ادريس عدار ـ إعلامي وباحث في الجماعات الإسلامية
بعد أن استحالت فكرة “دعم المقاومة” إلى مجرد دكان لبيع “الجمل غير المفيدة”، أصبحت كل الطرق مباحة في تحقيق “الأرباح”. لا يهم نوع السلعة ولا مصدرها ولا حتى ثمنها، ولكن تهم هنا عملية البيع والشراء بغض النظر عن نوع البائع والمشتري، وبما أن العملية برمتها دخلت سوق المزايدات لم يعد يخفي أصحابها نواياهم، وهي بتعبير أهل البلد “قلة النية”، التي تمتح من لغة السوق، التي لا تنتمي للمنطق بل تؤسس حجتها على المغالطة، بل على “القسم الحرام”، ومن يعرف مناورات “البيع والشراء” لا تنطلي عليه مغالطات تجار القضايا، خصوصا إذا كانت القضية كبيرة.
وأخطر أنواع الدكاكين، تلك التي تبيع سلعة غير واضحة تصلح فقط للدّجل والشعوذة، ويضع أصحابها أمام الناس بضاعة يزعمون أن لها تاريخا طويلا، لكن لا يوجد دليل على سلامة المعروض، الذي يضر بالحقيقة وبالعقل، ولا يمكن أن تدرك من كلام صاحبها شيئا، فهو يعمد دائما إلى خلط المقولات، وفي الفكر يعتبر خلط المقولات من المغالطات المنطقية.
في معنى المقاومة لا يمكن القفز بتاتا على محور المقاومة، باعتباره ليس فقط يجسد جغرافية السلاح المناهض للاحتلال والاستكبار العالمي ولكن باعتباره أيضا ثقافة مبنية على أساس مفاهيم واضحة مرتبطة بالسيادة ومرتبطة بضرورات التحرر وشروط الوجود. عند أصحاب الدكاكين هناك خليط وخلط من الأوراق والمقولات لا يمكن أن يجتمع إلا في ذهن مغشوش حيث لا يمكن بتاتا استيعاب المزج بين دعم المقاومة والتحالف مع “الوهابية السرورية”، نسبة إلى زين العابدين سرور أحد قادة الإخوان السوريين المنشقين والذي له علاقة تاريخية بالجماعة التي تعتبر الحليف الأول لزعيم المرصد الذي يرصد فقط ما يصلح رسالة فقاعية للاستهلاك.
وبما أن دعم المقاومة لا يعدو أن يكون دكانا صغيرا وبئيسا فإن صاحبه لا قيمة له دون وجود هؤلاء. له الحق في أن يكون حيث يريد، لكن ما لا يقبل السكوت عنه هو ممارسة التلبيس على من يجهل “الجغرافية هنا” و”التاريخ الآن”. يوجد في مقدمة المغالطين اليوم أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الذي يقدم خطابا قوميا للمتلقي بالمشرق لكن في المغرب هو واجهة “قومجية” مزيفة للوهابية السرورية ينفذ أجندة جمعية التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية وتشكيلات أخرى من التنظيمات ذات المرجعية الإخوانية والسلفية والتي هي خليط من الأفكار السلفية والإخوانية القطبية. وفي غياب التاريخ لابد من صناعته بالزور، وفي سبيل ذلك لا مانع من خلق وقائع لا شاهد عليها بل كل الشهود يشكّون في وجودها. لا زال الشخص المذكور يستغبي الرأي العام ظنّا منه أنّه يكذب على الذاكرة والتّاريخ وهو ما لا يمكن أن يمرر على حفاظ الذاكرة السياسية لهذا البلد حتى وإن كانت القضية الفلسطينية هي الأداة التي تستغل لتمرير هذه الإدعاءات الزائفة، وذلك لأنّ القضية الفلسطينية هي قضية المغاربة كلهم ولا تحتاج إلى مزايدات، كما لا يمكن أن نجعل منها قضية من لا قضية له أو دكّانا لخلط الأوراق.
1- كاتم أسرار الفقيه البصري
نشر موقع الميادين، يوم 14 أكتوبر الجاري، حوارا مع أحمد ويحمان، مقدما إياه بأنه كاتم أسرار المناضل اليساري الراحل الفقيه البصري. وطبعا هو من خلع على نفسه هذا الوصف وكأن الأمر يتعلق برجع صدى. والمشكل أن بعض الإعلاميين يكرسون صفات غير حقيقية، مثلما أطلقوا على الريسوني فقيها مقاصديا وعلى آخرين لقب مفكرين وخبراء وها هو اليوم ويحمان ينتحل صفة لا وجود لها بل هي من الصفات التي تثير السخرية بالنسبة لمن عرف متى وأين تعرف الشخص على الفقيه البصري.
أولا، لابد من ملاحظة شكلية وهي هنا مهمة، أن القناة المذكورة لم يكن في برنامجها الاشتغال على شبكة البرامج تخصيص حلقة عن البصري، هذه من بديهيات العمل الإعلامي، فلو كان ذلك كذلك لهيأت المشاهد عبر سلسلة فقرات إشهارية، لكن هذا لم يحدث بما يعني أن الفقرة المذكورة، المنشورة على الموقع، كانت بطلب من صاحبها ومرت من الحديقة الخلفية، وهو أسلوبه المعتاد في التسلق والادعاء، وهذا ما عززته شهادة من داخل القناة، بمعنى هي محاولة لتسويق صورة رئيس المرصد وبالتالي المجموعة التي تقف وراءه، التي ليست سوى الوهابية السرورية. لو كانت القناة مهتمة بالموضوع لسبق ذلك الترويج له، ثم يتم استدعاء آخرين من أصدقاء الفقيه البصري وهم موجودون في لبنان حيث مقر القناة.
ثانيا، نعرف أن ويحمان لم يعرف الفقيه البصري إلا بعد دخوله إلى المغرب، ليست معرفة نظير لنظير وإنما تقرب وسخرة كما يعرفها المقربون من البصري، والمناضل الاتحادي الذي ولد في 1925 لم يعد إلا سنة 1995، كيف ضيّع كاتم الأسرار سبعين سنة من حياة الفقيه لم يعرف عنها شيئا؟ وكيف يصبح كاتم أسراره وهو آخر من عرفه. ونحن نعرف أن الفقيه البصري لما دخل إلى المغرب لم تعد له أصلا أسرار حتى يأتمن عليها أحدا، وكان يتكلم بصوت مرتفع ويتحدث إلى كل أصدقائه الحقيقيين، ويشارك في المنتديات ويلبي دعوات الجمعيات التي تستضيفه في لقاءات يحضرها الجميع، كما أنه ابتعد عن السياسة ورفض إدراج اسمه ضمن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن للاتحاد الاشتراكي قصد ضمان حضوره المؤتمر، بل إن الفقيه البصري لم يعد يمارس السياسية عمليا منذ 1980 وبقي محافظا على بعض أنشطته القومية. وويحمان لم يكن صديقا للبصري بل كان يتربص به ويقوم بالسخرة بحثا عن ملء تاريخ فارغ ظل يحلم به، وهذا تكتيك اتبعه منذ سنوات لكي يملأ به فراغ تاريخه من أي تجربة نضالية حقيقية بل كل ما هناك ادعاءات وتمثيليات معروفة.
