ما يمر يوم إلا ونسمع بمصطلح سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي جديد وآخر ما سمعت وجذب انتباهي هو مصطلح الرشوة الدينية الذي سمعت به من محلل سياسي مصري من خلال حديثه عن رؤيته للانتخابات المصرية القادمة.
ورغم أن المتحدث لم يخض في تفاصيل المصطلح لكني وجدت نفسي مدفوعا لتحليله والحديث عنه بالنظر لما له من اثر كبير على أدبيات التعامل مع حرية الانتخابات ومبادئ الديمقراطية وبالذات أننا مقبولون إن صد…قت النوايا على انتخابات مصيرية في تاريخ القضية الفلسطينية
إن الرشوة الدينية لا بد أن يجرمها قانون العقوبات مثلما يجرم الرشوة المادية بل بعقوبة اشد حيث يقوم هذا الفعل على استخدام الدين أسوأ صور الاستخدام من خلال الإيحاء بان هناك من يملكون مفاتيح الجنة والنار وان من ينتخب فئة معينة سيدخل الجنة ومن ينتخب غيرها سيدخل النار وان من ينتخبهم سيحصل على رضى الله ومن يعارضهم سيحل عليه غضب من الله فإذا أردت الرزق في الدنيا والجنة في الآخرة فانتخبهم …. الخ
إن هذه الأفعال هي نوع من المتاجرة بالدين واستخدامه للسيطرة على عقول البسطاء المتدينين بالفطرة وليس غريبا استخدام الدين بأي شكل من أشكاله لتحقيق مثل هذه الأهداف فقد استخدم فرعون الدين للسيطرة على قومه لسنوات طويلة فقال لهم انه الرب الأكبر وانه يحيي ويميت وان الأنهار تجري من تحته حتى أن القرآن وصفه بوصف رائع حين قال تعالى عن فرعون (فاستخف قومه فأطاعوه) أي انه قد استخف بعقولهم ودخل لهم من مدخل ديني بحت حتى تمت له الطاعة والولاء
قد يقول قائل بان هذا العمل لا يؤتي نتيجة عندنا فنحن قوم متعلمون ومثقفون ولا ننخدع بالمظاهر والشعارات
فنقول له فعلا نحن كذلك ولكنا خدعنا باللحى والمظاهر واستخدام آيات القرآن العظيم وكانت النتيجة أن خسرنا سنوات من عمر قضيتنا وعانينا سبع سنين عجاف ندعو الله أن يعقبهن السلام والأمان والرخاء.
المصدر: الصباح الفلسطينية
المصدر : https://dinpresse.net/?p=208
