د. حمزة النهيري
لم أكن أظن أنه يوجد في زماننا من يزعم بأن الإمام الشاطبي ليس بمجتهد، بل لم أكن أظن أنه سيوجد من الكتبة الأجلاف من لايستنكف ولايتورع عن إثبات وصف الإمامة والإجتهاد في مرشده رغم ضعف إمامه المرشد في الدرسين الأصولي والفقهي.. ، وهو بجرة قلم ينزع هذه الصفات عن إمام ملأ الدنيا وشغل الناس بعلمه واجتهاده وكتبه ، ولن أعيد في مقالي هذا ماكتبته عن الإمام المجتهد أبي إسحاق الشاطبي، وإنما أكتب هاهنا بيانا لما سبق لي أن تكلمت عنه مرارا وكرارا، تنبيها وإلماعا إلى مسألة ضعف بعض الكتبة المعاصرين في فن أصول الفقه وماينجم عنه من أثر خطير في بنية الفكر الإسلامي والاضطراب في الأحكام والفتاوى والتسيب والشطط في تقويم الأشخاص والأعلام ..
وهو الأمر الذي يجر إلى التلفظ بالقبائح والشنائع بل بالفضائح والعجائب ، و لقد كنا في غنى عن تحرير مقال نشرح فيه الواضحات، و قديما قالوا شرح الواضحات من الفاضحات.
وكان أمر الله قدرا مقدورا.
ومما تدارسناه وحفظناه في علم أصول الفقه متن جمع الجوامع في أصول الفقه لابن السبكي، بشروحه المتعددة المتنوعة، ولو أن الكاتب المتبجح قرأ الجمع وشروحه وحواشيه وتمرن في الدرس الأصولي سنين عددا ما استشكل ان يكون الشاطبي إماما مجتهدا بالقوة والفعل، لأنه لايدرك كنه الاجتهاد وماهيته ولو تصوره تصورا تاما كما هو مقرر في فن أصول الفقه لما نازع في البدهيات.
ومما هو مقرر في علم أصول الفقه أن البدهيات تعد من المسائل النسبية الاعتبارية، فهي غير ثابتة، وقد عرفت بأنها التي لا تحتاج إلى مقدمات ودرك معناها حاصل في النفس من غير استدلال.. و قد يصبح ماهو بدهي غير بدهي إذا غلب الهوى وضعفت الملكة العلمية أو لوجود أسباب أخرى كالجهل بقواعد أصول الفقه ومراتب الاجتهاد والمجتهدين كما هو حاصل في مقالة بعض الادعياء الذين لايرون أحدا يمكنه أن يكتب ردا علميا على علي جمعة إلا حضرته..
أما الدكتور علي جمعة فنحن لا نشك بأنه عالم بأصول الفقه وفقيه في مذهب السادة الشافعية، فأخلاق العلماء وأهل الإسلام تمنعنا أن نجاريه في السفاهة، مع مشروعية ذلك في الشريعة لقوله تعالى : وجزاء سيئة سيئة مثلها.
وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به.
ونحن نجنح إلى العفو والصفح والدفع بالتي هي أحسن حتى يرجع الغوي عن ضلالته والجاهل المعاند عن مكابرته.
كما لانشك أن د. علي جمعة مزاجي النفس والهوى يقول مالايفعل، ويكتب مايخالف قوله، وانا ممن قرأ جل كتبه ورسائله الأصولية، وإنك واجد لا محالة نصوصا كتبها يعظم فيها من شان الإمام الشاطبي بل و يصرح فيها بإمامته في المقاصد والأصول.
و ما أكتبه الآن هو تبيان مختصر لبعض جهلة الأصول الذين نازعوا وجادلوا بالباطل والعدم لينفوا صفة الإجتهاد عن الإمام الشاطبي، ر غم أننا بينا ذلك في مقالين سابقين..
وليس لنا إلا أن نردد قول الشاعر:
وليس يصح شيء في الأذهان إذا احتاج النهار إلى دليل.
وسيكون كلامنا حول بيان مرتبة الإمام المجتهد الشاطبي من خلال بيان ثلاثة أمور:
الأمر الأول: من خلال مقالات العلماء الذين ترجموا للإمام الشاطبي ووصفوه بالمجتهد.