ثالثا، صناعة قصة لا يعرفها أصدقاء الفقيد، الذين سألناهم، قصة الحديث عن رمز مقاوم الغرض منها هو الالتفاف على مواقف سابقة لا يمكن تبريرها. ينقل موقع قناة الميادين عن ويحمان قوله إن البصري حضر احتفال نصر لبنان على الاحتلال عام 2000 في لبنان. و”عندما عاد للمغرب حكى لنا عن إعجابه الشديد بأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وعملية استدراج “حزب الله” العقيد في جيش الاحتلال إلهانان تاننباوم، إلى لبنان عام 2000″.
وأضاف ويحمان فيما نسبه للفقيه البصري “انتظروا كل البشائر من هذا الشاب ويقصد السيد حسن نصر الله”. ويقول ويحمان: كان يحكي دائماً بإعجاب شديد جداً عنه، لا تتصور كيف كان يحكي عنه.
المعروف عن الفقيه البصري أنه لم يكن في هذا الجو، ومعروف أن ارتباطاته القومية مختلفة عما ذهب إليه ويحمان، وكلهم كانوا في صف آخر، فلماذا هذا الادعاء الآن؟ ولو كان الأمر كما زعم لكان معروفا باعتبار أن الفقيه، كما قلنا، كان يتحدث للجميع، ولم يؤكد لنا أي واحد من أصدقائه هذه المعلومة. بل استبعد أقرب المقربين منه صدور هذا القول عنه. ولماذا لم يرو لنا كاتم سر البصري هذه القصة إلا اليوم بينما كان رفاقه وحلفاؤه السروريين بالليل والنهار يكثرون وأمامهم من وصف رمز المقاومة اللبنانية بالحقير ( كما سنرى بالصوت والصورة) كما يصفون حزبها بحزب اللاّت؟ لماذا يحاول ويحمان اختلاق قصة في آخر التوقيت لمحو سنوات من التحالف مع من أقاموا ملتقيات وملؤوا تقاريرهم بالتحريض ضدّ الحزب، هل يذكر ويحمان أن أول مؤتمر أقامه حلفاؤه بإشراف الصويان وهو ناشط وشيخ سروري حيث وزعوا عددا خاصا بذلك الحزب في إطار الدعاية المضادة. والحقيقة أنّ الصويان كان منسجما مع آرائه ولكن المشكلة هي فيمن يدعي كل هذا العشق للمقاومة بينما حلفاؤه وزعوا في أول مؤتمر بعد الوصول الى فوزهم بالانتخابات ومباشرة التدبير وقد كنا كتبنا عن الحدث في حينه.
وقبل مناقشته في خلفية ما قال نعرج على قوله بخصوص علاقة المغاربة بالمقاومة الفلسطينية: إنه كان في سوريا وتحديداً في الزبداني في سوريا معسكرا خاصا للمغاربة الذين يدخلون في عداد المقاومة الفلسطينية، ومنهم البشير الزين المعروف باسمه الحركي “النجار” وعبدالله المالكي واسمه الحركي “فرزات” وكان عددهم كبير جداً وكانوا يتحركون على أنهم تونسيون بسب دواعي العمل السري.
لماذا استبعد ذكر اسم أشهر فدائي مغربي: محمد لومة؟ ولم يكن لومة مجرد مقاتل في الصفوف الخلفية بل كان قياديا ورفيقا للحكيم جورج حبش. فقط لأن وجود هذا الاسم لا يخدم التدكين السياسي للقضية الفلسطينية. وذكر اسم فدائي بشهادة الفلسطينيين أنفسهم ومنهم صلاح صلاح القيادي في الجبهة الشعبية يعني اندثار لعبة ركوب الموجة ممن لم يحدثوا أنفسهم بالنضال الفلسطيني.
2- الموقف من نصر الله
اختلاق قصة الفقيه البصري تهدف تحقيق غاية أساسية وهي التغطية على مسار الإساءة لرموز المقاومة من قبل حلفاء ويحمان وقائده خالد السفياني. حديث ويحمان عن “سيد المقاومة” مجرد مراوغة في الوقت بدل الضائع بعد أن تأكد انتصار محور المقاومة على المؤامرة الدولية، التي تجسدت بشكل كبير في الحرب الكونية على سوريا، التي تم فيها استخدام كل الأدوات الإرهابية، وكان حلفاء ويحمان ضمن الصف المساند للإرهابيين تحت عنوان دعم “ثورة الشعب السوري”، بل إن ويحمان أو من يزعم أنه كاتم الأسرار المزيف نفسه قال في حوار صحفي “إنه من حق الشعب السوري أن يقرر مصيره” وأعلن مساندته لثورة الشعب السوري (1).
لنفترض أن ما قاله الفقيه البصري عن السيد حسن نصر الله حقيقي، لكن لم نر أي موقف لويحمان لما أطلق حلفاءه في المرصد من الوهابية السرورية العنان لحناجرهم يشتمون السيد ويشتمون محور المقاومة. ففي يوم 11 يونيو 2013، نظمت فعاليات مغربية مسيرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني فرفع القيادي في التوحيد والإصلاح امحمد الهيلالي شعارا مسيئا للسيد نصر الله “نصر الله يا حقير عاقت بك الجماهير”، وكان ذلك بعد معركة القصير، التي أبلى فيها الحزب بلاء حسنا وأوجع الجماعات الإرهابية التي يساندها السروريون حلفاء ويحمان. لكن للأسف الشديد عمل هذا الأخير والسفياني عن التواري فقط عن الأنظار خلف الكاميرا دون تحديد موقف صارم، ولم يصدر المرصد ولا غيره أي بيان إدانة لما وقع، بل استمر التنسيق بين الطرفين وما زال إلى يوم الناس هذا وقامت الجماعة السرورية بحذف الفيديو المؤرخ لهذه الحقارة من اليوتوب غير أنه بقي مسجلا على موقع هسبريس (2) حيث ما زال العنوان واضحا. وبعد مرور كل هذه السنوات ما زال ويحمان يلتقي هؤلاء بل يعتبر واجهتهم في اختراق جبهة الممانعة، وانتهى ذلك بتكريمه من قبل من يشتمون رمز المقاومة.
3- دعم للمقاومة خارج المنطق
يترأس ويحمان المرصد المغربي لمواجهة التطبيع، ونائبه هو عزيز هناوي، الذي يعتبر الفاعل الرئيسي في هذا المرصد، هذا الأخير قيادي في حركة التوحيد والإصلاح الوهابية السرورية التي رفعت منذ البداية شعار إسقاط بشار الأسد كما أُنشأت جمعيات للتضامن مع الجيش الحر، كما زار إخوانهم في التنظيم إدلب وكانوا الفئة الأكثر نشاطا في التآمر على سوريا وكذلك قام إخوانه في التنظيم نفسه بتنظيم لقاءات ضد ما أسموه بالتغلغل الايراني وقد حضر قراءة كتيب ويحمان التهريجي الذي أطلق عليه : بيبيو الخطر على الباب، وهو كتاب يوزعه للدعاية وفي طبعته الأولى يصنف الخطر في المشروع الصهيوني والامازيغ والتغلغل الشيعي، أي نفس الخطاب الذي يؤمن به أحد كبار المتخصصين في التنظيم الوهابي المذكور في مواجهة ما يسميه بالتغلغل الصفوي وأعني به احمد بولوز الذي سيكون هو نفسه من سيقدم قراءة لكتاب ويحمان بكثير من التبجيل والمديح – انظر التسجيل لهذه القراءة لا زال بالصوت والصورة على الشبكة – ويعتبر بولوز صديق ويحمان الذي سيقوم بتكريمه من المجاهرين بالحديث عن الخطر الصفوي وتكفير المحور والتحامل على إيران ولبنان واليمن والبحرين.
