شهدت الساحة السياسية المغربية نقاشا حادا عقب رسالة وجهها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، ردا على تصريحات نسبت إليه تتعلق بعلمانية الدولة المغربية.
الرسالة، التي حملت عنوان “شكوى إلى الله” (نشرها موقع العمق)، جاءت لتفنيد هذه التصريحات، التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية.
وأكد وزير الأوقاف أن تصريحاته، التي جرى تأويلها بشكل خاطئ، لم تتناول وصف الدولة المغربية بالعلمانية، بل كانت تتعلق بحوار دار بينه وبين مسؤول أجنبي يعبر عن رؤية مغايرة للنموذج المغربي.
وشدد الوزير على أن المغرب، بقيادة مؤسسة إمارة المؤمنين، يمثل نموذجا فريدا يجمع بين المرجعية الدينية والسياسات الحديثة المستندة إلى الدستور والقوانين.
الرسالة تضمنت انتقادات صريحة لعبد الإله بنكيران، حيث اعتبر الوزير أن الأخير كان من المفترض أن يتحقق من التصريحات قبل اتخاذ موقف علني منها.
وأشار إلى أن التسرع في إصدار أحكام وتأويلات خاطئة قد يؤدي إلى إثارة الانقسامات وتسييس القضايا الدينية، وهو ما يمثل خطرا على استقرار البلاد، ويتنافى مع المبادئ التي يجب أن تحكم العمل السياسي.
وشدد وزير الأوقاف على أن المغرب يسير وفق نظام يحقق التوازن بين الدين والسياسة، بما يحافظ على الهوية الوطنية ويمنع أي انزلاق نحو العلمانية أو النزاعات الفكرية التي قد تهدد استقرار المملكة.
وأضاف أن المسؤولية السياسية تقتضي الاعتماد على الإنجاز والنزاهة بدلا من توظيف الدين في الخطابات الحزبية.
وفي ختام الرسالة، دعا الوزير إلى العودة للحوار المسؤول والبناء، بعيدا عن التأويلات المغلوطة التي قد تؤثر على السياق السياسي والديني في المغرب.
وشدد على أن الوطن يحتاج إلى فهم عميق لتركيبته الفريدة، التي تضمن الاستقرار والتقدم في ظل احترام الهوية الدينية والسياسية للمملكة.
يشار إلى أن عبد الإله بنكيران سبق أن صرح بأن المغرب دولة إسلامية، مشيرا خلال لقاء حزبي في إقليم تارودانت، إلى أن المغاربة ظلوا متمسكين بهويتهم الدينية عبر التاريخ.
ونفى بنكيران أن تكون الدولة المغربية علمانية، مؤكداً أن الهوية الإسلامية تظل ركيزة أساسية للبلاد، في إشارة إلى تصريح سابق لوزير الاوقاف في البرلمان المغربي جاء فيه أن “المغاربة علمانيون”.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=21724