نظم “مركز تريندز للبحوث والاستشارات” يوم 29 نونبر الماضي ندوة عن بُعد تحت عنوان “رحلة الإخوان المسلمين العالمية: من أستاذية العالم إلى البحث عن ملاذات آمنة”، في سياق المتابعة البحثية للمشروع الإخواني في الساحة، بما فيها الساحة الدولية، على ضوء المستجدات والتحولات التي ترم منها العديد من دول المنطقة، وتُعد هذه الندوة الرابعة ضمن فعاليات منتدى الإسلام السياسي السنوي الأول لـ “تريندز”، الذي يُركز على مناقشة الأبعاد كافة المرتبطة بالمشروع الفكري والسياسي لجماعة الإخوان المسلمين.
ونظم المؤتمر عبر بث مباشر على قناتي المركز على الإنترنت باللغتين الإنجليزية والعربية، حيث تطرق المتدخلون الستة الضوء على تطور رحلة جماعة الإخوان المسلمين العالمية، وعلى تطور دور التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين منذ نشأته حتى الوقت الراهن، وقد تفرعت محاضر الندوة على النقاط التالية: العلاقة بين الأُطر التنظيمية والمرتكزات الأيديولوجية؛ تطور دور تنظيم الإخوان العالمي.. من الدعم إلى التعبئة؛ المسار الدولي لتنظيم الإخوان.. التهديدات والمخاطر؛ العلاقة بين فروع تنظيم الإخوان في العالم.. نموذج الولايات المتحدة وأوروبا؛ تزايد المخاوف الغربية من الإسلام السياسي على مستقبل التنظيم الدولي للإخوان؛ وأخيراً، محور ناقش حقيقة التنظيم الدولي للإخوان بين الأيديولوجية والمشروع السياسي، وقد تكفل بإدارة أشغال هذه الندوة، الباحث فيكتور جيرفيس، وهو باحث بـ”مركز تريندز للبحوث والاستشارات”، ومقره دولة الإمارات العربية المتحدة.
إيديولوجيا عابرة للحدود
جاءت أولى مداخلات المشاركين في كلمة أشرف العيسوي، وهو باحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية بـ”مركز تريندز”، وتطرقت لمعالم المشروع الإخواني الراهن، وتحديداً معالم التنظيم الدولي للإخوان الذي يشتغل على عدة محاور، سياسية وإعلامية وأكاديمية وغيرها، مروجاً خطاباً للدول الغربية مفاده أن الجماعة تبقى جماعة إسلامية معتدلة وتؤمن بالتعايش والاعتدال، وهو الخطاب الذي ساهم ضمن أسباب أخرى، في أن تصبح الجماعة حاضرة اليوم في أكثر من سبعين دولة، مضيفاً أن مشروع التنظيم الدولي لا يقتصر على التمكين من السلطة في الدول العربية، وإنما يروم تأسيس دولة عابرة للقارات في العديد من دول العالم، لأننا نتحدث عن إيديولوجيا عابرة للحدود، ولا تحترم سيادة الدولة الوطنية، في انسجام تام مع أيديولوجية الجماعة من الدولة الوطنية، وترى أن هذه الدولة تعتبر عائقاً أمام تحقيق مشروع الجماعة، وعنوانه إحياء “الخلافة الإسلامية”.
كما استعرض المتدخل مسار انتقال الإخوان المسلمين من المحلية في مصر إلى العالمية، حيث بدأ ذلك في الشق النظري منذ سنوات الأولى لنشأة التنظيم، عبر إحداث قسم الهيكل الإسلامي، وكان الهدف التواصل مع القيادات الإسلامية في العالم الإسلامي، وقد استطاع هذا القسم أن يؤسس وحدات في عدة دول، وخاص في القرن الماضي؛ قبل أن يشرع في مرحلة ثانية، إلى الاشتغال على التغلغل في الدول الأوربية، مع ما قام به الثنائي يوسف ندا وسعيد رمضان، وخاصة في حقبة الصراع ضد جمال عبد الناصر، أما المنعطف الأبرز، فقد جاء مع التأسيس الرسمي للتنظيم الدولي، في عام 1982، بما ساهم في تكريس وجوده بالعديد من الدول الأوربية، وترويج مشروع يدعو ويؤمن بأستاذية العالم.
