محمد جناي*
يعد اجتياز امتحانات الكفاءة المهنية من الممارسات العالمية التي تهدف إلى تحقيق جودة التعليم وتطوير العملية التعليمية،كما يعتبر إحدى الأدوات التي تسهم في رفع جودة أداء المدرسين وتحسين قدراتهم ومهاراتهم ،والتأكد من أنهم يمتلكون الكفاية المطلوبة لأداء مهنة التعليم.
في إطار تعزيز و تثمين الرأسمال البشري في الوسط المهني،الذي يعد المحرك الأساسي لتنفيذ برنامج إصلاح منظومة التربية والتكوين،شرعت الوزارة في التحضير لتنظيم امتحانات الكفاءة المهنية برسم السنة المالية 3202، لفائدة هيئة التربية والتعليم العاملين بقطاع التربية الوطنية.
وفي هذه السطور نقدم لكم أربع نصائح مهمة تساعد المرشح والمترشحة على الحصول على التميز و التفوق في امتحانات الكفاءة المهنية.
النصيحة الأولى : ابقَ على ارتباط بالكتب التربوية والتخصصية لدراستك الجامعية
فالمقررات التي درستها في الجامعة تحوي أساسيات العلوم والمعارف التي في تخصصك، وكذلك الأمر بالنسبة لخريجي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ، فقد درسوا عددا من المواد التربوية التي تتعلق بنظريات التعلم ومناهج وطرق التدريس العامة والخاصة وتقويم التعلم وغير ذلك من المواد التي هي أساس المعرفة التربوية.
وهذه الأساسيات تشكل قاعدة قوية في معارفك الأكاديمية والتربوية، وتشكل نسبة لا بأس بها من أسئلة امتحانات الكفاءة المهنية.
النصيحة الثانية: كن مدرسا متعلما، واقرأ عن تخصصك والمستجدات التربوية
فعجلة المعرفة لا تتوقف عند الأساسيات والتطور مستمر في جميع المجالات، لذا يجب على المدرس أن يكون متعلما باحثا عن المعرفة التي تسهم في تطويره وتحسين تعلم تلاميذته وسلوكياتهم.
وسبيله في ذلك الاستمرار في التعلم الذاتي والتكوين المستمر، من خلال القراءة والاستفادة من المصادر المختلفة مقروءة أو مرئية، وحضور الدورات التدريبية وورشات تكوينية سواء المقدمة من الوزارة أو من أي جهة موثوقة، والاطلاع على المستجدات التربوية ومستجدات تخصصه الأكاديمي لكي يقدم تعليما حقيقيا مرتبطا بواقع حياة المتعلم.
لهذا احرص على أن يكون لك برنامجا تطويريا بما يسمح به وقتك وإمكانياتك واستفد من مصادر المعرفة المتوفرة، فالتميز في امتحانات الكفاءة المهنية هو نتاج مسار تطويري مستمر.
النصيحة الثالثة: طبق ما تتعلمه وشاركه مع زملائك
هناك عبارة شهيرة تقول: أخبرني وسوف أنسى، أرني ولعلي أتذكر، أشركني وسوف أفهم.
تدل هذه العبارة على أن استخدام المعرفة ومشاركتها مع الزملاء أي التقاسم يساعد على الاحتفاظ بها وبقائها في الذهن فترة أطول، ونستفيد من ذلك بأن تمثل المدرس لما تعلمه والعمل به يجعله يدخل امتحانات الكفاءة المهنية واثقا لا يخشى النسيان، لأن تلك المعارف أصبحت جزءا من بنيته المعرفية.
لهذا خطط لأن تطبق ما تعلمته وشارك زملاءك وتبادل معهم الزيارات الصفية، ثم اعقدوا جلسات تأملية لتطوير ممارساتكم الصفية، ولن تجد أفضل من الممارسة والتأمل لتثبيت معارفك ومهاراتك.
النصيحة الرابعة: استعد لاجتياز امتحان الكفاءة المهنية
حان الآن للاستعداد المكثف والموجه لاجتياز امتحانات الكفاءة المهنية والحصول على أفضل نتيجة ممكنة.
إن ما سبق هو سلوكيات تطويرية فعالة وطويلة الأمد ولها أثر كبير على نتيجة الامتحان، ولكن عند اقتراب موعد الامتحان فإننا نحتاج استعدادا من نوع آخر.
أ- تحتاج إلى عمل برنامج تحضيري للامتحان لتكون مستعدا نفسيا وذهنيا، وقد يكون ذلك البرنامج من خلال تعلم ذاتي أو بالالتحاق بدورة خاصة بامتحانات الكفاءة المهنية.
ب- الإدارة الجيدة لوقت الامتحان: من خلال معرفة مكوناته وأجزائه وطبيعته وتوقيته الزمني، وحتى لا تفاجأ بشيء يؤثر على اختبارك ومن ثم نجاحك.
لهذا نجد الوزارة تقوم بتحيين بطاقات توصيف مواضيع الاختبارات الكتابية لامتحانات الكفاءة المهنية للهيئات العاملة بقطاع التربية الوطنية وهو إجراء منهجي يهدف إلى إرساء امتحانات الكفاءة المهنية على أساس تعاقدي وكذا إلى تمكين المترشحين من توجيه وتركيز مجهوداتهم في التحضير لهذه الامتحانات ، حيث تم وضع توصيف في شكل بطاقة خاصة بكل موضوع من مواضيع الامتحان تحدد مواصفات هذا الأخير وتحصر محاوره أو مجالاته ودرجة أهمية كل محور أو مجال ويمكن الاطلاع على هذه التوصيفات وسحبها من الموقع الالكتروني للوزارة.
وختاما، إن تمكن المدرس من الكفايات المهنية هو نتيجة تراكمية للممارسة والاستمرار في التعلم، والنصائح السابقة هي الطريق الصحيح لاجتياز امتحانات الكفاءة المهنية بتفوق.
ـــــــــــ
*متصرف تربوي
المصدر : https://dinpresse.net/?p=20636
