زعيم طالبان الملا هبت الله: نرفض أي تطبيع للعلاقات مع أية جهة کانت على حساب الإسلام

25 أبريل 2023

أحمد جاويد ـ کابل / أفغانستان
يعتبر الملا هبت الله زعيم حرکة طالبان من الشخصيات النظامية السابقة في الحرکة فقد شغل منصب رئاسة القضاء النظامي ( المحاکم العسکرية ) في کل من ولاية ننجرهار والعاصمة کابل و ذلک في عهد الزعيم السابق محمد عمر ، قبل الغزو الأمريکي . و کان من الشخصيات المهابة و المحترمة حتى من طرف القضاة ، جديا في مجلسه ملازما للصمت لم يرو أنه ضحک في أحد المجالس أمام المسٶولين. وکان مداوما على مطالعة الکتب الفقهية و التحدث باللغة العربية الفصحى . حتى إن مساعديه کانوا محافظين على وظائف الأذکار أثناء عملهم معه .

وقد صدرت عن الزعيم عدة بيانات وتقارير هادفة بعد استيلاء طالبان علی أفغانستان بعد أن ذاعت إشاعات وروايات کثيرة و مختلفة زعمت عدم وجود زعيم بهذا الاسم من الأصل، أو علی الحقيقة في قندهار لأنه تم التخلص منه في عملية اغتيال في باکستان . و هذه البيانات تدل على عمق فهم الرجل لمجريات الأحداث و ما يضمره الأعداء من کره وأحقاد مدفونة لهذه الأمة الإسلامية من مشرقها إلى مغربها .

وها هو اليوم يدافع عن سيادة أمة لا عن دولة إذ مصيرهم واحد و الآلام تکاد تکون مشترکة . فهو يحاول جاهدا التوفيق بين توضيح الهوية الحقيقية و الهدف الأساسي لمقاومة الأفغان ضد غزو الإمبراطورية السوفياتية، تلک المقاومة التي شوهتها الدسائس و المٶامرات التي عملت علی ترسيخ الفکر الغربي المفسد للدين والمجتمع بکل ما هو متاح من إمکانات، وبين استمرارية تلک الأهداف نفسها في وجه الإحتلال الإمبريالي و من ثم فالمرحلة بين المقاومتين إنما هي مستحدثة مفروضة و مرفوضة في دين و تقاليد الأفغان . فهذه بضاعتکم ردت إليکم . فهل تکون أفغانستان الثور الذي سيستعصي على أسد الغابة المتوحش أم أن هذا حلم نحلمه وسيبقى کذلک في ذاکرتنا المغيبة .

في البيان الصوتي الصادر عن زعيم طالبان بمناسبة عيد الفطر المبارک ، اعتبر أن المسٶولية الملقاة على عاتق کل المسلمين أن يقيموا حکومة إسلامية ربانية تعمل بأحکام الشريعة ، ترحم المظلومين و تکسر جبروت الظالمين و ترعى سلامة و أمن المٶمنين ، تٶدي و تذوذ عن حقوقهم الشرعية ، و تجري حدود الإسلام و تعيد للعدالة مکانتها السامية. کما اعتبر النظام الحاکم اليوم في أفغانستان نعمة و منحة من الله . و طلب من الشعب الأفغاني أن يقف جنبا إلى جنب مع حرکة طالبان و يعضدها بتضامنه وولائه في هذه الفترة الصعبة والحرجة من تاريخ الأمة الإسلامية ..

وفي کلمته الموجهة للحکوميين قال زعيم طالبان ان على المسٶولين الحکوميين والإداريين السمع و الطاعة وامتثال أوامر الأمير ما دامت في طاعة الله ، فإن هي خالفت الشريعة فعليهم الإمتناع عنها ، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . وأضاف أن حکمه قابل للاعتبار ما دام موافقا للشرع فإن خالفه فليس على أحد طاعة. وأکد الزعيم على القيام بمحاربة الفساد و المنکرات بجميع أشکالها و وضع حد لکل ما شابه ذلک من انحرافات أو مت إليها بصلة على جميع الأصعدة .

وقال ألا تفاوض و لا تقارب على حساب دين الإسلام مع أية جهة دولية أيا کانت . و أن لا سبيل للإقرار أو التوطئة لأي قانون کفري أو نظام منحرف على ربوع هذا البلد . وأکد للجميع أن هذا تعهد بينه و بين الله رب العالمين .