لغز الإسلام السياسي
جاءت المداخلة الثانية على لسان الباحثة جوسلين سيزاري، وهي باحثة متتبعة منذ عقود لواقع الإسلام والمسلمين والإسلاميين في الساحة الغربية، الأوروبية والأمريكية على حد سواء، ومن أحدث أعمالها، كتاب “ماهية الإسلام السياسي”، وأيضاً كتاب “الإسلام والديمقراطية والفرق بين الجنسيين”، وهي رئيسة الأكاديمية الأوروبية للأديان، أستاذة مادة الدين والسياسة، بجامعة برمنغهام في الولايات المتحدة، وعنوان مداخلتها بـ”لغز الإسلام السياسي”، متوقفة بداية عند المقارنات بين أداء وصورة الإسلاميين في مباشرة بعد اندلاع “الثورة الإسلامية” في إيران، وصورة المشروع اليوم، بعد سنوات من أحداث التي اصطلح عليها إعلامياً بأحداث “الربيع العربي”، بما في ذلك ظهور الظاهرة “الداعشية”، وعوامل أخرى، خلصت معها سيزاري، أنها كرست فشل “الإسلام السياسي” في المنطقة.
كما توقفت الباحثة عند عدم وعي الإسلاميين بمقتضى الدولة الوطنية والدولة الحديثة، التي تركت مسافة من الصراعات الدينية والصراعات الطائفية، مضيفة أن المجتمعات الحديثة في الغرب، الأمريكي والأوربي، لم تعد تعيد اهتماماً كبيراً للمرجعية الدينية في التدبير السياسي، وأن هذا التحول هو جوهر الممارسة الديمقراطية، بسبب الصراعات الدينية التي مرت منها القارة الأوربية، معتبرة أن هذا التحول لم تمر منه الدول الإسلامية، منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية، باستثناء حالات، لا زالت في بدايتها، وبالنتيجة، تراهن جماعة الإخوان المسلمين، على الخطاب القائل بأن الحكم يجب أن يكون منسجماً مع الشريعة الإسلامية، وبالتالي ثمة رهان على رفض الفصل بين الدين والدولة، بما يُفيد أنهم يوظفون البيئة الدينية خدمة لأفكارهم السياسية، وتوجيه النقد للدول والأنظمة الحاكمة، بأنها ليست إسلامية بما يكفي.
من النقاط الهامة التي جاءت في مداخلة سيزاري، تلك الخاصة بحضور وأداء الإخوان في أوروبا، معضلة فشل عمليات الإدماج في النسيج الاقتصادي لدى الجاليات المسلمة، وعلى غرار ما جرى في عدة دول عربية، استغل الإخوان المسلمون هذا المعطى، عبر اختراق المجتمع في مرحلة أولى، والانتقال في مرحلة ثانية من العمل الأهلي نحو العمل السياسي، لولا أن أداء الإسلاميين بشكل عام في المنطقة، كان متواضعاً، ولم يكن في صالحهم، كما جرى في حالات المغرب وتونس ومصر.
واختتمت مداخلتها بالإشارة إلى أن الخطاب الديني ليس كافيا لكي تسيطر على السلطة السياسية، وهذا معطى فشلت فيه حركات الإسلام السياسي.
معالم التنظيم الدولي للإخوان
أما المداخلة الثالثة، فجاءت على لسان أمجد طه، وهو صحفي بريطاني من أصل عربي، محلل سياسي ومؤلف كتاب “خدعة الربيع العربي”، متوقفاً بدوره عند معالم أداء التنظيم الدولي للإخوان، وطبيعة الاستراتيجيات التي يعمل بها، من قاعدة “أن تلعب بسرعة وأن تخسر بسرعة”، وقد تميزت مداخلته بالتوقف عند إحصاءات وأرقام مفصلة ذات صلة بالمنظمات والمؤسسات الإخوانية في أوروبا وخاصة في بريطانيا، وأصل هذا الحضور والتغلغل عدة أسباب منها، نتائج هجرة شباب الإخوان منذ عقود مضت إلى أوروبا، ومنها استغلال هذه الجمعيات والمؤسسات، الدعم الحكومي للدول الأوروبية، والموجه لمنظمات العمل الأهلي، بما ساهم في اندماج الخطاب الإخواني في النسيج المؤسساتي والأهلي لمجموعة من الدول الأوروبية، مروداً مجموعة من الأسماء في هذا السياق، منها مؤسسة الإغاثة الإسلامية، وهي جزء أساس من عمل الإخوان في أوروبا.
كما توقف المتدخل عند دور الثورة الرقمية وثورة الاتصالات بشكل عام في خدمة المشروع الإخواني، وقد توقف هنا أيضاً بالأرقام عند معالم الحضور الإخواني في مواقع التواصل الاجتماعي، معتبراً أن تقدم وتغلغل هؤلاء في الساحة الأوروبية، استفاد من التجربة الأهلية في مصر، وعنوانها اختراق المجتمع عبر الأعمال الاجتماعية، مضيفاً أن إخوان أوروبا يتميزون بممارسة ازدواجية في الخطاب، وقدم على ذلك إشارة تهم التناقض بين خطابهم في مواقعهم الإلكترونية بين ما يأتي في الصيغة العربية والصيغ المحررة بلغات أجنبية، ذات صلة المواضيع نفسها.