من جهة أخرى قال هناوي نائب ويحمان ورفيق دربه في المرصد الذي لا يرصد إلا الوهم يوم 29 ماي 2012 في وقفة للتضامن مع “الثورة السورية”: إن النظام السوري فقد شرعيته وعليه أن يرحل، رافعا شعار: أسقطوا النظام السوري الغاشم (3) ، وكرر هذا الكلام يوم 18 /10/2018 بصيغة أخرى، حيث أكد بصفته نائب منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة (تنظيم مواز تابع للتوحيد والإصلاح) في تصريح لــ”هسبريس” “أن الوقفة الاحتجاجية رمزية يراد من خلالها إبلاغ وزراء الخارجية العرب برسالة مفادها أن الشعب السوري الشقيق يقتل أمام أنظار العالم وآن الأوان أن تفعل هذه الجامعة شيئا لصالح شعب سوريا، مع ضرورة تفعيل قرار الجامعة القاضي بتجميد عضوية سوريا في الجامعة ثم تفعيل حماية المدنيين والاعتراف بالمجلس الوطني السوري كمخاطب وممثل رسمي للشعب السوري “(4).
وكانت ما يسمى المبادرة المغربية للدعم والنصرة نظمت “بمشاركة عدد من الفعاليات الحقوقية والمدنية وقفة تضامنية مع انتفاضة الشعب السوري وتنديدية بالمجازر التي يرتكبها النظام السوري بقيادة بشار الأسد، وذلك يوم الثلاثاء 9 غشت 2013 أمام ساحة البريد بالرباط “(5).
لم يصدر عن ويحمان أي تصريح حين كان تنظيم نائبه الهناوي يدعو للإطاحة بالنظام السوري ويكفر المقاومة اللبنانية، وقد رصدنا مرصدهم فوجدناه ليس محايدا فحسب بل متآمرا مع أعداء سوريا.
4- ويحمان واجهة “قومجية” للوهابية السرورية والاخوان
يعمل أحمد ويحمان على تقديم فروض الولاء والطاعة للوهابية السرورية ـ مزيج سلفي إخواني ـ نظير منحه فرصة الاستمرار رئيسا للدكان المذكور، ولهذا نجد التوافق في المواقف في المغرب، وتبادل الأدوار في المشرق، هم يضمنون له موقعا مع إخوان الاتحاد العالمي ومجموعة عزمي بشارة والجزيرة وهو يؤمن لهم اختراق جبهة الممانعة عن طريق بيع الكلام والادعاءات الزائفة واستغلال الثغرات للتسلل بالادعاءات. بل تحول إلى مردد لكلامهم حول الاختراق الشيعي للمغرب في برنامج آخر طبعة بقناة الميادين يوم 1 يونيو 2015 في الدقيقة 36 يردد كلام التوحيد والإصلاح حول الاختراق الشيعي للمغرب وكان ذلك رسالة منه يحملها من تنظيم التوحيد والإصلاح وبنوع من الخداع قبل أن يغير خطابه ويتلكأ لأنه أدرك أن خطابا طائفيا بنكهة وهابية يعتبر ساقطا في قناة لبنانية(6) .
ولهذا نرى أن حركة التوحيد والإصلاح تبادله الودّ وتقوم بتكريمه يوم 19 دجنبر 2019 بمقر فرعها بالرباط وكان في استقباله محمد بولوز كبير الناقمين على محور المقاومة الذي يزعم صديقه الروحي ويحمان بأنه مدافع عن سيدها، بولوز هو عضو المكتب التنفيذي للحركة المكلف بالدعوة(7) ، وهو من أشد نشطاء الحركة حقدا على محور المقاومة ويصف حزب الله بحزب اللات ويكفر الشيعة في كثير من الأنشطة التي تنظمها الحركة. وهو لا يخفي ذلك وقد كتب مقالات كثيرة يمكن ذكر واحد منها تحت عنوان ” معظم الشيعة منافقون إذا تمسكنوا و”دواعش” إذا تمكنوا (8) ، قال فيه ” إن ما جرى في التاريخ وما يجري أمام أعيننا الآن في العراق وسوريا واليمن وغيرها يجعلنا فعلا مع الشيعة أمام أخطر من الدواعش في التكفير والقتل والتهجير ومخلتف أشكال إقصاء الآخر وتنحيته من الوجود والحياة. فمعظمهم مما تأكد لي أنهم منافقون متمسحون بالإسلام ، الذي يريدون والذي يريده لهم دهاقنتهم الكبار، ويتمسحون بكل مقولة تمكن لهم من: حق الاختلاف والتعددية المذهبية وحقوق الإنسان وكونهم من الفرق الأصولية وليسوا من الإخباريين وأنهم أوفياء لآل البيت وللدولة العلوية متناسين أنهم من قاتل الدولة الإدريسية من قبل وساهم في إسقاطها وهم من لب آل البيت، وأما إذا تقوى الشيعة وتمكنوا فالخبر منهم ما كان في التاريخ وما نراه منهم اليوم، ولله في خلقه شؤون، والعاقل من يعتبر، والمومن لا يلدغ من جحر مرتين”.
وكتب بولوز صديق ويحمان ومُكرّمه مقالا ردا على بيان لوزارة الخارجية المغربية حول الدور السياسي لروسيا من أجل إيجاد حل سلمي بعد تصريحات عبد الإله بنكيران المسيئة لهذا البلد، مقالا تحت عنوان “وزارة خارجيتنا تحترم الجرائم الروسية في سوريا”، قال فيه ” كما هو واضح جلي للعيان جاء الروس لإنقاذ أعتى مجرم عرفته البشرية، وأشرس عصابة سلطت على شعب مستضعف، اجتمع عليه الحقد الشيعي من إيران وعصابتها الاجرامية في لبنان، والوحشية الروسية، والجنون الداعشي والتخاذل العربي والاسلامي والمكر الأمريكي والنفاق الأوروبي وسوء إدارة الصراع من فصائل مقاومة الظلم والاستبداد” وأضاف ” وها هي العصابة الأسدية قد بغت وظلمت واعتدت بكل أصناف العدوان وجلبت على شعبها مختلف عصابات الحقد لتكمل ما عجزت عن فعله فيهم وضمنها العصابات الروسية التي تقتل وتدمر بلا شفقة ولا رحمة ولا وخزة ضمير، أمثل هؤلاء يقال في حقهم عبارات الاحترام؟ وإذ لم تكن فيها الرجولة الكاملة والقدرة على النصرة الحقيقية بالسلاح ورد العدوان، فلا أقل من الصمت والحياء من موقفنا المخجل، ومهما قيل في أمر المصالح الموهومة والتي يأخذون منها هم بالنصيب الأوفر قبل أن يعطونا بعض الفتات، فالمبادئ أولى عند الرجال من ذوي العراقة الحضارية والأصول التاريخية في نصرة المستضعفين والوقوف بجانب المظلومين بما يحفظ حياتهم وكرامتهم، وليس في تملق الطغاة وتزكية أفعال الظالمين”(9).
