حين تُفضي المعرفة إلى المحبة.. مقاربة في “وأن محمد رسول الله” لشيمل

دينبريس
غير مصنف
دينبريس4 يونيو 2013آخر تحديث : الثلاثاء 4 يونيو 2013 - 7:19 مساءً
حين تُفضي المعرفة إلى المحبة.. مقاربة في “وأن محمد رسول الله” لشيمل

كتاب: وأن محمد رسول الله
كتاب: وأن محمد رسول الله
«إن الحضارة التي رسم معالمها نبيّ الهُدى والسلام لهي جديرة بانتشال العالم من
وطأة الصراع السياسي والأيديولوجيات التي تستغل الإنسان أسوأ استغلال، وقيادته
إلى بر الأمان على سُنة تحية السلام التي صارت شعاراً له».

آنماري شيمل

حين تكتب عالمةٌ من معدن أنيماري شيمل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تُصيخ الأفئدةُ السمع والعقولُ؛ ذلك أن سيدة بموسوعيتها العلمية، ودقتها الأكاديمية، ورحابة أفقها المعرفي، وغنى مصادرها الجامعة بين النهل من الأصول والاحتكاك بحياة الناس في قلب المجتمعات الإسلامية؛ فضلا عن عمق تحليلاتها، وسعة تجربتها في التدريس والمدارسة، والاستكشاف العلمي والمساءلة، مع إنصاف وموضوعية نادرين في التعامل مع مُنتجَات الحضارة الإسلامية، بمختلف ثقافاتها ولغاتها ومناحيها الفلسفية والأدبية والعمرانية والجمالية وتعيينا أبعادها الصوفية.. كل ذلك، وغيره؛ يدعونا لأن نقرأ بنظر ممعن وبصيرة منشرحة وهمة يقظة، سطورَ مؤلَّف كُتب ليكون جسرا حضاريا بين المسلمين والغرب، وذاك شأن كل أعمال آنيماري شيمل. ألم يكتب في نعيها “المجلس الإسلامي” في ألمانيا الاتحادية في 30 يناير 2003 أنها شخصية نادرة “«كرست حياتها في دأب وحب لإزالة الشكوك لدى الغربيين حول الإسلام، الدين الحنيف، وكان رحيلها فجوة يصعب سدها في جدار حوار الحضارات”، ألم يقل في حقها الرئيس الألماني السابق رومان هرتسوج وهو يسلمها جائزة السلام الألمانية في أكتوبر من عام 1995؛ والتي منحها إياها اتحاد الناشرين الألمان: “إنها هي من مهدت لنا الطريق للإسلام”. وهذا الانهمام بمد جسور التعارف بين الحضارات؛ والإسهام في الحوار المثمر بينها؛ والعمل على إشاعة قيم التفاهم التي ندرت حياتها لها، هو ما جعل آنيماري شيمل، وقبل وفاتها عام 2003، توصي رفاق عمرها بأن يأتلفوا في منتدى للحوار الديني والثقافي يكون هدفه الأسمى “ربط جسور الصداقة والتفاهم بين أوروبا والعالم الإسلامي”.

آنماري شيمل
آنماري شيمل
أن تكتب سيدة بهذه المعالم العلمية المتميزة، وهذه الملامح الشخصية الاستثنائية، عن “الرحمة العالمية”؛ “الرؤوف الرحيم”؛ “الأسوة الحسنة”؛ “الشخصية الفذة” كما تنعتها في كتابها، هو حدث معرفي خليق بالمسلمين الالتفات الاستثنائي إليه. فقد كتبت النسخةَ الأولى من الكتاب بالألمانية ونشرتها عام 1981، ثم نشرت النسخة الإنجليزية، مع تهذيب وإغناء، عام 1985؛ ولم يُنقل الكتاب إلى العربية إلا عام 2007 على يد المترجم السوري الأنيق د. علي عيسى عاكوب.
