دين بريس
يمكن القول إن الإجابة عن سؤال “هل انتصر حزب الله في حربه مع إسرائيل؟” تعتمد على معايير معينة لتحديد النصر. وانطلاقا من هذه المحددات يمكن الأجابة على هذا السؤال على الشكل التالي:
أولا: لقد نجح حزب الله في تحقيق أهدافه المعلنة بإشغال الجيش الإسرائيلي وتخفيف الضغط عن غزة، كما أظهر قدرة على الاستمرار والصمود، ما يعني فشل إسرائيل في القضاء عليه أو نزع سلاحه، وهو هدفها الرئيسي.
ثانيا تمكن حزب الله من إبقاء جزء كبير من الجيش الإسرائيلي منشغلاً على الجبهة الشمالية ومنع المستوطنين في الشمال من العودة لمنازلهم.
وفي المقابل، لم تحقق إسرائيل أهدافها المعلنة بالقضاء على حزب الله أو تدمير قدراته، واضطرت إلى قبول وقف إطلاق النار دون مكاسب واضحة.
كما واجهت ضغوطًا داخلية كبيرة نتيجة عدم تحقيق النصر، وفق استطلاعات الرأي التي أظهرت أن أغلبية الإسرائيليين لا يرون في الحرب انتصارًا لبلادهم.
وعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي، تمكن حزب الله من الحفاظ على دوره كقوة محورية في لبنان، واعتُبر طرفًا رئيسيًا في الاتفاق، في حين أن قبول إسرائيل لاتفاق يتضمن اعترافًا ضمنيًا بحزب الله كقوة فاعلة يعكس عجزها عن فرض شروطها بالكامل.
أما بالنسبة للتداعيات على الأطراف المعنية، فقد واجهت إسرائيل انتقادات داخلية لعدم تحقيق نصر واضح واستمرار التهديد من حزب الله، مما يبقي شمالها في حالة عدم استقرار.
في حين أن حزب الله استطاع إبقاء خطوط إمداده ودوره الإقليمي مع إيران وحلفائه، وخرج بموقف قوي يعزز مكانته في محور المقاومة.
وحسب الرأي العام، فإن معظم الإسرائيليين يعتقدون أن بلادهم لم تنتصر، ووسائل الإعلام الدولية أشارت إلى أن الحرب لم تؤدِ إلى تغيير جذري في المعادلة الاستراتيجية.
بناءً على ذلك، يمكن اعتبار أن حزب الله حقق “نصرًا نسبيًا” بتفادي الهزيمة والاستمرار كقوة ردع فاعلة، بينما فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
النتيجة النهائية هي: أن الحرب انتهت دون منتصر واضح، ولكن حزب الله خرج منها في وضع أقوى نسبيًا.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=21609