مفارقات فكرية وأخلاقية تثير قلق “أوريد” بشأن المغرب

دينبريس
صحافة وإعلام
دينبريس2 ديسمبر 2024آخر تحديث : الإثنين 2 ديسمبر 2024 - 2:58 مساءً
مفارقات فكرية وأخلاقية تثير قلق “أوريد” بشأن المغرب

نشر الكاتب والأكاديمي المغربي حسن أوريد اليوم الاثنين مقالا بعنوان “أربع مفارقات مقلقة عاشها المغرب مؤخرا”، سلط فيه الضوء على قضايا أثارت جدلا فكريا وأخلاقيا داخل الساحة المغربية خلال الأسابيع الأخيرة.

وأوضح أوريد أن هذه الأحداث تكشف، بحسب رأيه، عن “اندحار فكري مريع وأخلاقي مهول” في التعامل مع القضايا الوطنية والدينية.

واستهل أوريد مقاله بالحديث عن تصريح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي الذي قال إن المغرب بلد علماني، وإن الجميع فيه أحرار فيما يريدون.

وأشار الأكاديمي المغربي إلى أن الوزير حاول لاحقا توضيح تصريحه بالقول إن “العلمانية علمانيات”، إلا أن هذا التوضيح لم يكن موفقا، معتبرا أن الوزير لم يأت بجديد لأن واقع الحال في المغرب، حسب وصفه، يظهر علمنة غير معلنة لكنها موجودة على أرض الواقع.

ومع ذلك، يرى أوريد أن تصريح الوزير يثير تساؤلات حول دوره كمسؤول عن الشأن الديني في المغرب، منتقدا إفصاحه عن حواراته مع المسؤولين الفرنسيين، خاصة وزير الداخلية الفرنسي الذي ينظر إلى الإسلام من زاوية أمنية.

وأكد أوريد أنه كان أجدر بالوزير أن يعتمد على مرجعية إسلامية مغربية تسعى إلى التيسير وتنبذ الغلو وتدعو إلى المجادلة بالتي هي أحسن، بدلا من الانزلاق إلى مواقف شخصية لا تتناسب مع موقعه الرسمي.

وانتقل أوريد إلى الحديث عن موقف زعيمة سياسية تنتمي إلى تيار اليسار الجذري، حيث دعت خلال جلسة برلمانية إلى أن يجهر الخطباء في المساجد بالدعوة إلى الجهاد في فلسطين، مستشهدة بتاريخ المغرب في الجهاد والفتح، وذكرت فتح الأندلس وغزوها كمثال على ذلك.

وانتقد أوريد هذا الطرح واصفا إياه بـ”التناقض الصارخ”، إذ إن مفاهيم مثل الجهاد والفتح والغزو تنتمي بوضوح إلى مرجعية إسلامية لا علاقة لها بتوجهات اليسار.

وأضاف أنه كان من الأنسب للزعيمة أن تكتفي بالدعوة إلى نصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن حرية الأئمة في التطرق إلى هذا الموضوع دون الحاجة لاستحضار سياقات تاريخية لا تتماشى مع مرجعيتها الفكرية.

وخلص أوريد إلى أن هذه المفارقات وغيرها تعكس حالة من الارتباك الفكري والغياب عن إدراك أولويات المرحلة الحالية، مشددا على أهمية التمسك برؤية واضحة وشاملة لمعالجة القضايا الوطنية والدينية بعيدا عن التناقضات أو التصريحات التي تزيد الوضع تعقيدا.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.