ولما صدر الكتاب، أول مرة، ثارت ثائرة وسائل الإعلام الألمانية ضد المؤلفة، لأنها وجدت صورةً مغايرة لتلك التي يقتات عليها “التيار التخويفي من الإسلام” أو “الإسلاموفوبيون”، إذ الكتابُ مكتوبٌ بنَفََس علمي مُنصِف؛ بل بنفَس علمي إيماني. ولعل هذا النَّفَس هو ما يعلِّلُ الوصفَ الذي كان يخص به المفكر الإسلامي عبد الحليم مناجي البروفسورة شيمل في معظم كتبه حين كان ينعتها بـ”مؤمنة آل فرعون”؛ وهو ما يصدِّقه ردُّها الحازمُ على الهجماتِ التي طالتها، لما أفصحت عن علاقتها بنبي الإسلام، شخصيةِ كتابها، بكلمات وجيزة لكنها صاعقة: “نعم إنني أحبه”. حبٌّ قد يكون عنوان إيمانٍ صامت؛ إيمانٍ تُضمرُه السريرةُ ويَسكتُ عنه الظاهرُ… ذاك أيضا ما يَنضَحُ، إلى جانبِ قرائنَ أُخَرَ، الاستشهادُ الدال للشاعر الأوردي السير كيشان براساد شاد، رئيس وزراء ولاية حيدر آباد الهندوسي، والذي صدرت به شيمل كتابها؛ وفيه يقول:
« ربما أكون كافرا، وربما أكون مؤمنا، الله وحده يعلم مَن أكونُ،
لكنني أعرفُ أنني خادمٌ للنبيِّ، سلطانِ المدينةِ».
وهو بيت يشكل مفتاح شخصية الأستاذة شيمل المبجلة لنبي الإسلام، كما كَتب ذلك المُترجِمُ في مقدمته للكتابِ (ص.8).
منذ المفتتَح، تبوح الكاتبة لقارئها بوحا دالا، تقول: «هذا الكتابُ هو الثمرة لاهتمام بشخصية نبي الإسلام تطور على امتداد ما يربو على أربعة عقود» (ص.19). وهي بهذا تؤكد على أنها تصدر عن معرفة عميقة بشخصية كتابِها، وتنفي ضمنا عنها ما قد تتسم به كتاباتٌ أُخرُ عن نبي الإسلام، من تسرع وسطحية وأحكامٍ غير دقيقة؛ أكانت أحكاما متحاملة وغير منصفة في أعين المسلمين، أم أحكاما مجاملةً وممالئة لمعتنقي الإسلام في أعين المناوئين من الغربيين، خصوصا وأن الكتابة عن الإسلام بنفَس مُنصف قد شحت في الغرب منذ الكتابات الاستشراقية ذات الهوى الاستعماري إلى الكتابات المتوجسة من الثورة الإسلامية بإيران عام 1979؛ فضلا عن الحيوية الخاصة التي يشتغل بها الجناح الإعلامي لليمين المتطرف في الغرب عموما، وما يفرضه الإرثُ النازي حيال اليهود من حساسية استثنائية حيال تمجيد الإسلام في ألمانيا بوجه خاص.
لأجل هذا وغيره، تُذَكِّر آنيماري شيمل أن ما تُسطره هو ثمار معرفة مُقَطَّرة؛ وخلاصة تعمق في الدرس والمعاشرة. تذكير نستطيع أيضا أن نقرأ أهميته العلمية وقيمته الحدسية في ما أثاره صدور كتابها من فورة نقدية من وسائل الإعلام الألمانية كما أشرنا سابقا؛ وهو تذكير يقتضيه أيضا الإيحاء القوي لعنوان الكتاب، والذي ربما يبدد المسافة التي قد يكون ألفها الغربيون حين يتناول أحدهم “نبي الإسلام” بالبحث والدراسة، تناولا من خارجٍ وعن مسافة عقدية.
