أحمد جاويد ـ کابل / أفغانستان
قال محمد شير عباس ستنکزي نائب وزير خارجية طالبان أن أبواب العلم والتعلم يجب ألا تقفل في وجه أحد بشمول الفتيات.
جاء هذا الإدلاء من النائب أثناء زيارة له قام بها أخيرا للقنصلية الأفغانية لدى دولة الإمارات العربية الشقيقة بعد أسبوع مضى عن تسليم هذه القنصلية ومهامها لحکومة طالبان.
کما أضاف قائلا ألا فرق البته يوجد بين العلم الديني والعلم الدنيوي ، لأنه بالذات العلم ذو الأهمية الذي يساهم في تقوية الدين. وأنه و زملاءه يسعون بحق لاستئناف عملية فتح أبواب المدارس أمام الطلاب والطالبات. وأشار إلى جلساته ومحاولاته المستمرة مع القيادة العليا لطالبان للتباحث بصدد هذا الشأن. فکان جواب القيادة أن الحظر إنما هو قرار مٶقت وليس على الدوام وأن لا بأس بتعليم الفتيات ما دام لا يخالف قوانين الشريعة الإسلامية.
هذا وقد أدلى عباس ستانکزي سابقا بتصريحات مثالية مماثلة في مناسبات مختلفة کقوله بضرورة الإعتدال و التوسط في الأمور و ذمه الإفراط و التفريط اللذين لا يقوم على أساسهما نظام محکم. و قوله ان الأوامر التي يجب أن تطاع هي تلک التي تجيء مطابقة للشريعة وفي حدود الإسلام . وقوله کل إنسان يتمتع بحرية وإذا کانت الأوامر خارجة عن حدود الشريعة فلا طاعة لتلک الأوامر. وقوله إن هذا الشعب يعقد آماله فينا ويجب علينا أن نرفع قدره ونقيم أرکانه. وقوله انه واجب على کل مسلم أن ينبه أمراءه إلى أخطائهم. کما خالف سابقا الحظر المفروض علی النساء باعتباره مخالفة شرعية من العلماء.
وبالمناسبة سبق وأن صرح توماس ويست المندوب الخاص للولايات المتحدة في الشأن الأفغاني أن إدارته توٴکد على فتح أبواب الإدارات التعليمية أمام الفتيات ليس فقط لأنه موضوع يرتبط بحقوق الإنسان بل لأنه أساس للتماسک و تقوية الإتحاد في بلد کهذا يقع جغرافيا في قلب منطقة مهمة، وعدم الإستقرار فيه في تزايد مستمر. کما حضر تومس ويست الجلسة المنعقدة بالسفارة الايطالية بالعاصمة واشنطن و التي شارک فيها إضافة إلی معد تقرير الأمم المتحدة الخاص بأفغانستان ديبلوماسيون من مختلف بقاع الأرض ليلقي کلمته الشهيرة و التي تعبر عن برنامج إدارته تجاه هذه الأزمة قائلا إنه يلزمنا أن تتمرکز أعمالنا على أفغانستان و على نصف ساکنة أفغانستان .
وهذا کلام شفاف ومفهوم، فهو يعتبر بمثابة الضوء الأخضر للحرب الجديدة : غزو فکري ، خداع و سطحية في المحادثات ، إجهاض منجزات طالبان الإيجابية و صبرهم و إثبات فشلهم و لو بالکذب و المستحيل ، تشجيع الفوضى في البلد و عدم الاستقرار ، بل تنظيم مظاهرات نسوية في شهر رمضان … و الحقيقة أن الإدارة الأمريکية فشلت أمام الأوهام والشکوک التي تلابسها حول حقيقة من يدير طالبان أو من وراءهم . و هذه کارثة جديدة حلت بمخابراتها . إذ کيف بطالبان أهل الجبال والصحاري و التخلف أن يصمدوا لأکثر من ساعة أمام أنياب العملاق الذي تهابه دول أخرى عظمى أکبر بکثير من هٶلاء . لهذا هناک من يرجح أن أمريکا تحتاج إلی وقت إضافي للتعرف علی أسرار لعبة دارت وراء السرداب يبدو لها أنها تشبه إلی حد ما تجربتها في فيتنام . و الذي يبدو أن کثيرا من الموٴشرات تسعی خلف شيء غامض خفيت ماهيته عن الکثير من المحللين المتابعين للملف الأفغاني .
وللذکر فکثير من المسٶولين هنا يتجاوبون مع فتح أبواب المدارس في وجه الفتيات و رفع الحظر عن النساء في مجال العمل لا لأجل الضغوط الخارجية وإنما من منطلقات دينية وإحساس بالأمانة، إلا أن القيادة العليا تشترط لذلک و بوضوح مراعاة قوانين الشريعة مع التأکيد أن المسألة ترتبط بالشأن الداخلي و لا تجيز للغرب أن يملي أوامره عليها . هذا کل ما في الأمر . و ما کان لهذه المسألة أن تأخذ حيزا کبيرا من الوقت و الجهد و تتصدر المواضيع الرئيسية في الإعلام العالمي بشکل لم يعهد من قبل . و بالتأکيد و حسب عشرتنا للقوم فإن طالبان لا تجيز لطالبة واحدة أو معلمة واحدة لا ترتدي الحجاب الشرعي أن تطأ أقدامها المدارس في کافة البلد الذي يقع في قلب آسيا کما يقول المندوب الأمريکي توماس ويست .
و للذکر ، هناک إحصائية حقيقية تعد بعشرات الآلاف للنساء و الفتيات المحجبات اللواتي تعملن في قطاعات مختلفة حکومية و خاصة مثل الشرکات و المستشفيات و التعليم وغيرها للمشارکة في النهوض بهذا البلد، و لا يکلف الله نفسا إلا وسعها، بل هناک إقبال غير مسبوق للفتيات على المدارس الدينية.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19914