قول بولوز حليف ويحمان الدعوي واضح هنا في تكفيرهم بل في تكفير محور المقاومة، وهذا الذي يحضر معه ويحمان في لقاءات كثيرة بل هو من قدم قراءة لكتابه “بيبيو/كلمة أمازيغية تعني الصرخة” كما سبق ذكره، الكتاب الذي قدم به نفسه في الميادين باعتباره كاتبا، مع أن بولوز يصف النظام السوري بالعصابة ويعتبر بشار الأسد أكبر مجرم في التاريخ. هذا هو الذي يعتبر صديقا لويحمان ويستقبله في مقر التوحيد والإصلاح. كيف لمتضامن مع المقاومة يقبل بالتحالف والتكريم والصداقة مع من يردد صباحا ومساء خطابا تكفيريا لرموز المقاومة؟
أما صديقه الأغر أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذي بادله المديح فيقول: إن “إيران سلكت سياسة قطعية لا لبس بها، هي الإصرار الشديد على نشر التشيع في العالم الإسلامي العربي في أفريقيا وفي آسيا لترسيخ مذهبيتها ونفوذها ومذهبها، هذه سياسية كانت في وقت من الأوقات خافتة، وأصبحت صاخبة بل دموية، وأصبحت مسلحة، وأصبحت مزودة بالميليشيات والأذرع العسكرية المسلحة في العراق وفي لبنان وفي سوريا وفي اليمن، وبذور ذلك في عدد من الأقطار الإسلامية الأخرى”.
وأضاف في حوار مع عربي 21 القطري والعمق المغربي نقله عنهم موقع هوية بريس يوم 10 يناير 2016 “إيران يجب أن تحترم الدول والشعوب العربية والإسلامية، وأن تكف عن هذه التدخلات، وأن تكف عن هذا الزحف المسلح، لقد وصلنا إلى مرحلة الزحف الشيعي المسلح، عدد من الدول التي ذكرتها تعيش على وقع زحف شيعي مسلح.
لم نعد فقط أمام اختراق دعوي أو ثقافي أو دعائي أو سياسي، ولكن انتقلت إيران في السنين الأخيرة وخاصة منذ سقوط العراق أو تسليم أمريكا العراق إلى إيران، أصبحت تزحف عسكريا وتنشئ ميليشياتها في كل مكان”.
وأشار “في الوقت الراهن والمستقبل القريب لا أستطيع أن أتنبأ بشيء، وربما لا أحد يستطيع حقيقة التنبؤ بمستقبل الصراع على أشده في سوريا، إيران وأتباعها من العراقيين واللبنانيين ومن الشيعة الذين جاؤوا من كل مكان حتى أفغانستان باكستان، بل حتى من دول آسيا الوسطى، يقاتلون الآن في سوريا، وهناك التدخل الروسي الوحشي.
وهناك الشعب السوري بكل فئاته وفصائله الكثيرة والمتعددة، الصراع كبير جدا وعميق جدا والحل بعيد جدا، ولا أنتظر شيئا بتاتا من المفاوضات المرتقب بدايتها، ليس هناك إلا مزيد من الصراع ولا أستطيع التنبؤ في الأمد القريب (10)”.
وقال في موقع آخر ” بشار الأسد لم يبق له من الأمر شيء، فلا هو وافقَ ولا طُلبت موافقته أصلا. بل هو نفسه الآن إنما ينفذ أو يساعد في التنفيذ للخطط والتوجيهات الروسية والإيرانية. نعم هو بدون شك مرحب وفرح بكل من يتدخل لقتل السوريين الذين كرهوه ورفضوه، وبكل من ينقذه ويمكنه من البقاء على قيد الحياة سياسيا وشخصيا. روسيا إن كانت قد استاذنت أحدا أو تفاهمت مع أحد قبل دخولها مباشرة وعلانية في معارك سوريا، فإنما سيكون ذلك مع الجانب الإسرائيلي، والجانب الغربي والأمريكي، أما استئذانها للأسد ونظامه فقد أصبح متجاوزا وغير ذي معنى (11)”.
5- محاربة التطبيع على المقاس
يزعم أحمد ويحمان مواجهة التطبيع بالمغرب، لكنها مواجهة انتقائية ومسرحية على قدر شجاعة التنظيم السروري، فهو الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها لو عثر على علبة تمور “إسرائيلية” – في مسرحية تحتاج إلى كثير من التحليل – لكنه لاذ بالصّمت وانكسر مرصده وهو يرى عوفير برونشتاين، مستشار الصهيوني إسحاق رابين، يحضر مؤتمر حزب العدالة والتنمية سنة 2012، وتجرأ برونشتاين على القول “إن بنكيران رجل شجاع “(12)، ورغم مرور كل هذه السنوات لم يتحدث خالد السفياني ولا أحمد ويحمان عن هذا الموضوع، بل إنهم يصفون بنكيران بالزعيم الوطني.
كلما تعلق الأمر بالإخوان سكت المرصد ورئيسه حفاظا على شعور الكاتب العام، المنتمي للحركة السرورية الإخوانية. عندما استدعى حزب العدالة والتنمية الصهيوني عوفير برونشتين لمؤتمره العام وانكشفت القصة سكت المرصد وكل هؤلاء المناضلين المزيفين.
وسبق لأحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والرئيس الأسبق للتوحيد والإصلاح، أن أدلى بتصريحات تعتبر تطبيعا واضحا، حيث أفتى بجواز السفر إلى القدس والمشاركة في الانتخابات (13) ، ولما سئل ويحمان قال إنه سيستفسر الريسوني ليعرف منه حقيقة الأمر. ومرت الأشهر ولم يسأله ومرروا الموقف على الرأي العام، ولم يتخذ أي موقف وحاول عن طريق مسرحية التمور التهريجية أن يهرب من هذا الموقف الخطير.
إنّ فتوى الريسوني الرئيس الأسبق لجمعية التوحيد والإصلاح والقيادي السابق في حزب العدالة والتنمية وخليفة القرضاوي في الاتحاد العالمي تعتبر مدخلا خطيرا للتطبيع مع الكيان الصهيوني. واستغرب الرأي العام هذه الفتوى. فيوسف القرضاوي، الذي يعتبره الريسوني أستاذا وإماما للعصر وفقيها للأمة دون منازع في مؤتمر التلاميذ والأصحاب، أفتى بما يرضي عزمي بشارة والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. رؤية بسيطة في فتاويه خلال ما يسمى الربيع العربي كافية لتوضيح ما ذهبنا إليه. وقد ذهب الأب الروحي للريسوني وحلفاء ويحمان إلى حد مطالبة أمريكا بالوقوف وقفة لله لضرب سوريا.
