الدكتور سيف الجابري – رئيس اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب وأستاذ بجامعات مختلفه
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول الرائدة في تعزيز حقوق المرأة وتمكينها في مختلف المجالات الحيوية ، فقد اتخذت الحكومة الإماراتية العديد من الخطوات الفعّالة لتحسين وضع المرأة وتعزيز مشاركتها في المجتمع، مما يعكس التزامها بتحقيق التنمية المستدامة، ويعود هذا الإنجاز إلى رؤية القيادة الحكيمة والتزامها بتعزيز دور المرأة كشريك رئيسي في مسيرة التنمية.
حيث بدأت قصة تمكين المرأة في الإمارات منذ تأسيس الدولة عام 1971، حيث وضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أساسًا قويًا لهذه الرؤية من خلال دعمه الكامل للمرأة، فقد كان يؤمن بأن المرأة هي نصف المجتمع وأنها تمتلك القدرة على الإسهام الفعّال في بناء الوطن؛ وقد ورثت القيادة الإماراتية الحالية هذه الرؤية، حيث تُظهر القيادة التزامًا قويًا بتعزيز مكانة المرأة وتمكينها على جميع الأصعدة.
فعلى الصعيد القانوني تسعى الدولة إلى حماية حقوق المرأة من خلال وضع تشريعات وقوانين تدعم حقوقها؛ تشمل هذه القوانين حق المرأة في الملكية، والطلاق، والحضانة، والانفصال؛ كما تم وضع سياسات واضحة لمكافحة التمييز ضد المرأة، مما يضمن لها حقوقًا قانونية تضمن لها الحماية والمساواة.
ومن أهم القوانين التي أصدرتها الدولة للحفاظ على حقوق المرأة قانون المساواة في الأجور حيث أصدرت الحكومة قوانين تضمن المساواة في الأجور بين الجنسين في القطاعين العام والخاص.
وقانون حماية المرأة كافة أشكال العنف والتمييز؛ حيث وضعت الدولة قوانين صارمة لتحقيق ذلك.
وقانون توفير إجازات الأمومة مدفوعة الأجر للأمهات العاملات.
وقانون تمثيل المرأة في المناصب القيادية بنسبة لا تقل عن النصف من المقاعد في المجلس الوطني الاتحادي لتكون للمرأة، مما يعزز دورها في عملية صنع القرار.
ولا يمكن التغاضي عن إنجازات المرأة الإماراتية في المجال التعليمي؛ فبفضل السياسات الحكومية التي تركز على التعليم، أصبحت المرأة تمثل نسبة كبيرة من الطلاب في الجامعات؛ وقد ساهمت هذه التعليمات في بناء قاعدة قوية من الخريجات المؤهلات اللواتي أكملن دراساتهم في مختلف التخصصات. هذا التعليم العالي يفتح أمام المرأة فرصًا مهنية واسعة، مما يعزز من وجودها في سوق العمل.
وعلى الصعيد الصحي تُعتبر إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية عاملاً مهماً في تمكين المرأة فقد تم تحسين البنية التحتية الصحية لتوفير خدمات طبية عالية الجودة وقد أسهمت هذه التحسينات في زيادة نسبة النساء اللواتي يراجعن العيادات والمستشفيات بشكل دوري، إضافة إلى ذلك، يتم توفير برامج صحية خاصة للنساء مثل الفحوصات الدورية، ورعاية الحمل، والعمليات الجراحية، هذه الخدمات تساهم في تحسين صحة المرأة، مما ينعكس بشكل إيجابي على صحة أبنائها.
وتُظهر الدراسات أن النساء اللواتي يتمتعن بقدرة أكبر على اتخاذ القرارات الصحية يتمكن من تحسين صحة أطفالهن ورفاهيتهم. وفقاً لبحث أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن الأمهات المتعلمات أكثر قدرة على تقديم الرعاية الصحية المناسبة لأطفالهن، مما يقلل من معدلات الوفيات والأمراض.
