متابعة: منتصر الخطيب/تطوان
يستأنف مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان ـ التابع للرابطة المحمدية للعلماء ـ نشاطه العلمي بعد العطلة السنوية بالإعلان عن إصدار كتابين:
الكتاب الأول بعنوان: الدرس الكلامي في السياق المعاصر (مقاربة ابستمولوجية ديداكتيكية لنماذج منهجية ونظرية وتطبيقية): وهو كتاب موجه أساسا للطلبة والباحثين في علم الكلام.
تكمن أهميته في كونه لمحة علمية أراد منها صاحبها أن يلملم شعث الأفكـار المطروحة في طريق المتكلم والباحث في هذا الحقل المعرفي الدقيق، ويعيد صياغتها في “دراسة حالة” رام من خلالهـا تتبّع كليات القضايا الكلامية من حيث العلاقات العلمية التي تصل بين الدارس والمُدرّس والمدروس ومتلقي الدرس والسياق الذي يجمعهم، فكانت مباحث عمله متعددة الأبعاد، بعضها خصصه لجوانب من التاريخ الكلامي وتطوره، وبعضها أبرز فيه دواعي التجديد والتطوير، والبعض الآخر ناقش فيه نماذج من مناهج التدريس وآلياته، ومضامين الدرس الكلامي في بعض المؤسسات التعليمية التي اختارها ميدانا للبحث والدراسة.
وذلك لما تعرفه هذه الشعبة من العلوم الإسلامية من تطور وتجديد منذ نشأتها، وما تمتاز به كل مرحلة من معالم الجدة والابتكار؛ حتى إن الناظر في ميراث هؤلاء ليجد أن فجر المعرفة الكلامية غير ضحاها، وظهرها غير أصيلها، وليلها غير صبحها.. فهذه إذن، وقفة ابستيمولوجية مستأنفة على المسيرة التاريخية لعلم الكلام، وعمل ديداكتيكي يعرض نماذج منهجية ونظرية وتطبيقية.
والكتاب الثاني بعنوان: انتشار الأشعرية على عهد الدولة المرابطية: وهو تجميع لأعمال الندوة العلمية التي نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء بالتعاون مع كلية أصول الدين بتطوان يوم 30 أبريل 2019، بمناسبة مرور عشرة قرون على دخول المذهب الأشعري للمغرب، بعنوان: “انتشار الأشعرية على عهد الدولة المرابطية”، من جهة ما كانت تمثله الدولة المرابطية كحقبة من حقب تاريخ المغرب، وجانبا من مخزون ذاكرته، ومجالا عرف نشاطا تمهيديا للفكر الأشعري من حيث حركيته العلمية وتجاذبات أصحابه مع المذاهب العقدية الأخرى.
ومن جهة ثانية لما يمثله العقد الأشعري من عمق تاريخي وبنية متكاملة ونسق متواشج، يتغيى تقديم نظرية في المعرفة قائمة على الاستدلال العقلي جنبا إلى جنب مع الاستدلال النقلي، مما بسطه المتدخلون في هذه الندوة بمشاركاتهم العلمية المتميزة، لتكون إسهاما علميا إضافيا في الإبانة عن مرحلة من عملية دخول الأشعرية إلى المغرب.
Source : https://dinpresse.net/?p=15472