شخصيا لم أستغرب فتوى الريسوني بل اعتبرتها منسجمة مع ما يتبناه، ولن يكون هو أحسن من مرسي صاحب برقية التهنئة لشيمون بيريز، ولم أستغرب كذلك ردة فعل أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، فهو من دون التوحيد والإصلاح والإسلاميين عموما لن يكون شيئا، فمواقفه منسجمة تماما معهم وإن كان يلعب على الحبلين، والشيء نفسه يقال عن ولي نعمته في “العمل القومي” خالد السفياني، الذي قال بدوره إن ما يجمعه مع إخوان العدالة والتنمية ودراعم الدعوي التوحيد والإصلاح وغيرهم أكبر من سوريا. لا يهم الآن الموقف من سوريا وما جرى فيها ولكن يهمنا أن نعرف طبيعة “القوميين” في المغرب، مع الإخوان ضد الدولة القومية.
ولمزيد من التلبيس صرح ويحمان بأن “العلامة” الريسوني ضد زيارة القدس. وصف العلامة هنا ليس زائدا ولكنه من صميم التبليغ. حتى نقتنع بالنتيجة التي سيصل إليها هو أن هناك لبسا وسيعملون على اللقاء بالريسوني للاستيضاح منه. لم نعهدهم يسألون الناس عن موقفها ولكنهم يخرجون بسرعة للاحتجاج. غير أن هذه المرة الحمل ثقيل وأكبر منهم، ماذا سيقول لعزيز هناوي، الكاتب العام لمرصده، وهو ابن التوحيد والإصلاح؟ هل سيقبل منه أن ينتقد المفتي الكبير؟ هل بمكنته التطاول على واحد من رموز تنظيم التوحيد والإصلاح كما فتح فمه حتى بانت أضراسه وهو يتحدث عن مناضل شرس من أجل القضايا القومية والإنسانية؟ مرت الآن سنة وزيادة على فتوى الريسوني لكن لم يسأله ويحمان.
6- مرصد محاربة التطبيع واجهة السرورية للسطو على النضال الفلسطيني
من المغالطات الخطيرة أن يتم التلاعب بالتاريخ وتركه للعبة التسطيح الأخيرة، حيث يتم تصوير بعض الأشخاص على أنهم آباء النضال بينما يتم تصوير آخرين على أنهم “مجرمون” يريدون تمزيق وحدة الوطن قبل الوحدة العربية.
هذا المرصد يحيط به لبس كبير، بل هو اللبس نفسه عندما يتلبس بجلباب النضال على نمط الدكاكين الحصرية. وقد كنت شاهدا على محاولة هذا المرصد من خلال رئيسه نفسه لنسف نشاط إشعاعي حول القضية الفلسطينية من تنظيم خارج دكاكينهم..هم يحتكرون العمل الفلسطيني بأساليب ملتوية. لقد حاول ويحمان نسف لقاء تضامني وضد التطبيع عن طريق التآمر وبالتعبئة المضادة حيث حضر بنفسه وبأسلوب غادر ومراوغ ليطلب من الحاضرين، واحدا واحدا المغادرة، وقد تمكن من أن يخدع البعض بينما استعصم آخرون، وكان محاضرا في الندوة كل من محمد لومة، أحد قادة النضال الفلسطيني الميداني رفقة الحكيم جورج حبش والمناضل اليساري عمر الزيدي وآخرون.
المرصد والمجموعة، التي تتولى قيادة مجموعة من الجمعيات بتسميات مختلفة، تسعى إلى احتكار هذه المهمة، ليس من أجل عيون فلسطين، ولكن من أجل الحفاظ على هذا الدكان، الذي يخول لأصحابه الحضور احتكار هذا العمل ومواصلة التلبيس على الرأي العام.
لنكن واقعيين ونحدد طبيعة هذا المرصد، وبغض النظر عن وجود إثنين أو ثلاثة من يزعمون الانتماء إلى الفكر القومي، فإن المرصد واجهة لحركة التوحيد والإصلاح الوهابية السرورية، وأيضا يعكس وجهة نظر التنظيم الدولي للإخوان.
فعزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد، قيادي في التوحيد والإصلاح الوهابية السرورية، التي لم يكن النضال الفلسطيني جزءا من توجهها وحتى كبرى حركاتهم لم تدخل النضال إلا نتيجة حادثة سير جهادي قال عنها قياديون بأنها مؤامرة على حركة النضال الفلسطيني وخصوصا حركة الجهاد الإسلامي المتجذرة.
كيف يمكن أن تكون مناضلا من أجل فلسطين، وأنت رهين لدى حركة لم تترك شيئا لمناهضة خيار المقاومة إلا فعلته بالتحريض والتكفير؟ ولهذا نفهم أن بعض “القومجيين” يلتقون معهم في الموقف من الحرب على سوريا، بمن فيهم أحمد ويحمان، رئيس هذا المرصد، الذي قال في الحوار المذكور مع جريدة الأسبوع الصحفي كلاما بئيسا عن نضال الشعب السوري ضد من اعتبره نظام دكتاتوريا تأسيا بموقف الإخوان، وما قاله خالد السفياني، الذي قال في حوار مع موقع هسبريس بأن ما يجمعهم بالإسلاميين أكبر من سوريا، فلقد سُئل السفياني: لو ذهبت الثورة السورية بسلميتها لإسقاط نظام بشار الأسد هل كنتم ستعترضون؟ فقال بوضوح: كان بإمكانها أن تحقق أهدافها، والذي أعطى الشرعية لأية مواجهة من طرف النظام هي عسكرة الانتفاضة. وأضاف: ” أنا شخصيا لست في قطيعة مع إخواني لا في العدالة والتنمية، ولا إخواني في العدل والإحسان، يمكن أن نختلف ونتفق، لكن الذي يجمعنا أكبر بكثير من سوريا، ما يجمعنا هو فلسطين ومصير الأمة (14)”.
وسبق للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، التابعة لجماعة العدل والإحسان حليفة السفياني، أن عبرت في بيان لها، عن إدانتها “لجرائم نظام الأسد وحلفائه، خاصة النظامين الروسي والإيراني”، داعية المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي إلى “إيقاف سياسة الكيل بمكيالين وإلى رفع أي غطاء عن بشار الأسد ونظامه وأعوانه ودعم الشعب السوري في مسيرة تحرره”(15).
وقالت الجماعة في بيان لها يوم 30 ماي 2013 : “لم يعد أمر التدخل المسلح في مواجهة الثورة المشروعة للشعب السوري من قبل حزب الله اللبناني، دعما للنظام السوري المجرم، خبرا يتداوله الإعلام بل صار حقيقة صارخة بعد التصريح الأخير للأمين العام للحزب وإقراره بوجود أعداد من قواته على الأراضي السورية تقاتل جنبا إلى جنب مع قوات الأسد المجرم.”
وأضافت الجماعة في ذات البيان أنه “أمام وضوح قضية الشعب السوري الأبي في كونها قضية شعب يتوق للحرية والكرامة، وهو ما دفعه للانتفاضة منذ أزيد من سنتين، على استبداد نظام الأسد المغرق في الدموية والحافل تاريخه بالاضطهاد والقهر… وأمام هذا التحول الخطير في الأحداث والمنذر بشر العواقب على الأمة كلها” ترى الجماعة أنه “لا وجود لمسوغ شرعي أو مبرر عقلي يمنح الغطاء لهذا التدخل دعما للنظام الدموي في سوريا ضد شعبه”.