الأمر الثاني: من خلال بيان صفة الاجتهاد والمجتهدين من كلام أهل الأصول.
الأمر الثالث من خلال بيان فتاوى الشاطبي التي حررها وتناولها أهل الاجتهاد والافتاء، إذ كان هذا الامام من اهل الإفتاء في الأندلس الذين يقصدهم الناس للفتوى..كما هو معلوم للسادة العلماء.
وسأحاول أن اختصر الكلام اختصارا لعلمي بأن المنصف يكفيه القليل من الكلام خلافا للمتعسف الذي همه الجدل بالباطل وتمويه الحقائق.(والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل)
لم أكن أظن أنه يوجد في زماننا من يزعم بأن الإمام الشاطبي ليس بمجتهد، بل لم أكن أظن أنه سيوجد من الكتبة الأجلاف من لايستنكف ولايتورع عن إثبات وصف الإمامة والإجتهاد في مرشده رغم ضعف إمامه المرشد في الدرسين الأصولي والفقهي.. ، وهو بجرة قلم ينزع هذه الصفات عن إمام ملأ الدنيا وشغل الناس بعلمه واجتهاده وكتبه ، ولن أعيد في مقالي هذا ماكتبته عن الإمام المجتهد أبي إسحاق الشاطبي، وإنما أكتب هاهنا بيانا لما سبق لي أن تكلمت عنه مرارا وكرارا، تنبيها وإلماعا إلى مسألة ضعف بعض الكتبة المعاصرين في فن أصول الفقه وماينجم عنه من أثر خطير في بنية الفكر الإسلامي والاضطراب في الأحكام والفتاوى والتسيب والشطط في تقويم الأشخاص والأعلام ..
وهو الأمر الذي يجر إلى التلفظ بالقبائح والشنائع بل بالفضائح والعجائب ، و لقد كنا في غنى عن تحرير مقال نشرح فيه الواضحات، و قديما قالوا شرح الواضحات من الفاضحات.
وكان أمر الله قدرا مقدورا.
ومما تدارسناه وحفظناه في علم أصول الفقه متن جمع الجوامع في أصول الفقه لابن السبكي، بشروحه المتعددة المتنوعة، ولو أن الكاتب المتبجح قرأ الجمع وشروحه وحواشيه وتمرن في الدرس الأصولي سنين عددا ما استشكل ان يكون الشاطبي إماما مجتهدا بالقوة والفعل، لأنه لايدرك كنه الاجتهاد وماهيته ولو تصوره تصورا تاما كما هو مقرر في فن أصول الفقه لما نازع في البدهيات.
ومما هو مقرر في علم أصول الفقه أن البدهيات تعد من المسائل النسبية الاعتبارية، فهي غير ثابتة، وقد عرفت بأنها التي لا تحتاج إلى مقدمات ودرك معناها حاصل في النفس من غير استدلال.. و قد يصبح ماهو بدهي غير بدهي إذا غلب الهوى وضعفت الملكة العلمية أو لوجود أسباب أخرى كالجهل بقواعد أصول الفقه ومراتب الاجتهاد والمجتهدين كما هو حاصل في مقالة بعض الادعياء الذين لايرون أحدا يمكنه أن يكتب ردا علميا على علي جمعة إلا حضرته..
أما الدكتور علي جمعة فنحن لا نشك بأنه عالم بأصول الفقه وفقيه في مذهب السادة الشافعية، فأخلاق العلماء وأهل الإسلام تمنعنا أن نجاريه في السفاهة، مع مشروعية ذلك في الشريعة لقوله تعالى : وجزاء سيئة سيئة مثلها.
وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به.
ونحن نجنح إلى العفو والصفح والدفع بالتي هي أحسن حتى يرجع الغوي عن ضلالته والجاهل المعاند عن مكابرته.
كما لانشك أن د. علي جمعة مزاجي النفس والهوى يقول مالايفعل، ويكتب مايخالف قوله، وانا ممن قرأ جل كتبه ورسائله الأصولية، وإنك واجد لا محالة نصوصا كتبها يعظم فيها من شان الإمام الشاطبي بل و يصرح فيها بإمامته في المقاصد والأصول.