إن العنوان هنا يمتلك قوة إقرارية: “وأن محمدا رسول الله”؛ إذ يتعلق الأمرُ بالشطر الثاني من شهادة التوحيد أول أركان الإسلام ومفتاح اعتناقه. ولعل في هذا العنوان الذي اختارته شيمل لكتابها ما يُنير لنا المسارَ الذي يجب أن يُتلقى به كتابُها. إنه ثريا تضيء الأفق الخاص الذي تخط المؤلفة معالمَه وهي تخص الجزء الثاني من شهادة التوحيد في الإسلام باهتمامها وعنايتها العلمية، وكأنها تطرح على القارئِ وتقترح عليه فهمَ بعضِ ما تَكتنزُه هذه الشهادةُ، وتعيينا هذا الجزء الخاص منها بأمةِ الإسلام؛ وما يفيضُ منها  من أسرار ودلالات وإشارات دينية وحضارية في آن.
ويأتي العنوانُ الفرعي ليزيد هذا المنحى تحديدا وتخصيصا: “تبجيل النبي في التدين الإسلامي”؛ وهنا نكتشف أننا إزاء كتابة تنأى بنفسها عن التناول التاريخي الصرف لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أكان هذا التاريخ حدثيا إخباريا كدأب المسلمين الأوائل في “المغازي” ومصنفات السيرة بدءا من ابن إسحاق ثم ابن هشام؛ أم كان هذا التاريخ ذا مسحة حديثة وضعية يروم اكتشافَ الشخصية التاريخيةِ لنبي الإسلام؛ أم كان تاريخا نقديا يتبنى منهجا تعدديا وينفتح على العلوم الاجتماعية مستهدفا تمييز الميثي عن التاريخي والبحث في مختلف وظائفهما ضمن التوجهات التجديدية التي عرفها علم التاريخ الحديث، فضلا عن نأي مؤلِّفَتِنا في تعاملها مع السيرة عن أن يكون تناولُها وجها من أوجه أدب “الشمائل والدلائل”، أو “فقها للسيرة” يستنبط القيم والأحكام من محطاتها ومساراتها.
إن كتاب شيمل يستفيد من مختلف هذه الأصناف في التعامل مع السيرة المصطفوية، بل ويتحاور مع هذه الأصناف في ثنايا الكتاب، لكنه يرسم له مسارا خاصا في البحث عن الصورة التي يبجل بها المسلمون نبيَّهم في مختلف المظاهر الحضارية، نثرا ونظما ورسما وغناء واحتفالا، سواء في الثقافة المكتوبة والمسماة عالِمة، وأساسا في الثقافة الشفهية والمسماة شعبية. وهذا عمل يقتضي مهاراتٍ علميةً ولغوية؛ وصفية وتحليلية؛ تجميعية وتركيبية؛ مع موسوعية في المعرفة ترحل بين التاريخ والاجتماع والأدب والأنتروبولوجيا والفلسفة وعلم الأديان ومختلف المعارف الإسلامية، كما يقتضي بوجه خاص ولعا متميزا بالتعرف والتعريف بـ”محمد الأسوة الحسنة” و”بمنزلته الفذة” في الإسلام، مع قدرة استثنائية على التقاط علامات هذه المنزلة من الثقافات الإسلامية بمختلف لغاتها وشتى مظاهرها، بل وتَرَصُّدِ مبادي ومجالي هذه المنزلة في حيثيات حياة المسلمين وثقافتهم الاجتماعية والمعيشية.