أما بمناسبة اتفاقية الدوحة و انطلاقة المحادثات مع المحتلين حول مشروع الصلح و السلام في المنطقة فذکر أنه کان يعتقد آنذاک أن الغزاة تارکون البلد و متخاذلون لا محالة ، وأنه کان يتساءل حينها لماذا نقاتل الأفغان أبناء جلدتنا و وطننا ؟ فإن لهم معزة خاصة في قلوبنا ، وإننا لنعتبر شباب هذه الأمة بمنزلة أبنائنا . فتجنبنا القتال وأعلنا العفو العام الذي شمل الجميع حتى يموت الکفار بغيظهم و نفسد عليهم خططهم . فالأصول و القواعد الإسلامية هي أسسنا في التعامل المتقابل، المثبت و المٶثر مع دول الجوار و المجتمع الدولي .

وکرر تعهده بعدم تدخل حکومته في الشٶون الداخلية للغير کما طالب الغير بعدم التدخل في شٶون بلده . وذکر أن هناک محاولات ضعيفة لبعض الدوائر العدوة من النظام السابق و تنظيم داعش للإخلال بالأمن في بلدنا لتثبت لأعداءنا ضعف قدراتنا و قوات أمننا.

و في مجال التعليم فقد أکد أن المسٶولين مکلفون عمليا بتمديد عملية التربية و التعليم لتشمل کافة أنحاء البلاد لأن ذلک سبيل التقدم و الازدهار.

کما أشار إلى أن إحکام الاستقرار الأمني ، مکافحة زراعة المخذرات و جمع المدمنين و المعتادين لعلاجهم وإصلاحهم ، تنمية القطاع الاقتصادي ، تصويب ميزانية الدولة من العائدات و الفوائد و القضاء على المتسولين على الطرقات هي من أهم البرامج التي أکد الزعيم على إنجازها في الوقت الحاضر .

و ذکر أيضا أنّ حکومته استطاعت إلی حد کبير – بعد قيامها بإصلاحات جذرية و هامة في مجالات عدة کالثقافية منها ، الإقتصادية، التربوية التعليمية و الإعلامية – وضع نهاية لتلک الآثار الفکرية و الأخلاقية الفاسدة التي ورَّثها الاحتلال لمدة عشرين عاما .

ثم وجه الزعيم بعد ذلک في خطابه وصيته للمسٶولين في جهاز الأمن ، المٶسسة العسکرية ، المحاکم والقطاع الصحي . فالمحاکم هي العضو الأهم ذو المسٶولية العظيمة ضمن أعضاء النظام الإسلامي . فعلى القضاة حين الفصل في النزاعات أن يستشعروا مسٶوليتهم العظيمة أمام الله و أن يکونوا جديين و شجعان أفضل مما کانت عليه الحال في المحاکم السابقة . فلا فرق بين قوي و ضعيف و ليحکموا بالعدل الذي .

وأوصى المسٶولين في القطاع الصحي أن يعملوا على تقديم الدعم للمراکز الصحية حتى تقوم بدور إيجابي أکبر، و العملِ على إيصال الخدمات الطبية اللازمة و الکافية في مجال العلاج و الوقاية لکافة المواطنين، وأن يسعوا لاتخاذ خطوات قوية لتحقيق الإکتفاء الذاتي في هذا القطاع .

وفي معرض کلمته الموجهة إلى جهاز الأمن و الدفاع أوصى بتجنب صياغة أي مکتوب على أساس العرق، اللغة، المنطقة و الصداقة . وتجنب توظيف أحد على أساس الارتباطات الشخصية أو القرابة النسبية . وأن على الجميع التعاون مع هيئة التصفية، التي تم تعيينها من طرف القيادة العليا، والمکلفة بغربلة العناصر الغير مٶهلة أو المفسدة في داخل صفوف عساکر طالبان و طردهم من وظائفهم . و لا حق لأحد بعد ذلک في انتقاد المسٶولين في هذه الهيئة . کما أوصى الجنود أن يکونوا جادين و حازمين في مقابل أعداء الدين و الوطن ، وکل من يهدد أمن و استقرار البلد ، و السراق و قاطعي الطريق و ساٸرِ المجرمين . و أن يعاملوا الشعب بالحسنى والأخلاق الحميدة .

“الإسلام الإخواني”: النهاية الكبرى

يفتح القرار التنفيذي الذي أصدره أخيرا الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، والقاضي ببدء مسار تصنيف فروع من جماعة “الإخوان المسلمين” كمنظمات إرهابية، نافذة واسعة على مرحلة تاريخية جديدة يتجاوز أثرها حدود الجغرافيا الأميركية نحو الخريطة الفكرية والسياسية للعالم الإسلامي بأكمله. وحين تصبح إحدى أقدم الحركات الإسلامية الحديثة موضع مراجعة قانونية وأمنية بهذا المستوى من الجدية، فإن […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...