أي شيء يمكن أن يكون أكبر من سوريا، البلد الوحيد الذي على خط التماس مع العدو الصهيوني، والبلد الوحيد الذي احتضن السلاح الفلسطيني بعد خروج البندقية من لبنان. ولكن لأن السفياني وويحمان لا يمكنهما الخروج إلى الشارع إلا بدعم الإسلاميين، فإن مواقفهم من الحرب على سوريا لم تخرج عن خط الحركات الإسلامية، التي دعمت الجهاديين والانتحاريين.
ومن غرائب الأمور أن المرصد الذي يزعم محاربة التطبيع يشد الرحال إلى تركيا للمشاركة في ملتقى من تنظيم هيئات مرتبطة برجب طيب أردوغان ويروجون له على أنه قائد المقاومة الحقيقية،ولهذا سكتوا أيضا عن دوره في ليبيا ولم يصدروا بيانا ضد احتلاله لجزء من سوريا، فعلى من يضحك هؤلاء؟ أي مقاومة وأي مكافحة للتطبيع في قلعة التطبيع؟
أردوغان يرتبط باتفاقيات أمنية مع إسرائيل، وهل نسوا أن خالد مشعل لما طردته الأردن ظل معلقا في المطارات ورفضت تركيا استقباله لأن لديها اتفاقيات أمنية مع الكيان الغاصب ولم يجد ملاذا سوى سوريا، التي احتضنته سنوات طويلة حتى خانها متوجها إلى كعبة الثوار الجدد قطر . عندما تدخل إلى تركيا ترى كل عناوين التطبيع موجودة في كل مكان، في السياحة والاقتصاد والسياسة. والأكثر من ذلك، أن الزعيم الإخواني المقاوم الدولي والأممي رجب طيب أردوغان زار القدس ووضع إكليلا من الزهور على تمثال تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية. بهذه القيم النازلة سيقوم المرصد بمحاربة التطبيع.
وكما قلت فإن المرصد جزء من “أصدقاء الشعب السوري” بمعنى أعداء سوريا، وبعض الذين زاروا الجماعات الإرهابية من أبناء جماعة التوحيد والإصلاح هم أعضاء بالمرصد. فحتى لا يتم تزوير التاريخ لابد من التأكيد على أن المرصد ليس سوى دكانا يحاول أن يجعل من دعم الشعب الفلسطيني عملية حصرية، بينما هو ضد خيار المقاومة وضد كل المحور حتى أن رئيسه أدلى في وقت سابق بتصريحات ذات طابع طائفي مستخرجا من قاموس التوحيد والإصلاح، التي روجت لكتاب زين العابدين سرور “وجاء دور المجوس”، الذي جعلت منه الحركة جزءا من منهاجها التربوي، وعملت على نشر كتاب الإخواني السوري سعيد حوى “الخمينية شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف” ومن هذه الخلفية ينطلق ويحمان في محاولاته الفاشلة والقائمة على إخفاء الشمس بالغربال.
يسعى ويحمان وأمثاله كواجهة لتنظيم موالي للقرضاوي وأوردوغان وخصوم سوريا كعزمي بشارة لتدارك تاريخ من الصمت والتحالف مع الإخوان والصمت حيال كل ما جرى للعمل القومي نفسه عن طريق تبادل الخدمة. لقد سجل التاريخ عليهم عشر سنوات من التحالف مع أصدقاء الجيش الحر. وهم اليوم يتسابقون لإخفاء تاريخ من اللعب على الحبال رصدناه بدقة منذ بداية الأحداث. ولا يمكن تزوير التّاريخ لا سيما إذا كان موثّقا.
7 – تبادل شهادات الزور
من أخطر أنواع تزييف الحقيقة هو تبادل شهادات الزور في عملية توزيع للأدوار، تمكن أصحابها من الحضور في الموقع ونقيضه، وهذا ما يظهر بجلاء بين ويحمان وجماعته والتوحيد والإصلاح، التنظيم الإخواني الوهابي السروري، ونقل موقع الحركة عن ويحمان تنويهه بما أسماه “الدور الذي تضطلع به حركة التوحيد والإصلاح في النضال من أجل القضية الفلسطينية خلال ندوة نظمتها الحركة بإقليم تمارة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين”.
فالجماعة المناضلة هي نفسها الجماعة التي تصف رمزا للمقاومة بنصر اللاّت كما تدعوا وتتآمر على سوريا كما تسيء وتتهم أهل اليمن والبحرين في تصريحات دعاتها وفي صحافتها وفي تقاريرها المنشورة.
وحسب موقع الحركة نفسها فقد “حيّى ويحمان الحركة في نضالها من أجل القضية الفلسطينية واصفا إياها بالمناضلة والقابضة على الجمر والمتصدرة لطليعة الكفاح من أجل فلسطين وضد الاحتلال والعنصرية الصهيونية، والتي تضطلع مكانها أيضا في الطليعة للذود عن الوحدة الوطنية وحماية وحدة الأرض والشعب الذي يواجه أخطارا من قلب المشاريع الاستعمارية والمشاريع الصهيونية التي وصلت مستويات غير مسبوقة في بلادنا”.
ونصح رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بقراءة كتاب “أفهم القضية الفلسطينة كي يكون لي موقفا ” لمؤلف المقرئ الإدريسي أبو زيد معتبرا أنه يساعد على التحرك وبذل الجهد خصوصا في هذه القضية الوطنية(16).
سألت صحيفة التجديد، التي كانت تصدرها حركة التوحيد والإصلاح، المقرئ أبو زيد الإدريسي، الذي يوصينا القومي ويحمان بقراءته عن تعليقه على آخر التطورات التي تشهدها سوريا الآن، من جرائم دموية يرتكبها نظام بشار ضد الشعب السوري؟ فقال: “ليس عندي من تعليق، فالأحداث ناطقة بنفسها على درجة من الوحشية والبشاعة والعنف تصل لدرجة الشذوذ في تاريخ السلوك البشري عند الدكتاتوريين والدمويين، فّأحرى عند الحكام ذوي الطبع السوي والأنظمة ذات الطابع المعتدل، فبالمقارنة مع أسوأ ما في الدنيا من دكتاتوريات، يبدو أن وضع سوريا متقدم جدا في السوء وفي الكارثية”(17)، وأضاف في الحوار ذاته: ” إيران وهي دولة تقول أنها إسلامية، تدعم النظام القومي المتطرف في سوريا نظرا لحسابات، وكذلك حزب الله”(18). وكان المقرئ الإدريسي الذي ينصح ويحمان بقراءة كتابه قد نظم وقفة احتجاجية ضدّ السفارة السورية بالرباط.
ويكتب أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي خلفا للقرضاوي وهو مناهض لما يسميه بالصفويين في موقعه الرسمي: ” أحمد ويحمان.. معدن الوفاء ومدرسة الثبات”، قال في مقاله “ويحمان صار هو في حد ذاته رمزا من رموز القضية الفلسطينية بالمغرب، ولكنه أصبح الرمز الخاص – الوطني والعالمي – لمحاربة التطبيع مع المحتل الصهيوني. إذا قيل ويحمان، قيل محاربة التطبيع، وإذا قيل التطبيع، انتصب ويحمان متصديا ومقاوما، لا يغيب ولا يتخلف..”. رغم وجود من هم متجذرون في الدفاع عن القضية الفلسطينية والمقاومة، لكن عند التنظيم السروري لا يظهر إلا نجم ويحمان في عملية تبادل المديح وتمكين تحالف تيار القرضاوي وعزمي بشارة. ولم تنس الحركة صنيعه فقامت السنة الماضية بتكريمه عن طريق فرعها بالرباط.
