ونظم حفل هذه السنة تحت شعار “لا تنسنا يا أخي من دعائك”. وأوضح الناطق الرسمي للطريقة الصوفية العلوية المغربية، رضوان ياسين “أن طلب الدعاء من الغير أرجى للإجابة إذا كان المطلوب منه الدعاء من أهل التقوى والصلاح”.
وذكَّر رضوان ياسين بقصة استئذان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في العمرة وقد قال حينما أذن له “لا تنسنا يا أخي من دعائك”. وأورد أيضا الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل”.
وفي تصريح لأحد منتسبي الطريقة الصوفية العلوية المغربية: “إن المغزى من شعار هذه السنة تذكير بالسنة التي سنها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم بجواز التوسل بدعاء المسلمين ولو كان الداعي أقل درجة من المدعو له”.
وقد شاركت الطريقة بوفد هام يترأسه فضيلة الشيخ الحاج سعيد ياسين صباح نفس اليوم في الملتقى الثالث لمجمع الصالحين في موضوع “دعاء المؤمنين لأمير المؤمنين” الذي نظمته الزاوية الريسونية وبحضور وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية احمد التوفيق.
وانطلق الحفل من ساحة المسجد الأعظم بعد صلاة العصر حيث تجمع الحاضرون وانطلقوا مشيا على الأقدام إلى رحاب الولي الصالح بذكر ومديح وصلاة على رسول الله يتقدمهم فضيلة الشيخ الحاج سعيد ياسين ومقاديم الطريقة الصوفية العلوية والضيوف الكرام.
وألقى فضيلة الشيخ سعيد ياسين كلمة بالمناسبة ذكر فيها بخاصية سنة الدعاء وكيف أن الله سبحانه وتعالى جعل الدعاء رحمة لنا ووسيلة للتقرب إليه والإحساس بعظمته وجعل الدعاء مقرون بالإيمان والرشد مصداقا لقوله تعالى: (وإذا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الداعي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، مذكرا الحاضرين بأن سيدنا محمد سن لنا سنة التماس الدعاء من الصالحين والأتقياء لما فيها من خير كثير.
واستمر الحفل بعد صلاة المغرب إلى ساعات متأخرة من الليل، امتزج فيه تلاوة القرآن والمديح والسماع، مما خلق جوا روحانيا مكن الحاضرين من التزود بشذرات ربانية.
جدير بالذكر أن الطريقة الصوفية العلوية المغربية تأسست منذ أكثر من مائة عام وشيخها الحالي وممثلها العام بالمملكة المغربية الشريفة هو الشيخ الحاج سعيد ياسين وسندها متصل خلفا عن سلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها عدة زوايا في مختلف جهات المملكة يسيرها “مقدمين” حيث تقام لقاءات أسبوعية للذكر والفكر.
Source : https://dinpresse.net/?p=2170
