دعا الدكتور عبد المغيث بصير، رئيس المجلس العلمي المحلي لبرشيد، في افتتاح الملتقى الجهوي الثاني للعلماء الشباب يوم 29 ماي 2013، العلماء إلى رسم خطة محكمة لمواجهة الاختراق الفكري والروحي للأمة خصوصا الشباب، موضحا أن اخترق مجتمعنا المغربي من قبل مختلف التيارات الهدامة ظهر عندما تقاعس العلماء الحقيقيون عن أداء واجبهم في التبليغ في إبانه ووقته وحينه.
وقال بصير إنه “عيب وعار أن نقرأ في تقارير أخيرة أن حوالي ثمانية آلاف من المغاربة تشيعوا أو أن نقرأ أن أربعة آلاف من المغاربة تمسحوا، فهذا وحده كاف أن ينذرنا بأن مشكل الاختراق الفكري والروحي أصبح فارضا نفسه بقوة، وعلى العلماء أن يرسموا خطة محكمة لمواجهته”.
وساق عددا من الأسئلة عن واقع الاختراق الذي عرفه الشباب المغربي منها قوله: “بالله عليكم متى اخترق مجتمعنا المغربي من قبل مختلف التيارات الهدامة؟ متى تشيع أبناؤنا؟ متى تنصر أبناؤنا؟ متى تبنوا أفكار السلفية الجهادية؟” ويضيف: “متى ظهر في مجتمعنا الغلاة في تكفير المسلمين؟ متى تنافرت قلوب أهل المجتمع الواحد؟ متى ابتعد بعضنا عن عقيدة أهل السنة والجماعة؟ متى ظهر التعصب في الدين للمذاهب الشاذة؟”.
وفي جوابه عنها قال رئيس المجلس العلمي المحلي لبرشيد: “كل هذه الأسئلة أجد لها جوابا واحدا وهو: ظهر كل ذلك في مجتمعنا في فترة قصيرة عندما تقاعس العلماء الحقيقيون عن أداء واجبهم في التبليغ في إبانه ووقته وحينه، والدليل على ذلك أن أوكار أصحاب هذه التيارات الدخيلة لا ينشطون إلا حيث لا يوجد العلماء الذين يدركون مهمتهم ويقومون بها أحسن قيام”، وتابع قائلا: “وإذا أردنا اليوم أن نرسم خريطة لمكان وجود هؤلاء في بلادنا فإننا نستطيع ذلك”.
وأكد بصير أن المهمة الأولى للعلماء “أو بالأحرى العبادة الأولى هي أن يوضحوا الحق، وأن يبينوا حقيقة هذا الدين، وأن يردوا عليهم باليقين، فإن أولئك لا يعتمدون إلا على الأكاذيب وعلى الأضاليل وعلى المغالطات، ينبغي أن يبينوا وأن يوضحوا الحق وأن يعلموا الشرع الصحيح”.
وذكر الدكتور عبد المغيث أن هذا الملتقى يأتي في إطار تحقيق المزيد من القرب للعلماء بمختلف شرائح المجتمع، وبخاصة الشباب، نظرا لأهمية فئة الشباب في بناء صرح الأمة والذود عن حياضها، مبرزا أن “الخطاب الديني من أهم وسائل بناء شخصية الشباب روحيا وفكريا”.
وكان هذا الملتقى ورشا للتواصل ومجالا للنقاش بين علماء الجهتين: الدارالبيضاء الكبرى والشاوية ورديغة، حول موضوع: “العلماء وتحصين الأمن الفكري والروحي عند الشباب”، الذي يطرح نفسه بقوة على العلماء لتحصين الأمن الفكري والروحي للشباب، في عصر العولمة والتفتح التكنولوجي وثورة الإعلام والأنترنيت، وبحسب الدكتور بصير فإن “الغزو الثقافي والفكري والروحي غدا أخطر غزو يتهدد الأمة في أيام الناس هذه”، ويضيف “صدقوني إنه أخطر من الغزو العسكري”
وبين بصير أن المغرب أمة “ذات ثوابت رصينة معروفة ومشهورة لدى كل مجتمعات العالم، وأننا من أول المجتمعات التي عرفت وقننت هذه الثوابت الخاصة بها، وأنه بسببنا نحن المغاربة أصبحت الكثير من المجتمعات تتساءل اليوم هي الأخرى عن ثوابتها الخاصة بها، وأرسلت الكثير من وفودها لتستفيد من التجربة المغربية في هذا الشأن، ينبغي أن نعرف هذا وأن نفتخر به وأن لا نضيعه”.
وأوضح أنه يجب على من يتحملون المسؤولية في هذا الجانب من العلماء والعالمات والآباء والأمهات والمدرسين والمفكرين والدعاة والخطباء والأئمة أن يهتموا بالشباب اهتماما بالغا بالتربية والتوعية والتزكية والتعليم وأن تكون لهم معهم برامج هادفة داخل البيوت وفي منابر الخطب والوعظ والإرشاد وفي قاعات الدروس، وفي المحاضرات وفي الإذاعات وفي الشاشات وفي الشبكة العنكبوتية، وما إلى ذلك من وسائل الإعلام المختلفة المتوفرة في عالمنا المتقدم والمتطور، وتكون هذه البرامج والأنشطة بشكل متواصل بدون أي انقطاع كي ينقذوا الشباب من شوائب الغلو والتطرف.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=1800