و ما أكتبه الآن هو تبيان مختصر لبعض جهلة الأصول الذين نازعوا وجادلوا بالباطل والعدم لينفوا صفة الإجتهاد عن الإمام الشاطبي، ر غم أننا بينا ذلك في مقالين سابقين..
وليس لنا إلا أن نردد قول الشاعر:
وليس يصح شيء في الأذهان إذا احتاج النهار إلى دليل.
وسيكون كلامنا حول بيان مرتبة الإمام المجتهد الشاطبي من خلال بيان ثلاثة أمور:
الأمر الأول: من خلال مقالات العلماء الذين ترجموا للإمام الشاطبي ووصفوه بالمجتهد.
الأمر الثاني: من خلال بيان صفة الاجتهاد والمجتهدين من كلام أهل الأصول.
الأمر الثالث من خلال بيان فتاوى الشاطبي التي حررها وتناولها أهل الاجتهاد والافتاء، إذ كان هذا الامام من اهل الإفتاء في الأندلس الذين يقصدهم الناس للفتوى..كما هو معلوم للسادة العلماء.
وسأحاول أن اختصر الكلام اختصارا لعلمي بأن المنصف يكفيه القليل من الكلام خلافا للمتعسف الذي همه الجدل بالباطل وتمويه الحقائق.(والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل)
الأمر الأول:ذكر شهادة العلماء في الشاطبي:
-يقول الإمام الحجوي الثعالبي في الفكر السامي:الإمام الحافظ الجليل المجتهد من أفراد المحققين الأثبات وأكابر المتفننين فقها وأصولا وعربية وغيرها4/82.
-قال عنه تلميذه أبو عبد الله المجاري الاندلسي:
الشيخ الإمام العلامة نسيج وحده وفريد عصره/ انظر برنامج المجاري 116.
وقال عنه ابو عبد الله السلمي الإمام الأصولي العالم النظار
أنظر ثبت البلوي ص199.
قال عنه صاحب النيل الإمام العلامة المحقق، القدوة الحافظ الجليل المجتهد، كان أصوليا مفسرا فقيها محدثا لغويا بيانيا نظارا ورعا صالحا زاهدا سنيا إماما مطلقا بحاثا مدققا جدليا بارعا في العلوم، من أفراد العلماء المحققين الأثبات وأكابر الأيمة المتفننين الثقات، له القدح الراسخ والإمامة العظى في الفنون فقها وأصولا وتفسيرا وحديثا وعربية وغيرها مع التحري والتحقيق/ نيل الابتهاج 46.
وقال عنه الامام ابن مرزوق: الشيخ الأستاذ الفقيه الإمام المحقق العلامة الصالح. النيل47.
وقال عنه العلامة مصطفى الزرقا رحمه الله واصفا فتاويه بأنها الوجهة المنهجية التطبيقية في تقرير حكم الشريعة فيها، وماكان بينه وبين بعض أهل عصره من اختلاف الأنظار. انتهى كلام الشيخ أحمدالزرقا.
وكل من يترجم له يصفه بالمجتهد إلا أعمى البصيرة هداه الله.
ولاشك ان الخلاف والاختلاف هو شأن المجتهدين والمفتين كما هو معلوم بالبداهة لا شأن أهل التقليد والبلاهة.
وقد تكلم الشيخ مصطفى أحمد الزرقا عن جانب الاجتهاد والتجديد في ماكتبه الشاطبي في فن أصول الفقه، وهو امر يدركه العلماء و لايدركه أعمى البصيرة عياذا بالله.
بل إن الدرس الأصولي المعاصر عرف وجود مدرسة خامسة وهي مدرسة الشاطبي القائمة على ربط الأصول بالمقاصد، اما عن جزئيات المسائل المجددة عند الشاطبي في أصول الفقه فهي لاتعد ولا تحصى، ويكفي المعاند ان يطلع على المقدمات العشر لكتابه، ليدرك اجتهاده ودقة نظره الأصولي في علم قيل عنه نضج ولم يحترق.
وقد تكفلت دراسات معاصرة ببيان ذلك.
ومن درس نظرية التجديد الأصولي علم يقينا مراتب التجديد الأصولي وسيرورته التاريخية المتطورة من الشافعي مرورا بالباقلاني ثم الجويني و تلميذه الغزالي والإمام ابي الحسين البصري…. إلى أن تأتي مرحلة ابن السبكي و الشاطبي ومابعدها.
