مولاي إسماعيل العلوي
ما أسعد الأحلام عندما تدغدغ الحالمين من بني الانسان، إذ تبهج النفس والروح والوجدان، وإنها لتمرح وتسرح بين النائم واليقظان، وكان يا ماكان..
كان حلما طموحا يحوم حول البعثة الرسمية، وما أن اقلعت طائرة الخطوط الملكية المغربية، حتى أخذته سنة من النوم مع المطبات الهوائية..
هناك رأى البعثة بطاقمها الراقي من التقنيين النزهاء، وأجود ما في مكتب الجامعة من مدراء، وعاين عملية التمحيص الدقيق التي خضع لها الاعضاء، إلى ان أعلن عن الفائزين من مسيري النوادي المتميزين والرؤساء، فكلهم من ذوي السمعة الحسنة الشرفاء، إذ همهم الحفاظ على سمعة الوطن كسفراء..!
كما حكى لنا عن تألق رجال الإعلام، من مراسلين ومصورين وحملة الأقلام، وتهافت الناس على المقابلات اليومية وندوات الفيفا الصحفية، حيث يستمتعون بأورع التعاليق المرافقة للتغطية، وكذا ما تشاء من محللي المقابلات الرياضية، أما اليوتوبرز والمؤثرون فقد كانوا نجوما معززين للصحافة المغربية، حيث ارتقوا بجودة المحتوى عاليا حتى نافسوا المعتمدين من حاملي البطاقات المهنية، وبالطبع كان القطب العمومي في الموعد مع وكالة الانباء المغربية، فقد تنافس الجميع على السبق والانفراد بالنجوم الرياضية، ونقل أجواء مونديال العرب والمقابلات الحصرية، إذ تقاسموا الأدوار بينهم حسب التخصص وتميز الخطوط التحريرية، أما المصورون فقد جعلونا – بشتى أنواع كاميراتهم – نستمتع بأجواء الحدث العالمي والثقافة القطرية، وترك الجميع صورة مشرفة مشرقة بين كل المؤسسات الأجنبية..
وأخيرا، يا سادتي الأعزاء و يا كرام، قامت التلفزة المغربية مشكورة بمسك الختام، فقد جعلت الجميع يصيح –بعد تغطيتها المباشرة لوصول الأسود- ياسلام ياسلام، فيا له من نقل حي على الهواء، شد إليه العالم بجودة البث والتعليق والأداء، ولعمري فقد أثارت التغطية الشاملة اعجاب العالم وأغاظت الخصوم والاعداء، حيث انتشرت الكاميرات في زوايا الحافلة الحمراء، كما زُرعت بين الجماهير وعلى طول الطريق بكل ذكاء، كما جابت الدرون وأعين الطائر جميع الأجواء، حيث اكتسحت الطائرات المسيرة السماء، إنها تعليمات المدير العام للإذاعة والتلفزة المغربية، الحريص على الجودة العالية والمنافسة العالمية، وهو ما أبهر تلكم المؤسسات الإعلامية، التي تناقلت تغطيتنا التلفزية وكذا كل وكالات الأنباء الدولية..
يا إلهي من ذا الذي كان يحلم بهذه اللحظات التاريخية، وبذلك الاستقبال الشعبي المبهر وتلك الالتفاتة السامية، ما أروعه حقا من تكريم لقيمنا الاصيلة وللأم المغربية..
أما انا فرأيت، فيما يرى النائم اليقظان، أن جمهورا احمر هب من كل مكان، ونال إعجاب المنظمين والمتابعين وجماهير البلدان، ولكن فجأة اختفت التذاكر من منصة الفيفا وحل الاحتقان، فتم استيعاب الوضع بسرعة وسلاسة واطمئنان، وحدث فعلا ما لم يكن في الحسبان:
فبعد توقف الموقع الرسمي عن البيع والشراء، اشتعلت أسعار التذاكر وانتعشت السوق السوداء، وهنا تجلى دور الجامعة واحترافية أعضائها الشرفاء، إذ استوعبوا الوضع الطارئ بكل روعة وذكاء، وأداروا ازمة التذاكر بكل حنكة وحكمة ودهاء، فبسرعة قياسية تكونت خلية أزمة وتنسيقية، تجمع الجامعة والسفارة وكذا مجلس الجالية، حيث تم حصر المستفيدين المعنيين ووضع لوائح أولية، مع جرد التذاكر المخصصة للبيع والمجانية، وتوزيعها على الجماهير المغربية بكل نزاهة وشفافية، إذ خصصت فئة كبار الشخصيات لعائلات اللاعبين ومعارف أعضاء البعثة الرسمية، ومنح الباقي لبعض المقيمين والقادمين من المملكة المغربية، وكذا مغاربة العالم الحاضرين من البلدان الأجنبية، تم كل ذلك استعانة بالذكاء الاصطناعي والحلول الالكترونية، حيث استفادت الجماهير كلها فردا فردا من تلكم التذاكر المجانية، والغريب العجيب هو تراجع الحلول الفردية والاختفاء التام للأنانية، حيث شاعت التضحية بين المغاربة ونكران الذات وعشنا الاخوة والإيثار، فلن تشاهد أي تهافت أو ازدحام أو طوابير طويلة للانتظار، وكم من مهاجر اقتنى التذاكر من الفيفا باليورو والدولار، وقدمها هدية لبعض المشجعين الشغوفين من الكبار والشباب والصغار..
ما احلى الاحلام يا سادتي الأعزاء و يا كرام، فقد تم إدخال الفرحة على الجمهور الكريم بالتفاتة تستحق الاحترام، إذ تم استدعاء المشجعين في الجهات الاثنى عشر بالتمام، حيث عبأت الداخلية جميع الولايات والعمالات، اما الخارجية فقد كرمت مغاربة العالم عبر السفارات والقنصليات، وتذكر الجميع أجواء المونديال الباهر وأروع اللحظات، وهكذا يا سادتي الأعزاء وياكرام مرت حفلات التكريم البهيجة بالاهازيج المغربية والهدايا وما لذ من طعام، و يا له لعمري من مسك الختام..
وأنا في المطار بين النائم واليقظان، كنت مستمتعا بأروع الاغاني وأعذب الالحان، خصوصا ما انتجه ذلكم المغربي الفنان، المبدع العالمي المعروف بـ “ريدوان”..
وأنا في المنام كنت اردد :
هلا، هلا، هلا يلا حيهم ارحبوا
هلا بيكم ارحبوا أو-هو-هو-هو-هو
ولكني استيقظت على أصوات طبول مشجعين يصيحون:
هلا، هلا، هلا والورقة فينا هي
بوسريقة وايا شفار أو-هو-هو-هو-هو
والغريب العجيب وأنا في الميترو المتجه إلى الريان، ستتردد على مسمعي نفس الالحان، وبكلمات مغربية من ذلكم الفنان:
هلا-هلا-هلا، المغاربة سبوعا ورجالة
ديرو ديرو النيّة، ينصرنا العالي تعالى
الحكاية بدات فميكسيكو أو-هو-هو-هو-هو تورخناها في قطر أها-ها-ها-ها
ويالها من حكاية
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19558
Khadija hababiمنذ سنتين
ماشاء الله عليك مولاي العلوي الشهم الأصيل رجعت بنا إلى أيام الحلم الجميل دمت متألقا كعادتك حفتك عنايةالرحمان مقال رائع روعة قلبك تحياتي