كتب الشيخ محمد الفزازي، رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ، في تدوينات على الفيسبوك، بمناسبة تفجّر النقاش بين مؤيدي ومعارضي الإعدام بعد مقتل الطفل “عدنان”، أن القصاص في القتلى وفي الجروح هو شريعة الله المحكمة، مستدلا بالآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ) البقرة 178.
وأضاف خطيب الجمعة بطنجة، المدينة التي قتل فيها أخيرا الطفل عدنان، أن “القصاص محسوم بالقرآن والسنة، وما كان محسوماً بالقرآن والسنة لا يناقش لأنه من المعلوم من الدين بالضرورة، وما كان معلوما ً من الدين بالضروره فحقه أن نقول (سمعنا وأطعنا)”.
وقال الفزازي، سبق أن أدين قضائيا في أحداث الدار البيضاء الإرهابية باعتباره أحد شيوخ السلفية الجهادية وأفرج عنه بعد ذلك بعفو ملكي، إن الجمعيات “الحقوقية” ببلادنا، والتي تطالب بإلغاء حكم الإعدام من القانون الجنائي المغربي، تجد نفسها عاجزة عن كل تعبير أمام هول الصدمة التي خلفها اغتصاب الطفل عدنان وقتله خنقاً، وعاجزة عن كل تعبير أمام المطالبة الجماهرية بإعدام المجرم”.
وانتقد ممّن يسميهم بـ”العلمانيين” قائلا إن “هؤلاء مشكلتهم ليست معنا نحن المؤمنين.. هؤلاء مشكلتهم مع النص الشرعي، وكل مغالطاتهم وأطروحاتهم و”اجتهاداتهم” في طبيعة الحكم بالإعدام وهل هو مجدِ أو غير مجدٍ، إنما هم يستعلون بها على الوحي”.
ويؤكد الفزازي أن الهدف الأول لهؤلاء “العلمانيين” من المطالبة بإلغاء الإعدام “هو الإسلام عينه وتشريعاته السمحة الكريمة ذاتها، التي تدعو إلى القصاص في القتلى، لكنهم “لا يجرؤون على مهاجمة القرآن العظيم”، حسب قوله.
فالقصاص، في منظور الشيخ، ثابت في شريعة اليهود وشريعة النصارى، قائلا: “أتحدى علمانيي هذا الوطن بوصف يهودي واحد أو نصراني واحد بكونه أشد وحشية من الوحش الجاني.. أتحداهم أن يفعلوا ذلك ولن يفعلوا علماً منهم أن التهجم على اليهودية والنصرانية سيحملهم مسؤولية معاداة السامية وازدراء الأديان وسيجرجرون في المحاكم الوطنية والدولية”.
يشار إلى أن نقاشا حقوقيا واسعا تجري أطواره هذه الأيام على منصات التواصل الاجتماعي، بعد اغتصاب وقتل الطفل عدنان بمدينة طنجة، بين من يطالبون بإعدام القاتل وتطبيق شريعة القصاص فيه، وذلك بشنقه في الساحات العمومية، وبين من يريدون إلغاء عقوبة الإعدام من القانون الجنائي المغربي، والتي هي في أساسها معطلة منذ مدة.
ويرى البعض أن الدعوة إلى تطبيق القصاص في القتلى والمطالبة بإعدام أو شنق القتلة، هي دعوة إلى “دعششة” المجتمع المغربي، أسوة بما روجه تنظيم “داعش” في بلاد الشام من صور صادمة لقتل أو شنق أو رجم المذنبين في الساحات العمومية وأمام الجمهور.
وسبق أن كتب الحقوقي أحمد عصيد أن “المواطنين الذين تسابقوا في التعبير عن رغبتهم في قتل المجرم والتمثيل بجثته في الفضاء العام، فهم لا يقلون وحشية عن الوحش الذي يريدون الثأر منه”، مما جلب عليه انتقادات كثيرة من قبل المعارضين له.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=10168