وأمر التجديد الأصولي ممكن، والدراسات المعاصرة تشتغل في تبينه إلى أن تكتمل مفرداته وصوره.
– بارك الله الجهود-
فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من عباده.
-يقول الإمام الحجوي الثعالبي في الفكر السامي:الإمام الحافظ الجليل المجتهد من أفراد المحققين الأثبات وأكابر المتفننين فقها وأصولا وعربية وغيرها4/82.
-قال عنه تلميذه أبو عبد الله المجاري الاندلسي:
الشيخ الإمام العلامة نسيج وحده وفريد عصره/ انظر برنامج المجاري 116.
وقال عنه ابو عبد الله السلمي الإمام الأصولي العالم النظار
أنظر ثبت البلوي ص199.
قال عنه صاحب النيل الإمام العلامة المحقق، القدوة الحافظ الجليل المجتهد، كان أصوليا مفسرا فقيها محدثا لغويا بيانيا نظارا ورعا صالحا زاهدا سنيا إماما مطلقا بحاثا مدققا جدليا بارعا في العلوم، من أفراد العلماء المحققين الأثبات وأكابر الأيمة المتفننين الثقات، له القدح الراسخ والإمامة العظى في الفنون فقها وأصولا وتفسيرا وحديثا وعربية وغيرها مع التحري والتحقيق/ نيل الابتهاج 46.
وقال عنه الامام ابن مرزوق: الشيخ الأستاذ الفقيه الإمام المحقق العلامة الصالح. النيل47.
وقال عنه العلامة مصطفى الزرقا رحمه الله واصفا فتاويه بأنها الوجهة المنهجية التطبيقية في تقرير حكم الشريعة فيها، وماكان بينه وبين بعض أهل عصره من اختلاف الأنظار. انتهى كلام الشيخ أحمدالزرقا.
وكل من يترجم له يصفه بالمجتهد إلا أعمى البصيرة هداه الله.
ولاشك ان الخلاف والاختلاف هو شأن المجتهدين والمفتين كما هو معلوم بالبداهة لا شأن أهل التقليد والبلاهة.
وقد تكلم الشيخ مصطفى أحمد الزرقا عن جانب الاجتهاد والتجديد في ماكتبه الشاطبي في فن أصول الفقه، وهو امر يدركه العلماء و لايدركه أعمى البصيرة عياذا بالله.
بل إن الدرس الأصولي المعاصر عرف وجود مدرسة خامسة وهي مدرسة الشاطبي القائمة على ربط الأصول بالمقاصد، اما عن جزئيات المسائل المجددة عند الشاطبي في أصول الفقه فهي لاتعد ولا تحصى، ويكفي المعاند ان يطلع على المقدمات العشر لكتابه، ليدرك اجتهاده ودقة نظره الأصولي في علم قيل عنه نضج ولم يحترق.
وقد تكفلت دراسات معاصرة ببيان ذلك.
ومن درس نظرية التجديد الأصولي علم يقينا مراتب التجديد الأصولي وسيرورته التاريخية المتطورة من الشافعي مرورا بالباقلاني ثم الجويني و تلميذه الغزالي والإمام ابي الحسين البصري…. إلى أن تأتي مرحلة ابن السبكي و الشاطبي ومابعدها.
وأمر التجديد الأصولي ممكن، والدراسات المعاصرة تشتغل في تبينه إلى أن تكتمل مفرداته وصوره.
– بارك الله الجهود-
فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من عباده.
أما الأمر الثاني ففي بيان أمر الاجتهاد وصفته، ولن أطيل في تحريره ونكتفي بسرد ما قرره صاحب الجمع في بيانه لمتعلقات الاجتهاد، وهذه الصفات التي سيذكرها إذا تحققت في إمام فهو متصف بأمر الاجتهاد ولابد.. ،
قال صاحب الجمع رحمه الله: الكتاب السابع في الاجتهاد
الاجتهاد استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل ظن بحكم.
والمجتهد الفقيه هو البالغ العاقل اي ذوملكة هي الهيئة الراسخة في النفس يدرك بها المعلوم.
وقيل العقل نفس العلم.
وقيل ضرورية.
