رشيد المباركي
على ذمة صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فإن حزب الله يعيد بناء ترسانته وصفوفه رغم اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وبحسب ما ورد، يعيد الحزب، المدعوم من إيران، تخزين إمداداته من الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات والمدفعية عبر الموانئ البحرية وطرق التهريب من سوريا، فيما تُصنع أيضا أسلحة جديدة محليا. وبحسب الصحيفة، تُشكل إعادة التسلح هذه انتهاكا مباشرا لشروط هدنة العام الماضي، التي اشترطت نزع سلاح حزب الله تدريجيا، بدءا من جنوب لبنان. وتشعر إسرائيل، التي شنت أكثر من ألف غارة على حزب الله منذ وقف إطلاق النار وقدمت معلومات استخباراتية للجيش اللبناني، بإحباط متزايد.
يزداد الوضع تعقيدا بسبب الديناميكيات الداخلية في لبنان. فقد أيد رئيس الوزراء نواف سلام والرئيس جوزيف عون علنا نزع سلاح حزب الله، وقد أُحرز بعض التقدم في المناطق الجنوبية القريبة من الحدود الإسرائيلية. مع ذلك، لا يزال حزب الله متمركزا في مناطق مثل الضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع، حيث سلطة الحكومة ضعيفة. كما يتوخى القادة اللبنانيون الحذر، خشية أن تؤدي مواجهة حزب الله إلى إثارة اضطرابات مدنية أو تهميش السكان الشيعة في البلاد، الذين يشكلون قاعدة الدعم الرئيسية للحزب. ويشير المحللون إلى أن الجيش اللبناني ليس راغبا ولا قادرا على مواجهة حزب الله عسكريا، مما يترك البلاد في “منطقة رمادية” سياسيا وأمنيا.
أشارت الصحيفة أيضا إلى أن حزب الله، بقيادة زعيمه الحالي نعيم قاسم، يصر على أن أسلحته ضرورية للدفاع عن سيادة لبنان، وقد قاوم جميع جهود نزع سلاحه، حتى مع تجنبه الرد واسع النطاق على الضربات الإسرائيلية. كما بدأ الحزب في إعادة تنظيم صفوفه في هيكل أكثر لامركزية – على غرار سنواته الأولى وتكتيكات حماس الحالية في غزة – مما يشير إلى أنه يستعد لمواجهة طويلة الأمد.
 
                     
                         تابع آخر الأخبار من دين بريس على نبض
                                تابع آخر الأخبار من دين بريس على نبض
                            

 
    
                 
    
                 
    
                 
    
                