المسار العالمي للإخوان المسلمين
“المسار العالمي للإخوان المسلمين: التهديدات والمخاطر” كان عنوان مداخلة ليما دوفي، وهو باحث ومتحدث ومستشار في شؤون التطرف ومكافحة الإرهاب، بالمملكة المتحدة، متوقفاً بداية عندما ما سماه “الثورة الفرنسية في مكافحة الإرهاب”، ويقصد هذه التحولات الفرنسية الرسمية التي تروم التصدي للمشروع الانفصالي الذي تقوده هذه الجماعات الإسلامية هناك، معرجاً قبل ذلك عند بعض المحطات التاريخية التي أفضت إلى هذا الوضع الإخواني في أوروبا، وفي مقدمتها، ما جرى في مرحلة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حيث كانت أولى بوادر الحضور الإخواني في أوربا وأمريكا، مع تأسيس مجتمعات المدني وجمعيات خيرية في لندن وباريس وباقي المدن الأوروبية الكبرى.
ما جرى أيضاً حينها أن تلك المؤسسات والتيارات التابعة للإخوان، رَوّجت لنفسها أنها جماعات وسطية ومعتدلة، وحصلت على دعم لمكافحة التطرف والعنف، كما هو الحال في الساحة البريطانية، بما تسبب في إثارة أسئلة لدى بعض الحكومات الأوربية بخصوص خيار التعامل مع الإسلام السياسي كبوابة لمواجهة العنف، وهو الخيار الذي شجع بعض هذه الحكومات على فتح باب المساعدات المالية، شرط تبني هذه الجماعات مواقف أكثر اعتدالاً من باب طمأنة صانعي القرار الأوربي، ومن هنا حديث البعض عن الإيديولوجيا غير العنيفة للإسلام السياسي.
توقف المتدخل ملياً عند النموذج الفرنسي، حيث تقود باريس حملة ضد التطرف هناك، وخاصة بعد صعود الرئيس الفرنسي الحالي إمانويل ماكرون، والذي يعتقد أن الجمهورية الفرنسية لن تواجه هذه المخاطر خلال العشرين أو الثلاثين سنة القادمة، وإنما يجب التصدي لها الآن، لأن هذه الانفصالية تعادي قيم المجتمع المغربي، كما أنها تغذي التطرف الديني، معتبراً أن هناك محطات مجتمعية أفضت إلى هذا التحول، أهمها الأحداث التي جرت في السنوات الأخيرة، سواء مع اعتداءات شارلي إيبدو أو واقعة محمد مراح في مدينة تولوز وأحداث أخرى، واتضح أن شقيق مراح كان فخوراً بما به مراح، بما يفيد أننا لسنا إزاء إيديولوجية تشرب منها هؤلاء.
وبخصوص الحالة البريطانية، فقد أصبح الإرهاب خاصاً بالأفراد أكثر من الجماعات، والإحالة هنا على الذئاب المنفردة، وتأكيد تأثير الإنترنت في استقطاب الشباب للتطرف والإرهاب، كما جرى عملياً مع الذين شدوا الرحال إلى المشرق.
وتوقف المتدخل أيضاً عند بعض السرديات الأكثر رواجاً في أدبيات إخوان الغرب، وأحصى منها مجموعة شعارات، من قبيل الحديث عن “الحرب ضد الإسلام”، دولة الخلافة” أو “العداء للعالم الغربي”.
تفكيك الخطاب الإيديولوجي للجماعة
نأتي لمداخلة ليما دوفي، وهو باحث أمريكي ومتحدث ومستشار في شؤون التطرف ومكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة، وباحث أيضاً باحث في المركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية، ومقره واشنطن، وانطلق من أولى مآزق الإخوان المسلمين في مرحلة “الربيع العربي” بمصر، عندما أخلفوا الوعد الذي قدموه بخصوص عدم تقديم مرشح بعد انهيار نظام حسني مبارك، لأنهم استغلوا تفوقهم التنظيمي في الميدان، مستلهمين ما جاء في التجربة الإيرانية مع الخميني في عام 1979، منتقداً الجماعة بأنها مارست انتهازية في تلك الأحداث.
وتوقف المتدخل عند خلافات وصراعات قائمة في التنظيم الإخواني، وخاصة الصراعات بين التيار الذي يريد الإبقاء على خيار المشاركة السياسية، مقابل التيار الرافض لخوض أي مواجهات مع الأنظمة العربية، خاصة أن هناك رفض مجتمعي للمشروع الإخواني، ومن نتائج هذا الصراع، جنوح جزء من الأعضاء نحو التشدد، لأنه يرفض الحوار، معتبراً أن المستقبل كفيل بكشف تطورات هذا الصراع بين الجناحين أو التيارين.