فقيه النفس وإن أنكر القياس.
قال صاحب الجمع رحمه الله: الكتاب السابع في الاجتهاد
الاجتهاد استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل ظن بحكم.
والمجتهد الفقيه هو البالغ العاقل اي ذوملكة هي الهيئة الراسخة في النفس يدرك بها المعلوم.
وقيل العقل نفس العلم.
وقيل ضرورية.
فقيه النفس وإن أنكر القياس.
ثالثها إلا الجلي العارف بالدليل العقلي والتكليف به ذو الدرجة الوسطى لغة وعربية وأصولا وبلاغة.
ومتعلق الأحكام من كتاب وسنة وإن لم يحفظ المتون.
وقال الشيخ الإمام (يقصد الرازي) هو من هذه العلوم ملكة له، وأحاط بمعظم قواعد الشرع و مارسها بحيث اكتسب قوة يفهم بها مقصود الشارع ويعتبر.
قال الشيخ الامام: لإيقاع الاجتهاد لالكونه صفة فيه بل كونه خبيرا بمواقع الإجماع كي لايخرقه والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول وشرط المتواتر والآحاد والصحيح والضعيف وحال الرواية.
ويكفي في زماننا الرجوع إلى أئمة ذلك… ولايشترط علم الكلام وتفاريع الفقه والذكورة والحرية.
وكذا العدالة على الأصح وليبحث عن المعارض واللفظ هل معه قرينة ودونه مجتهد المذهب وهو المتمكن من تخريج الوجوه على نصوص إمامه ودونه مجتهد الفتيا وهو المتبحر المتمكن من ترجيح قول على ءاخر…
وهناك مسائل أخرى لانطيل بذكرها تبين بجلاء أن كل هذه الصفات وغيرها متوفرة في الامام المجتهد الشاطبي ولكن أعمى البصيرة لن يدركها إلا إن أذن له شيخه المرشد.
ومتعلق الأحكام من كتاب وسنة وإن لم يحفظ المتون.
وقال الشيخ الإمام (يقصد الرازي) هو من هذه العلوم ملكة له، وأحاط بمعظم قواعد الشرع و مارسها بحيث اكتسب قوة يفهم بها مقصود الشارع ويعتبر.
قال الشيخ الامام: لإيقاع الاجتهاد لالكونه صفة فيه بل كونه خبيرا بمواقع الإجماع كي لايخرقه والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول وشرط المتواتر والآحاد والصحيح والضعيف وحال الرواية.
ويكفي في زماننا الرجوع إلى أئمة ذلك… ولايشترط علم الكلام وتفاريع الفقه والذكورة والحرية.
وكذا العدالة على الأصح وليبحث عن المعارض واللفظ هل معه قرينة ودونه مجتهد المذهب وهو المتمكن من تخريج الوجوه على نصوص إمامه ودونه مجتهد الفتيا وهو المتبحر المتمكن من ترجيح قول على ءاخر…
وهناك مسائل أخرى لانطيل بذكرها تبين بجلاء أن كل هذه الصفات وغيرها متوفرة في الامام المجتهد الشاطبي ولكن أعمى البصيرة لن يدركها إلا إن أذن له شيخه المرشد.
الأمر الثالث:
تعود صلتي بكتاب فتاوى الامام الشاطبي منذ أن عرفت علما اسمه الأصول و قد كتبت فيه مصنفات عديدة وأهمها كتاب الموافقات الذي تدارسناه وختمناه ختمات بفضل الله تعالى، اما كتاب المجموع من فتاوى الشاطبي الذي جمعه العلامة التونسي أبو الأجفان وقدم له الشيخ الفقيه العالم مصطفى أحمدالزرقا فقد وفى في مقدمته حق هذا الامام تعريفا بإمامته واجتهاده وتجديده.
ومن فتاوى الشاطبي رحمه الله في مسألة تطهير أواني الخمر ص167:الأظهر في القولين صحة التطهير بالماء…. ثم شرع في بيان أصول المسألة.. ، وفي مسألة حلول النجاسة أيضا وفيما كتبه عن الزنادقة والملاحدة… مالايقوم به إلا نظار مجتهد.
