموضوع محاضرته.
بعدها، كانت الكلمة للدكتور “المكي اقلاينة”، استهلها بالشكر والتقدير على هذه الالتفاتة الطيبة من المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق الفنيدق، رئيسا وأعضاء، لاستضافته لتأطير هذا اللقاء حول موضوع “القراءات المعاصرة للسنة النبوية”، حيث تحدث عن آفة الطعن في السنة النبوية الشريفة، معتبرا إياها “آفة الآفات”، مشيرا إلى أن منتحليها يرومون التطاول على الدين برمته، واتخذوا من الطعن في السنة وسيلة لذلك، وهم في نظره مجرد أتباع ينقلون الشبهات عن المستشرقين والمستعربين تحت مسمى تجديد الدين أو تجديد الخطاب الديني.
ثم قدم عرضا موجزا عن جماعة القرآنيين، وجماعة الشيعة، والعلمانيين المعادين للسنة النبوية، موضحا خبث سريرتهم وهزالة علمهم، متسائلا: “أين هم ـ حسب قوله ـ من أهل الحديث الذين تمرسوا في علمه مع سلامة معتقدهم؟”.
وبعد ذلك، تناول الدكتور المحاضر منهج المحدثين في نقل الأحاديث، وتمحيصها، ونقدها، مبينا كيف بلغت أرقى مراحلها مع الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، صاحب “الصحيح”، وكيف أثّر هذا المنهج في باقي العلوم الإسلامية، كعلم التفسير، والتاريخ، واللغة… كما استعرض مجموعة من شبهات المستشرقين التي يتم اجترارها من قبل المعاصرين، مثل المستشرق “جوزيف شاخت”، و”ديفيد صمويل مرجليوث”، و”إجناتس جولد تسيهر”، مستغربا من أولئك الذين يسلمون بكتب أرسطو وسقراط الخالية من الإسناد، بينما يطعنون في كتب السنة المنقولة إلينا بالإسناد، مستشهدا بالمقولة الشهيرة: “من أسند لك فقد رفع العهدة عن نفسه”، كدليل على صرامة المنهج الحديثي وأمانة النقل العلمي.
وفي الختام، أعطيت الكلمة لرئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق الفنيدق، العلاّمة الدكتور توفيق الغلبزوري، الذي أشاد بالمحاضر، واصفا إياه بأنه أخ وصديق جمعتهما مجالس العلم ومحافله داخل المغرب وخارجه، كما نوّه بمكانته العلمية، معتبرا إياه باحثا متمكنا وأجدرَ من يتناول مثل هذه المواضيع.
وأكد أن استضافته في “في ضيافة عالم” تأتي تكريما له، ولتعرف الأجيال الناشئة على علمائها ومحدثيها، في سياق وصل الخلف بالسلف.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=23747