وحاول ويحمان أن يجعل من قادة العدالة والتنمية صانعي التجربة النضالية، وذهب إلى أن المخابرات الأمريكية والصهيونية هي التي اغتالت القيادي عبد الله باها، الذي توفي في حادث عرضي للقطار (19)، وكل ذلك من أجل تزوير التاريخ وتحريفه بالكلام التهريجي، وحتى يقدم شخصا لم يكن له أي كاريزما سياسية واجتماعية على أنه مناضل من أجل قضايا أممية.
كيف يساند القومي سوريا الدولة ويدافع باستماتة عن العدالة والتنمية؟ ألم يتبن إخوان بنكيران مشروع إسقاط الدولة في سوريا؟ ألم يساندوا النصرة؟ ألم يرسلوا أبناءهم إلى ريف إدلب حيث قضوا أسبوعا في ضيافة التنظيمات المسلحة؟ أين كان فرسان القومية وهم الذين يبحثون عن ميكروفون التلفزات بالفتيلة والقنديل؟ لم يطلب أحد من هؤلاء أن يكونوا مع سوريا الدولة، لكن فقط أردنا أن ننبههم إلى أن اللعب على حبلي القومية والأخونة غير ممكن خصوصا بعد أن تورطت الجماعات الإخوانية والسلفية في ضرب ركيزة القوميين العرب.
8 – عبيد السرورية
حركة التوحيد والإصلاح، التي تعتبر هي ركيزة المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، ويعتبر ويحمان واجهتها، حركة إخوانية وهابية سرورية، حيث يعتبر مؤسسوها من تلاميذ زين العابدين سرور، الداعية السوري، الذي أسس تيارا يجمع بين عقيدة الوهابية وتنظيم الإخوان، وتوفي أخيرا بقطر حيث كان يفترض أن يتولى رئاسة الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين خلفا ليوسف القرضاوي غير أن الموت سبقه إلى الرئاسة التي تولاها أحمد الريسوني، الذي يطلق عليه أحمد ويحمان العلامة، وما زلنا لحد اليوم ننتظر أن يخرج بموقف من دعوته إلى التطبيع لكن من غير جدوى.
هذه الحركة شاركت في مؤتمر القاهرة لما يسمى نصرة الشعب السوري والذي دعا في بيانه الختامي إلى: وجوب النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة القتل والإجرام للنظام الطائفي ووجوب العمل على وحدة المسلمين عموماً في مواجهة هذه الجرائم واتخاذ الموقف الحازم الذي ينقذ الأمة وتبرأ به أمام الله الذمة كل حسب استطاعته قال الله تعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).
واعتبر المؤتمر أن ما يجرى في أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا في سوريا يُعد حربا معلنة على الإسلام والمسلمين عامة. المؤتمر تم برعاية محمد مرسي، الرئيس المصري الإخواني، الذي سبق أن بعث برقية تهنئة إلى شيمون بيريس يوم 19 يوليوز 2012، التي قال فيها “من محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية… إلى صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل عزيزي وصديقي العظيم.. لما لي من شديد الرغبة في اظهار علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الاهل ليكون سفير فوق العادة ومفوضاً من قبلي لدى فخامتكم”.
ويحمان خرج متضامنا مع مرسي بعد عزله وتحدث كما لو كان عضوا في تنظيم الإخوان لكن لم يسبق له أن أدان رسالة مرسي ولا اعتبرها تطبيعا. ولم نعهد فيه أنه يتريت بل بالعكس من ذلك يتصيد الفرص للظهور في وسائل الإعلام. ولم يحتج بتاتا على مشاركة الإخوان في المغرب في الحرب على سوريا سواء من العدل والإحسان، التي شارك منشدها رشيد غلام في مهرجان للتكفيريين داخل سوريا، أو التوحيد والإصلاح التي أرسلت وفدا من أبنائها إلى سوريا للقاء الجهاديين، ولما عاد نظمت له مهرجانا أطره مصطفى الخلفي، وزير الاتصال آنذاك، أو الذين شاركوا في مؤتمر القاهرة وأسماؤهم معروفة، حيث سبق وكتبنا حوله بالتفصيل.
9- معادلة صعبة
تبادل التبجيل والخدمة بين رئيس المرصد الممدوح والمبجل من قبل رئيس الاتحاد الاخواني المعادي لسوريا ومحور المقاومة، معادلة لا تجد لها حلا منطقيا. ويحمان مع المقاومة، وويحمان مع الإخوان، والإخوان ضد المقاومة. ورغم أن المعادلة لا حل لها فهي مفهومة. يكون الإخوان رجال ويحمان في محور الإخوان والجزيرة وهو رجلهم في محاولة اختراق الممانعة. فتبادل المديح يعني أن ويحمان محشور معهم في تنظيماتهم التي استحدثوها قصد التعويض عن تاريخ عاشوه موسوما بالجبن، وبما أن القضية الفلسطينية لا تكلف شيئا عند هؤلاء الذين يمارسون الجهاد عن بعد وعن طريق بيع الكلام، فإنهم يسعون إلى احتكار قيمة التضامن، التي هي سمة أغلب المغاربة، ولا يرغبون بتاتا في أن يشاركهم أحد فيها، فبالأحرى أن يكون مبدئيا، وقصة هذه اللعبة هي أن يزوروا الوقائع حتى يجدوا لأنفسهم تاريخيا نضاليا وهم لم يكونوا بتاتا مناضلين ناهيك عن أن يكونوا في طليعة من يساند الشعب الفلسطيني. فهم يصفقون لويحمان وهو يصفق لهم في تكامل أدوار، ولا يوجد من يقدم لهم هذه “الصباغة” سوى ويحمان ومجموعته.
فمن غير المفهوم أن تكون ممانعا ومساندا للمقاومة، وأقرب الناس إليك وأهم حلفاؤك هم هناوي وبولوز والمقرئ وهم من أبرز أعداء معظم محور المقاومة، ولا مقاومة عندهم إلا المقاومة “الإخوانية”، وكما قلنا فقد تم تكريم ويحمان من قبل الجماعة سالفة الذكر في عز مواجهتها لسوريا والمقاومة التي يصفون جزءا منها بالمجوس والصفويين، فكيف يكرم تنظيم معادي لمحور المقاومة رجلا إذا كان بالفعل رجلا مقاوما؟ وهذا غيض من فيض، وهناك ضحايا كثيرون لألاعيب هؤلاء ومنهم المشتغلين في إعلام المقاومة، ويحاول من خلال ذلك رفع أسهمه في محور الممانعة على أنه صاحب شأن في هذا المقام، لكنه لم يحرك ساكنا لما تم شتم حلفاؤه السيد حسن نصر الله، بل إن نائبه في المرصد ظلّ مصرا على مواجهة سوريا والمقاومة.
