نشر الاتحاد البروتستانتي في فرنسا دراسة استقصائية موسعة أجراها معهد Ifop، وهي الأولى من نوعها منذ عام 2010، حيث تسلط الضوء على استقرار نسبة البروتستانت في فرنسا عند 2% من إجمالي السكان، رغم تصاعد معدلات العلمنة.
وتؤكد الدراسة أن البروتستانت يظلون ثالث أكبر مجموعة دينية في فرنسا بعد الكاثوليك والمسلمين، وأن النسبة المستقرة تمثل زيادة طفيفة نسبيا نظرا للنمو السكاني، مما يعني أن فرنسا تضم حاليا حوالي 1.32 مليون بروتستانتي.
وأظهرت الدراسة أن البروتستانت الإنجيليين شهدوا ارتفاعا بنسبة 15 نقطة مئوية منذ عام 2010، ليشكلوا الآن 33% من مجموع البروتستانت.
وقد اعتمدت الدراسة على تصنيف خاص يميز بين البروتستانت التقليديين والإنجيليين، نظرا لأن بعض الإنجيليين يفضلون تعريف أنفسهم بـ”إنجيليين” بدلا من “بروتستانت”، نظرا لارتباط المصطلح الأخير بالبروتستانتية اللوثرية الإصلاحية.
ووفقا للنتائج، فإن 67% من المستطلعة آراؤهم عرفوا أنفسهم كبروتستانت (-15 نقطة مقارنة بعام 2010)، بينما اختار 33% تعريفهم كإنجيليين أو “مسيحيين إنجيليين” (+15 نقطة مقارنة بعام 2010).
وتكشف نتائج الدراسة عن تغيرات في الخريطة الدينية للبروتستانت في فرنسا، حيث ارتفعت نسبة البروتستانت الإنجيليين إلى 33% مقارنة بـ22% في 2010، بينما تراجعت نسبة البروتستانت الإصلاحيين إلى 25% مقارنة بـ37% سابقا، وشهدت النسبة اللوثرية انخفاضا إلى 13% مقارنة بـ19% سابقًا.
وأظهرت الدراسة أن 25% من البروتستانت الحاليين لم يكونوا كذلك في السابق، حيث انتقل معظمهم من الكاثوليكية (72%) أو من خلفيات غير دينية (22%)، مما يعكس وجود “نيو-بروتستانتية” آخذة في الظهور.
وفيما يتعلق بممارسات العبادة، كشفت الدراسة أن 33% من البروتستانت يداومون على حضور الصلوات في الكنيسة مرة واحدة على الأقل شهريا، من بينهم 21% يحضرون أسبوعيا، وهو معدل يفوق بكثير نسبة 5% من الممارسين المنتظمين في الكنيسة الكاثوليكية.
كما تبين أن الشباب أكثر التزاما من كبار السن، حيث يحضر 49% من البروتستانت دون 35 عاما الصلوات مرة شهريا على الأقل، مقارنة بـ27% من الذين تجاوزوا هذا العمر.
وأظهرت الدراسة أن غالبية البروتستانت يؤيدون تضمين الإجهاض في الدستور الفرنسي، كما يدعمون تشريع المساعدة النشطة على الموت، حيث بلغت نسبة المؤيدين لهذه الأخيرة 67% من مجموع البروتستانت، مع اختلافات بين الفئات العمرية، إذ أيدها 56% من الشباب دون 35 عاما، مقارنة بـ71% ممن تجاوزوا هذا العمر.
وأشارت الدراسة إلى أن 78% من اللوثريين الإصلاحيين والليبراليين يدعمون التشريع، إلى جانب 56% من الإنجيليين و55% من الكاريزماتيين.
وقد أُجريت هذه الدراسة بين 18 نوفمبر و11 ديسمبر 2024، وشملت عينة مكونة من 700 بروتستانتي وإنجيلي من أصل 32,612 شخصا يمثلون المجتمع الفرنسي.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=22894