بعد فشل المحاولة الأولى الأحد الماضي، نجح مسؤولوا مسلمي فرنسا أمس (الأحد 30 يونيو 2013)، في انتخاب المكتب التنفيذي للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية للسنوات الست القادمة بعد مخاض عسير كاد يشل عمله.
وأسفرت الانتخابات عن عودة الدكتور دليل بوبكر، عميد مسجد باريس الكبير إلى رئاسة المجلس للعامين القادمين على أن يخلفه أنور كبيبش، ممثل تجمع مسلمي فرنسا “المشكل في غالبيته من المغاربة”، ثم يأتي بعده التركي أحمد أورغاس، ممثل مجلس المسلمين الأتراك في فرنسا.
وقال محمد موسوي الرئيس السابق لـ”الشرق الأوسط”، إن عملية الانتخاب “تمت بموجب الإصلاحات” التي أدخلت على عمل المكتب والتي تم تبنيها بأكثرية مريحة. وأهم ما جاء فيها أنها قسمت انتداب المكتب الذي يمتد إلى ست سنوات إلى ثلاثة أقسام من عامين، والغرض من ذلك “التغلب على الحساسيات” ودفع الجميع إلى التعاون وتلافي الشلل الذي ميز واقع المجلس بسبب الخلافات الشخصية وتلك المرتبطة بالانتماءات على خلفية التنافس بين أكبر جاليتين مسلمتين في فرنسا وهما الجالية الجزائرية والجالية المغربية.
وكانت الانتخابات العامة لـ”تعيين المندوبين” قد جرت في الثامن من يونيو (حزيران) وأفضت إلى فوز تجمع مسلمي فرنسا الذي حصل على 25 مندوبا يليه مسجد باريس (8 مندوبين)، ثم المجلس التركي (7 مندوبين). وبعد أن كان اتحاد المنظمات الإسلامية قد أكد مشاركته في الانتخابات العامة، عدل موقفه في آخر لحظة، الأمر الذي يدل على انقسامات داخل صفوفه. بيد أن انتخاب المكتب التنفيذي الجديد وتوزيع الصلاحيات داخله لا يحل مشكلة تمثيل المسلمين الجماعي، إذ إن اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا والذي يعد عموما قريبا من فكر الإخوان المسلمين قاطع الانتخابات التي جاءت بالمجلس الإداري الذي انبثق عنه أمس مجلس المكتب التنفيذي. ولذا سيكون الاتحاد غائبا عن المجلس للسنوات الست القادمة بعد أن كان أحد الأعمدة التي نهض عليها. وليس سرا أن سبب الخلاف يعود للتجاذبات بشأن قانون الانتخاب والقاعدة التي يحتسب على أساسها عدد المقاعد المخصصة لكل مسجد.
وكانت محاولة انتخاب المكتب الأحد الماضي قد فشلت بسبب الخلاف المستحكم بين الجناحين الجزائري والتركي في المكتب الإداري.. فقد طالب الأتراك بمقعدين في المجلس التنفيذي الأمر الذي رفضه الجزائريون بحجة أن أعداد المندوبين العائدين لهم لا تؤهلهم للحصول على مقعدين. وتم التغلب أمس على هذا الخلاف بفضل الوساطة التي قام بها المغاربة.
وسبق للدكتور بوبكر أن شغل منصب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية مرتين من عام 2003 إلى 2008. غير أنها المرة الأولى التي يفوز فيها بموجب عملية انتخابية. لكن بدا واضحا أمس أن الترتيب الذي اتخذ تقسيم انتداب المكتب التنفيذي إلى ثلاثة أقسام هو الذي سهل التوافق بين مكونات المجلس. ورغم ذلك حصل خلاف بين الجزائريين والمغاربة عندما رشح مسجد باريس الكبير المحامي شمس الدين حفيظ لشغل منصب رئيس المكتب، الأمر الذي اعترض عليه المغاربة لكون الأخير محامي جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية والتي يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من ترابه الوطني.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=2036