ونتوقع بشكل كبير أن يبدأ عما قريب في الحديث عن البحرين واليمن، اللتين لم يذكرهما طوال هذه السنوات، انسجاما مع مواقف الوهابية السرورية، مثل سكوته عن سوريا إلا بعد أن تأكد من إحباطها لمؤامرات حلفائه ، لكن في الواقع لا يرون المقاومة إلا كما يراها الإخوان، الذين أكثروا بعد “التمكين” من تأسيس الدكاكين وتفريخ الجمعيات بأسماء مختلفة، حتى يوهموا الآخر بأن المجتمع كله معهم.
لقد آلينا على أنفسنا رصد فصول مسرحية المرصد المذكور، الذي له أساليب مختلفة في الرصد، فعندما يتعلق الأمر بأي حدث بسيط يملؤون الدنيا ضجيجا، لكن لما يتعلق الأمر بالإخوان يتلكّؤون، وعندما تتم مساءلتهم يزعمون أنه لم يكن في علمهم. وهذا كذب لأنه لما حضر عوفير برونشتاين مؤتمر العدالة والتنمية نبهنا للموضوع وكتبنا عنه وطالبناهم باتخاذ موقف لكنهم لم يفعلوا وتجاهلوا الأمر. وكل هذا الذي رصدناه كتبناه في الصحافة الوطنية في وقته وتمّ توثيقه في حينه.
في الأخير:
هذا غيض من فيض سببه هو تمادي صاحب المرصد في مسرحياته وادعائه وتزوير التاريخ، وهناك قصص وتفاصيل أخرى لا يسعف الوقت في التعرض لها بخصوص مزاعم أخرى وردت في ذلك التصريح، كما أن السبب هو الأسلوب التآمري والتحريضي الذي يتبعه هو وحلفائه ضد من يخالفهم رهاناتهم في محاولات فاشلة لتصفية الحسابات، إنّ هدفنا في هذا القليل من المعطيات هو الوقوف في مواجهة التحريف، وقد كنا جزءا من المعركة الداعمة لمحور المقاومة، دون ادعاءات زائفة ودون البحث عن مغنم من ذلك، وبينما كنا نواجه خصوم سوريا ومحور المقاومة، كان ويحمان وجماعته يضعون أيديهم في أيد من يصف بشار الأسد بالدكتاتور، وهو نفسه حاول التغطية عليها في محاولة بائسة للتبرير واستدراك الإساءة بقوله على شاشة الميادين: “إن هناك دكتاتورا يخدم شعبه”، كما ويضعون أيديهم فيمن اعتبروا جبهة النصرة تمثل “النضال البطولي للشعب السوري”، وعندما كنا نواجه الحركة السرورية، التي خصصت صفحة يومية في صحيفة التجديد لنقل أخبار المسلحين في سوريا، كانت الجماعة “القومجية” تشاركهم الوقفات في الشارع وتجلس معهم في اللقاءات العامة.
إذا زعموا أنهم كانوا يجهلون الحقيقة فقد كذبوا، لأننا كنا ننبه لذلك في حينه وبشكل شبه يومي، وإذا عرفوا وسكتوا، وهذه هي الحقيقة، فهم متواطئون، ويكفي أن من بين من يبادلونهم العناق والتحية بل التقريظ واحد من حركة التوحيد والإصلاح جعل محور اشتغاله هو تجريح محور المقاومة ومواجهة ما يسميه الحركة الباطنية والتغلغل الصفوي، ويضيف إليه توابل من مهاجمة سوريا ومساندة التكفيريين. لا يمكن بتاتا الجمع بين المقاومة وبين الوهابية السرورية حليفة الجماعات التكفيرية.
التغليط الذي يمارسه ويحمان هنا هو عنوان فلسطين، ولكنهم أساؤوا للعمل الفلسطيني حين احتكروه في جمعيات ودكاكين الجماعات الإخوانية السلفية وساهموا في ردود فعل كبيرة انتهت بالبعض إلى ركوب موقف التطبيع فقط ضد عمليات الاستفزاز والإقصاء التي يقوم بها هؤلاء المهرجين، لكن أي مقاومة فلسطينية؟ فهل الحركة السرورية حليفته تعترف بنضالية الجبهتين الشعبية والديمقراطية ناهيك عن القيادة العامة؟ بل هل تؤمن بأن الجهاد الإسلامي مقاومة؟ المقاومة لديهم احتكار إخواني، بينما دوليا هم يواجهون محور المقاومة، في كبرى قلاعه الصامدة. هناك محاولات ممنهجة لتبييض تاريخ من التآمر والتحيز ضد محور المقاومة، وهي تجري في غفلة عن الرأي العام لكنها لن تستطيع أن تجيب عن كل هذه المغالطات ولا يمكنها أن تحرف تاريخا وثقناه في رصد يومي لمواقف الجماعة التي تلعب على كل الحبال.
ويبقى السؤال الذي يطارد ويحمان وجوقته: من هو الشخص المسيئ لمحور المقاومة ورموزها لم ينسجوا معه تحالفا استراتيجيا؟ نريد فقط واحدا ممن شتم المقاومة وكفر أهلها لم ينسج معه ويحمان علاقة ولم يتقرب منه؟ هل نتحدث عن صدفة؟ كل هؤلاء وفي طليعتهم الجماعات التي تعلن أنها ساهمت في مواجهة إيران كالتوحيد والإصلاح ومناهضة سوريا ككل حلفاء ويحمان، عن أي صدفة يجب أن نتحدث؟ القضية تتعلق بفصل مسرحي طويل له تفاصيل أخرى لا يتسع لها الوقت والمقام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الأسبوع الصحفي الصادر يوم 13 أكتوبر 2013
2 ـ هسبريس ليوم 11 يونيو 2013
https://www.hespress.com/videos/81415.html
3 ـ https://www.youtube.com/watch?v=0ipZwuoriGE
4 ـ https://www.hespress.com/24-heures/41422.html
5 ـ http://www.pjd.ma/node/1154
6 ـ https://www.youtube.com/watch?v=ALOueGEFcDA
7 ـ https://alislah.ma/%D8%AD%D9%81%D9%84-%D8%AA%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%AF-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%88%D9%8A%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B5%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85/
8 ـ https://www.hespress.com/writers/259344.html
9 ـ https://www.hespress.com/writers/331373.html
10 ـ http://howiyapress.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%B3%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%AD%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD-%D9%88%D8%B9%D9%84/
11 ـ https://www.msf-online.com/%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8D-%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%B3%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%82%D8%AF%D9%85-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%AA%D9%87/
12 ـ https://www.goud.ma/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%B4%D8%AA%D8%A7%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D9%81%D8%B6%D8%AD-%D9%83%D9%84-%D8%B4%D9%8A-21994/
13 ـ http://raissouni.net/2019/08/10/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%b3%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%85%d8%b7%d8%a8%d8%b9%d8%a7-%d9%88%d9%84%d9%87/
14 ـ https://www.hespress.com/interviews/90424.html
15 ـ https://www.hespress.com/societe/332204.html
16 ـ https://alislah.ma/%D9%88%D9%8A%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D9%85%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D8%B7%D9%84%D9%8A%D8%B9/
17 ـ التجديد بتاريخ 29 شتنبر 2011
18 نفسه
19 ـ https://www.hespress.com/videos/383175.html
المصدر : https://dinpresse.net/?p=11635
محمدمنذ 3 سنوات
ليس اعلامي باحث في الجماعات الإسلامية بل اليساري حاقد على الجماعات الإسلامية