29 أبريل 2025 / 17:00

550 حاخاما يهوديا ينددون باستغلال ترامب لمعاداة السامية

وقع أكثر من 550 حاخاما ومنشدا يهوديا في الولايات المتحدة رسالة مفتوحة، أعربوا فيها عن اعتراضهم الشديد على ما وصفوه باستغلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لقضية مكافحة معاداة السامية لتحقيق أهداف سياسية، وتقويض الديمقراطية، واستهداف فئات مجتمعية هشة.

وجاء في الرسالة التي حملت عنوان “دعوة إلى وضوح أخلاقي: رفض معاداة السامية كسلاح سياسي”، أن الموقعين ملتزمون بمكافحة تصاعد معاداة السامية بجميع أشكالها، لكنهم شددوا على أن “الطريقة التي تدعي بها إدارة ترامب محاربة معاداة السامية لا تهدف إلى حماية اليهود، بل إلى تقسيم الأمريكيين والإضرار بالديمقراطية”.

وحذر الموقعون من أن أمن اليهود الأمريكيين مرتبط ارتباطا وثيقا بسلامة النظام الديمقراطي، مستشهدين بقول الحاخام مايكل كنوف: “كلما تراجعت الديمقراطية، أصبح اليهود أكثر عرضة للخطر”.

وانتقدت الرسالة بشدة اعتقال وترحيل طلاب ناشطين دون اتباع الإجراءات القانونية، معتبرة أن ذلك “لا يخدم أمن المجتمع اليهودي”، كما نبهت إلى أن استهداف الطلاب المهاجرين، بحجة مواقفهم السياسية، يهدف إلى تمهيد الطريق لموجة أوسع من عمليات الترحيل الجماعي.

ورأت الرسالة أن الهجمات على الجامعات واستغلال القضية اليهودية لتبرير “ممارسات سلطوية”، بما في ذلك تهديد التمويل الحكومي، “لا يجعل اليهود أكثر أمانا بل يزيدهم هشاشة”، محذرين من محاولات بعض السياسيين “استخدام اليهود كبيادق سياسية”، وفق تعبير الطالب اليهودي بجامعة هارفارد، يعقوب ميلر.

وأضافت الحاخامة شارون بروس أن “استغلال الخوف اليهودي لتمرير سياسات قمعية هو بحد ذاته شكل من أشكال معاداة السامية”، مشيرة إلى تناقض السياسيين الذين يدّعون الدفاع عن اليهود بينما سبق لهم الدفاع عن متعاطفين مع النازية أو ترويج نظريات المؤامرة المعادية للسامية.

وأكد الموقعون في ختام رسالتهم أن اليهود الأمريكيين ظلوا دائما أنصارا للديمقراطية وحرية التعبير والعدالة، مشددين على أن “أمن اليهود مرتبط بأمن كل المجتمعات الأخرى”، وداعين إلى الحذر من محاولات توظيف معاداة السامية لتحقيق أجندات استبدادية.