كما تطرق المتدخل لملف إدراج الجماعة ضمن الجماعات الإرهابية، حسب ما جرى في حقبة إدارة الرئيس دونالد ترامب، مضيفاً أن المقترح الأمريكي لم يذهب بعيداً في الواقع، لأن رأي صناع القرار في واشنطن، كان يخشى من تبعات ذلك على دول المنطقة، مؤكداً أن هناك فورة في الدراسات والأبحاث عن الإسلام السياسي والإخوان المسلمين في المراكز البحثية الأمريكية، من أجل قراءة الخطاب الإيديولوجي للجماعة، ومواجهتها، على غرار ما تقوم به دول الإمارات.
الموازنة بين الأمن والتنمية والفكر
وجاءت المداخلة الأخيرة، على لسان إران ليرمان، وهو نائب رئيس معهد القدس الاستراتيجية والأمن، وخريج جامعة هارفارد، وانطلق بداية من أرضية نظرية اعتبر فيها أنه لا مفر من الموازنة بين ثلاثة عناصر، اتضح أن المتدخلين في الندوة تطرقوا إليها بشكل أو بآخر، حتى تكون هناك استراتيجية واضحة لمواجهة هذا المشروع، ويتعلق الأمر بالأمن الجيد والتغيير الاجتماعي والحرب الإيديولوجية، منوهاً بمداخلة سيزاري، التي توقفت عند أزمة التنمية الاقتصادية ومعضلة فشل إدماج شباب الجاليات المسلمة في ضواحي المدن الأوروبية.
بخصوص أهمية الحرب الإيديولوجية، فإنها تكمن في إبعاد الناس عن الخطاب الإخواني، وهذا يتطلب تغذية الحصانة، وبخصوص الأمن الجيد، فقد وجه الدعوة إلى تمييز الأخيار من الأشرار، وقد استحضر هنا بعض نتائج التجربة الأسترالية في الشباب الذي انضم إلى تنظيم “داعش”، حيث اتضح أن الشباب من أصل أسترالي كان أكثر من الشباب من أصل عربي.
وانتقد المتدخل أيضاً الخطاب المزدوج الذي تروجه الجماعات الإخوانية في أوروبا، حيث تمكنت من تسويق نموذجها في الغرب مفاده أنها أصبحت حركة ديمقراطية، بينما ينبغي تفكيك هذا الادعاء الديمقراطي للإخوان المسلمين، داعياً إلى تفكيك السردية الإخوانية في سياق مواجهة مشروعها، وهذا يتطلب مجهودات منتظمة ومتسقة بين الحكومات، ولو عبر تبني بعض التجارب، من قبيل ما قامت به الأردن مثلاً، عبر إدماج الإخوان لكي يصبحوا جزء من النظام بهدف إضعاف التنظيم الإخواني.
جدير بالذكر، أن هذه الندوة تأتي ضمن منتدى الإسلام السياسي السنوي الأول لـ “مركز تريندز للبحوث والاستشارات”، الذي يحمل عنوان “الطريق إلى الخلافة: حقيقة المشروع الإخواني”، ويتضمن خمس ندوات، تناقش الأبعاد كافة المرتبطة بالمشروع الفكري والسياسي لجماعة الإخوان المسلمين، والذي ينطلق من إحياء “دولة الخلافة”، والوصول إلى ما تصطلح عليه أدبيات الإخوان بـ”أستاذية العالم”، حيث أقيمت الندوة الأولى في سبتمبر الماضي، تحت عنوان “المرتكزات الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين: بين النقل والتوظيف”، التي ناقشت مرتكزات المشروع الأيديولوجي والفكري لجماعة الإخوان المسلمين وما طرأ عليه من تحولات، وعلاقته بأهداف الجماعة، وموقفها من العنف، وأقيمت الندوة الثانية في أكتوبر تحت عنوان “«جماعة الإخوان المسلمين والدولة الموازية: إدارة الصراع ضد الدولة الوطنية”»، التي سلطت الضوء على موقف الجماعة من الدولة الوطنية بمفهومها المعاصر، وكيف أن أيديولوجيتها العابرة للحدود تمثل تهديداً لمرتكزات الدولة الوطنية، كما حذرت من خطورة مساعي الجماعة نحو بناء مجتمعات موازية في الدول الغربية، وبالشكل الذي يهدد قيم التعايش والحرية والتسامح في هذه الدول، وأقيمت الندوة الثالثة في العاشر من نوفمبر الجاري تحت عنوان “الإخوان المسلمون والإعلام: بين الأيديولوجيا والسياسة”، وناقشت دور الإعلام في استراتيجية جماعة الإخوان المسلمين، وآليات توظيفه بالشكل الذي يخدم مشروعها الفكري والسياسي.
Source : https://dinpresse.net/?p=12435