كما أن وجود نساء في مراكز قيادية في المجال الصحي، سواء كأطباء أو مدراء مستشفيات، يعزز من قدرة المجتمع على توفير رعاية صحية أفضل، هذا التواجد يعكس أهمية دور المرأة في اتخاذ القرارات الصحية، مما يساهم في تحسين جودة الحياة الصحية لأبنائها.
كما تم تعزيز التعليم الصحي من خلال برامج التوعية والمبادرات الحكومية التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول القضايا الصحية الأساسية. هذه البرامج تشمل دورات تدريبية وورش عمل تركز على مواضيع مثل التغذية، الصحة النفسية، والوقاية من الأمراض؛ فعلى سبيل المثال، أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات حملات توعية تستهدف النساء في جميع أنحاء البلاد، مما يُظهر التزام الحكومة بتمكين المرأة في هذا المجال.
كما تحتل المرأة الإماراتية مكانة مرموقة في الاقتصاد الوطني؛ وفقًا للإحصائيات الأخيرة، تشارك المرأة بنسبة عالية من القوى العاملة؛ كما أن هناك دعمًا كبيرًا لرائدات الأعمال من خلال برامج تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تعمل صناديق مثل “صندوق خليفة لتطوير المشاريع” على توفير الدعم المالي والفني للنساء لتمكينهن من تحقيق أحلامهن في ريادة الأعمال، وتعمل الحكومة على تقديم برامج تدريبية ومنح لتمكين النساء من دخول السوق.
وعلى المستوى الاجتماعي، تشهد الدولة تحولات ملحوظة تجاه تعزيز مكانة المرأة؛ حيث تشجع الدولة على تغيير الأنماط التقليدية التي كانت تحصر دور المرأة في البيت، ولقد أصبحث المرأة تقود العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية، وتعمل المؤسسات النسائية مثل الاتحاد النسائي العام ومؤسسة دبي للمرأة على تمكين النساء وتعزيز مساهمتهن في تحسين جودة الحياة في المجتمع.
وعلى الصعيد السياسية فقد مكنت المرأة الإماراتية من الوصول إلى مواقع قيادية والريادية البارزة في الحكومة، وتشغل النساء اليوم مناصب وزارية في الحكومة الاتحادية، مثل وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ووزيرة الثقافة والشباب، ووزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، كما أن التعيينات الأخيرة في السلك الدبلوماسي تُظهر تقدمًا كبيرًا في تعزيز تمثيل المرأة الإماراتية على الساحة الدولية.
على الرغم من التقدم الكبير، لا تزال هناك تحديات تواجه المرأة في الإمارات، مثل تعزيز دورها في القطاعات التكنولوجية الحديثة وتوسيع نطاق مشاركتها في الاقتصاد الأخضر، وتحتاج الدولة إلى تطوير برامج تدريبية مبتكرة وتوفير فرص تعليمية متقدمة لتعزيز قدرات النساء في هذه المجالات.
إن تمكين المرأة في دولة الإمارات ليس مجرد هدف وطني، بل هو رسالة عالمية تؤكد التزام الإمارات بتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية بفضل الرؤية الحكيمة والدعم المستمر، وقد استطاعت الإمارات بذلك أن تضع نفسها في مصاف الدول الرائدة في مجال حقوق المرأة وجودة حياتها وحياة أسرتها ومجتمعها .
المصدر : https://dinpresse.net/?p=22597
Omar Osmanمنذ 14 ساعة
المقال جميل جدا ويعكس الواقع . دولة الإمارات دولة من الدول التي افخر بزيارتها، منذ وصولك إلي نوافذها تري مشاركة المراءة ووصولها إلي مراحل التفوق في الأداء المتميز وحسن التعامل والتواضع وحسن المعاملة، دولة الإمارات من وجه نظري تفوقت في الأداء المتميز في المعاملات الحكومية مقارنه باوربا وكندا وامريكا يا رب احفظ الإمارات واهلها الطيبين شرفا ومكانه يحتذى بها 🌹
وأنا من متابعين د. سيف الجابري رئيس الأكاديميين العرب وأنتظر مقالاته ب فارغ الصبر وبالتوفيق دوما 🌹