إن هذا الكتاب، وبفضل هذه المهارات التي توافرت لمؤلفته، قد استطاع أن يُقرب للغرب المنزلةَ الرفيعة والمكانة الوجدانية الفذة والمتفردة لنبي الإسلام في الروحانية الإسلامية؛ وهي المكانةُ التي وجدت تعبيراتِها العلمية والأدبية والفنية والحضارية والجمالية في مختلف المجتمعات واللغات الإسلامية؛ تعبيراتٍ أعطت شيمل نماذجَ متنوعة منها تعكس مختلف العصور والمجتمعات، وتقدم بهاءَ الصورة وسموَّ القيمة وفيضَ المحبة التي تُجلل مَقام نبي الإسلام ومُقامه في اللغات الإسلامية من عربية وفارسية وتركية وبشتوية وأوردية وسندية وبنجابية وسواحلية… وغيرها؛ مبرزةً علامات التنوع والثراء في الحضارة الإسلامية؛ والتي ينتظمها جوهر أساس هو التعلق الوجداني الباذخ برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد استطاعت شيمل رسم ملامحِ هذا التعلقِ من خلال منهجٍ في العرض يجمعُ بين الوصفِ والتحليل؛ وصفِ وتحليل الصورة التي يتقدم بها نبي الإسلام في المصادر الإسلامية، باعتباره “الرحمة المهداة للعالمين”، و”الأسوة الحسنة”، والنموذج الأمثل للتعلق ليس فقط بتعاليمه وتوجيهاتِه، وليس فقط بأخلاقه ومكارمِ سلوكه، بل التعلق بمختلف تفاصيل حياته اليومية والعمل على الائتساء بها. لأجل ذلك قامت شيمل باستحضار سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصورتِه في حياة المسلم الحسية والمعنوية، ومدى تَمثُّله لمناقب الرسول الخِلقية والخُلقية، واحتفائه بالجمال المحمدي الحسي والروحي، مع إبراز العناية الاحتفالية والأدبية والفنية باسم الرسول وصفاته وآثاره، والتمثيل للمواهب المنطلقة في مدحه والصلاة عليه والتغني بكمالاته، أو تلك المُجلِّية للعناية الفنية بتشكيل اسمه ورونقته في “الحِليةِ” والمخطوطات والمنمنمات، أوغيرها من القرائح المتوهجة في التشوق لمعاهده المقدسة والتغزل بأسمائه ونعالياته، والممجدة لمولده ومعجزاته؛ سواء في أشعار المديح النبوي في التقليد العربي، أو في شعر “النعتية” في التقليد الفارسي والشعبي… وصولا إلى الملمح الإبداعي المتفرد الذي اتخذه نبيُّ الرحمة في آثار الشاعر والفيلسوف الباكستاني محمد إقبال، والذي حظي في الكتاب، كما هو شأن منزلته في اهتمامات البروفسورة شيمل، بإضاءة متميزة.
غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
ولم يكن للأستاذة شيمل، في رحلتها لرصد معالم تبجيل المسلمين لنبيهم ومحبوبهم، أن تغفل عن الحضور المتميز لـ “النور المحمدي” في التقليد الصوفي بيانا وتأصيلا؛ بدءا من حضوره الصوفية الأوائل من أعلام “الرسالة القشيرية”، ثم مع منارات العرفان الإسلامي في القرن السابع الهجري، إلى كبار أعلام التصوف الذين مازالت تحضر أشعارهم في سماع قوالي فارس وباكستان والهند وتركيا. على أن الكتاب يطبعه، وبإجمال، ميسمان رئيسان:
1) حضور البعد الصوفي ساريا في مختلف لحظاتِ الكتاب، سواء في الاستحضار المطَّرد لأعلام التصوف، وفي صدارتهم مولانا جلال الدين الرومي الذي سبق أن خصته شيمل بدراسة ضافية متفردة في كتابه “الشمس المنتصرة… دراسة أثار الشاعر الإسلامي الكبير جلال الدين الرومي”، أو في الإحالة على مختلف الأقوال والأحوال التي يحضر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بوصفه “سراج العوالم” و”مجلى الكمال الإنساني”، وهي هنا تفيد أيضا من تبحرها في الروحانية الإسلامية، والتي كشف عنها أساسا كتابها المرجعي: “الأبعاد الصوفية في الإسلام وتاريخ التصوف”.