ولو كان الشاطبي مقلدا كما يزعم أعمى البصيرة هداه الله لما رجح بين القولين، فلايرجح بين القولين إلا المجتهد حسب ماقررناه من كلام الأصوليين في باب الاجتهاد ومراتب المجتهدين .
وله في فتاويه المسطرة في الكتاب نظائر تدل على تبحره في الفتيا واجتهاده رحمه الله في تحرير مسائل الفقه والاصول.
وهذا الامام المجتهد المازري المالكي أجمع الفقهاء على أنه بلغ مرتبة الاجتهاد ومع ذلك لم يخرج عن المشهور والراجح في مذهب مالك، لا لأنه مقلد وإنما لصحة أصول مالك وفروعه عنده.
أما الاستدلال بأنه عارف بعلم الكلام واللغة وأصول الفقه فهذا واضح لمن قرأ كتبه، ولاأظن المجادل العنيد قد ادمن كتب الأصول فضلا عن أن يعاقر كتب الشاطبي ويصبر على مدارستها، لأنه لو فعل ذلك فسيتعلم منه قطعا الفقه والأصول والأخلاق والادب.. وهذا مالانراه فيما يكتبه مع الاسف الشديد هداه الله.
فمن يخبر أعمى البصيرة ان حب الغماريين الذين خصومتهم للشاطبي معلومة معروفة لا تمنع من القول بحق، ولولا ان الشاطبي هدم في اعتصامه مايقدسه الغماريون رحمهم الله ما قدحوا في الإمام الشاطبي، وهو أمر لا يؤثر فيه رحمه الله.
غفر الله لنا و لهم أجمعين.
ولله في المتعصبة شؤون وشؤون واستغفر الله العظيم.
تعود صلتي بكتاب فتاوى الامام الشاطبي منذ أن عرفت علما اسمه الأصول و قد كتبت فيه مصنفات عديدة وأهمها كتاب الموافقات الذي تدارسناه وختمناه ختمات بفضل الله تعالى، اما كتاب المجموع من فتاوى الشاطبي الذي جمعه العلامة التونسي أبو الأجفان وقدم له الشيخ الفقيه العالم مصطفى أحمدالزرقا فقد وفى في مقدمته حق هذا الامام تعريفا بإمامته واجتهاده وتجديده.
ومن فتاوى الشاطبي رحمه الله في مسألة تطهير أواني الخمر ص167:الأظهر في القولين صحة التطهير بالماء…. ثم شرع في بيان أصول المسألة.. ، وفي مسألة حلول النجاسة أيضا وفيما كتبه عن الزنادقة والملاحدة… مالايقوم به إلا نظار مجتهد.
ولو كان الشاطبي مقلدا كما يزعم أعمى البصيرة هداه الله لما رجح بين القولين، فلايرجح بين القولين إلا المجتهد حسب ماقررناه من كلام الأصوليين في باب الاجتهاد ومراتب المجتهدين .
وله في فتاويه المسطرة في الكتاب نظائر تدل على تبحره في الفتيا واجتهاده رحمه الله في تحرير مسائل الفقه والاصول.
وهذا الامام المجتهد المازري المالكي أجمع الفقهاء على أنه بلغ مرتبة الاجتهاد ومع ذلك لم يخرج عن المشهور والراجح في مذهب مالك، لا لأنه مقلد وإنما لصحة أصول مالك وفروعه عنده.
أما الاستدلال بأنه عارف بعلم الكلام واللغة وأصول الفقه فهذا واضح لمن قرأ كتبه، ولاأظن المجادل العنيد قد ادمن كتب الأصول فضلا عن أن يعاقر كتب الشاطبي ويصبر على مدارستها، لأنه لو فعل ذلك فسيتعلم منه قطعا الفقه والأصول والأخلاق والادب.. وهذا مالانراه فيما يكتبه مع الاسف الشديد هداه الله.
فمن يخبر أعمى البصيرة ان حب الغماريين الذين خصومتهم للشاطبي معلومة معروفة لا تمنع من القول بحق، ولولا ان الشاطبي هدم في اعتصامه مايقدسه الغماريون رحمهم الله ما قدحوا في الإمام الشاطبي، وهو أمر لا يؤثر فيه رحمه الله.
غفر الله لنا و لهم أجمعين.
ولله في المتعصبة شؤون وشؤون واستغفر الله العظيم.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=15037