سعيد الكحل
في تدوينة تعكس مدى التيه الفكري والعقدي الذي باتت تتخبط فيه دنيا فيلالي، وكذا درجة خروجها عن الاعتقاد السليم لدى عموم المؤمنين بالديانات السماوية، كتبت التالي: “سأعود نهاية الأسبوع، شكرا لكم على سؤالكم عني. أحب هذه الآية الكريمة فهي بالنسبة لي منبع التفاؤل والطمأنينة الحمد الله: (وإذا سألك عبادي عني فإن قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان..). تدوينة فيها كل معاني الضلال والخسران.
تيه وضلال
لا شك أن حالة التيهان التي توجد عليها دنيا فيلالي بعد أن فشلت في كل ألاعيبها التي ظلت تعتقد أنها ستسيئ إلى النظام والدولة المغربية، وستلحق بهما الضرر الكبير بفعل خزعبلاتها التي لم تكف عن ترديدها؛ لم تزد خائنة وطنها غير الضلال والتيه. الأمر الذي أفقدها صوابها العقدي وجعلها تتشبه، والعياذ بالله، بالخالق في صفة الاستجابة لكل من دعاها وسأل عنها. فالله تعالى وحده من يستجيب لكل من دعاه من عباده الأبرار، وهو أقرب منهم من حبل الوريد. دنيا فيلالي ليست من طينة رابعة العدوية ولا في مقام الحلاج حتى “تمتزج روح الله بروحها” كما عبّر عنها شعرا:
مُزِجَت روحُكَ في روحي كَما // تُمزَجُ الخَمرَةُ بِالماءِ الزُلالِ.
فَإِذا مَسَّكَ شَيءٌ مَسَّني // فَإِذا أَنتَ أَنا في كُلِّ حالِ.
حالة الوَجْد التي وجد عليها الحلاج هي التي تسمو بصاحبها إلى مقام أسمى تمحي فيه أبعاد الذات.
لا يا مسكينة، فلا أنت ناسكة متعبدة ولا أنت من أولياء الله الصالحين حتى تبلغي ذاك المقام من أسمى مقامات التصوف حيث “تمتزج روح الله في روحك”. إنها هلوسات ووساوس ناتجة عن خيبات الأمل في ألحاق الضرر بالمغرب وبنظامه ومؤسساته الدستورية.
أنت، يا دنيا فيلالي، اخترت خيانة الوطن وخيانة شعبه، فخالفت توجيه الرسول الكريم “حب الأوطان من الإيمان”. وخيانة الوطن لم تكن أبدا فضيلة يجازى عنها الخائن دنيويا ودينيا. بل ستظل اللعنة تلاحق الخائنين والخائنات حيثما حلوا وارتحلوا.
كان طبيعيا أن تتيه دنيا فيلالي في سراديب العمالة والخيانة لوطنها خدمة لأجندات خصوم وحدته الترابية وأعداء مصالحه العليا. فالخيبات التي راكمتها منذ اختيارها درب العمالة والخيانة جعلتها تفقد حسها السليم وإيمانها السوي بأن الله وحده القادر على الاستجابة لكل من دعاه. إنها أوهام نسجتها دنيا فيلالي وظلت تعيشها معتقدة أن تكريس وقتها لنشر الخزعبلات واختلاق الأراجيف سيمس بسمعة النظام وسيهز أركان الدولة وسيزعزع ثقة الشعب في مؤسساته الأمنية والدستورية.
لم تتعظ دنيا فيلالي بأن درب الخيانة والعمالة يقود حتما إلى الخسران المبين للذات وللكرامة وللشرف. فمن يبيع ضميره بالتآمر على وطنه سيخسر كرامته، ويفقد رشده في الختام.
وهذا حال دنيا فيلالي وكل من سبقوها إلى ركوب أمواج الخيانة التي انتهت بهم إلى الغرق والتيه في أزقة اللجوء والعار. فالدولة المغربية لها من المقومات والأسس والقواعد ما جعل دولا بعينها تفشل في زعزعة أمنها واستقرارها رغم كل أساليب التمويل والتدريب التي توفرها للعناصر التخريبية قصد تنفيذ مخططاتها الإجرامية. ستظل دنيا فيلالي تعوي عواء الذئاب في الفيافي والقفار، ولن يزيدها عواؤها إلا ضلالا وتيها.
لا يمكن لدنيا فيلالي ومثيلاتها وأمثالها من الغربان الناعقة في حدائق الخيانة والغدر، أن تشعر بالطمأنينة والسكينة وهي تنهش عرض الوطن وتتآمر ضده. فللوطن شعب يحميه وربّ ينصره ضد كل المتآمرين على أمنه ووحدته واستقراره. ولن ينتبه الشعب لعواء الخونة ولن يكترث بنعيقهم مهما كان بعضهم لبعض سندا ونصيرا. فحبل الخيانة هشّ وقصير يكفي لشدّهم إلى موائد الذل والخذلان.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=20504