أكد الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر، أن مشروعية القتال مرتبطة بالعدوان وليس لإجبار الناس على ترك أديانهم والدخول في الإسلام، مستشهدًا بقوله الله تعالى {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} سورة البقرة: (الآية 256).
وأضاف شيخ الأزهر، في برنامج “مع الطيب” على “الفضائية المصرية”، أن القران الكريم لم يتضمن أي آيات تلمح إلى إجبار الناس على الدخول في الإسلام، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم لا تناقض به، خاصة حول تعامل المسلمين مع المشركين المسالمين، وتجلى ذلك في قوله تعالى: “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَإ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”، وذلك في حالة عدم تعرض المسلمين لأي عدوان من قبل المشركين.
وتابع قائلًا: إن القرآن الكريم لا يخرج عن قوانين الفطرة أبدًا، والفطرة تقول إن المعتدي يُرد عليه بالقتال، واستشهد فضيلته بقوله تعالى “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ” (الحج:39) ، فقد ربطت الآية القتال بتعرض المسلمين للظلم؛ فأذن الله لهم برد العدوان.
كما استشهد فضيلته أيضا ـ بقوله تعالى “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” [البقرة:190]، والتي وضعت قوانين مُحدَّدة للمسلمين حول القتال، مؤكدًا أن كل الآيات الخاصة بالقتال في القرآن الكريم مقيدة لذلك من يتهمون الإسلام بأنه دينُ قتالٍ ودمٍ، لا يَسرُّهم ذكر آية كاملة لكنهم يكتفون بجزء من الآية لإثبات وجهة نظرهم المغلوطة.
وأشار شيخ الأزهر، إلى عدم نزول أي آيات على المسلمين تحثهم على القتال في مكة على الإطلاق، بالرغم من تعرضهم للتعذيب والتنكيل على يد قريش، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يرد على من يطلب مواجهة المشركين بـ “اصبروا فإني لم أومر بالقتال”، لكن الآيات التي حثت على قتال المشركين نزلت في المدينة عندما اشتد الأذى على المسلمين من قبل قريش.
ولفت الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى أن الإسلام حث المسلمين على تحرير أسراهم إما بالمال أو القتال، وهذا الأمر متعارف عليه دوليًا.
المصدر: بوابة الأزهر الإلكترونية
Source : https://dinpresse.net/?p=1868