2) يكمن الميسم الثاني في أن موسوعية شيمل، التي تظهر جلية في هذا الكتاب، قد أسعفتها في الاضطلاع بوظيفتين بشكل متزامن: تعريفُ القارئ الغربي أساسا بالمقام الباذخ والاستثنائي لنبي الإسلام في ثقافات المجتمع الإسلامي وآدابها ووجدانها وحياتها؛ وكذا تصحيحُ عدة مغالطات عن نبي الإسلام في المتخيل الغربي، سواء تعلق الأمر بالمتخيل القروسطي، أي ذاك الذي ساد خصوصا لدى مسيحيي القرون الوسطى، مثل خلطهم بين الإسلام ووثنية العصور القديمة إثر حديثهم في شعرهم وأناشيد بطولتهم عن “الصور الذهبية أو التماثيل لمحمد” (ص.67)، أو تعلق الأمر بالمتخيل الغربي الحديث الذي ورث كراهية نبيِّ الإسلام، والذي أكدت شيمل أنه “سيندهش عندما يعلم أنه في الروايات جميعا يتمثل الخُلق الذي يُؤكد تأكيدا خاصا في النبي [هو] تواضعه ورحمته” (ص.80). و قد دعمت هذا التصحيح بنماذج تحضر على طول الكتاب، تبرز رحمة النبي الكريم بالأطفال والنبات والحيوانات وغيرها، متوقفة بإمعان عند الخطوة العظيمة التي دشنها في الرفق بالقوارير، مما تعمى عنه العيونُ الغربية حين تعجز عن فهم علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء، أو حين تُسقط معنى التحرير النسائي في الغرب على مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم وأحاديثه، لهذا تشرح بدقة وباستفاضة دلالات تعدد زيجات الرسول الإسلام (ص.85 و86)، دافعة عنه تهمة “الشهوانية” التي أُلصقت بنبي الإسلام منذ العصور الوسطى، ومبينةً عمقَ التغيير وعظمةَ التحول اللذين حققهما الإسلام في التعامل مع النساء. تقول معلقةً على بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن المرأة: «ولا يبدو ذلك شبيها بالحقوق المتساوية لتحرير النساء بالمعنى الحديث، بل كان خطوةً عظيمة إلى الأمام في نظام اجتماعي كانت فيه الولائد يوأدن حياتٍ أحيانا لأن الآباءَ يخشون من أنهم سيكونون عاجزين عن إطعامهن وتربيتهن» (ص.87).
وبعيدا عن دعوى استنفاد كل مميزات كتاب آنيماري شيمل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الإحاطة بكل ما أتت به من بيانات وتفاصيل تُبهر بغناها المسلم قبل غيرِ المسلم، لأنها تحقق جسرا بين ثقافات الإسلام الواحد، وتخلق تعارفا في الآداب والعادات والمناحي الفنية والجمالية بين مجتمعات الملة الواحدة ولغاتها؛ و بمعزل عن كل زعم بأن هذه المقاربة توقع قراءة جامعة مانعة لكتاب زاخر ثر، نؤكد أن هذا المؤلَّفَ يقدم مثالا ساطعا لزواج سعيد بين المعرفة والمحبة، بين العلم والجمال، بين الوحدة والتنوع، حيث تخط آنماري شيمل في كتابها هذا أسلوبا متميزا في تقديم الإسلام ونبيه للغرب؛ أسلوبا مداره إبراز الرحمة المحمدية بأبعادها الإنسانية والكونية، لكن بيقين أساس ومفتاح ترفده المعرفة، هو يقينُ المحبة، ذاك الذي جهرت به حين أعلنت في لحظة مصارحة وصدع بالمكنون المكتوم: “نعم إنني أحبه”.

محمد التهامي الحراق
{jathumbnail off}

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.