توصلت “دين بريس” ببيان من حزب النهضة والفضيلة بخصوص ما نشرته يومية المساء حول المولى إدريس الأزهر وهذا نص البيان:
بيان بخصوص ما نشر حول الإمام مولانا إدريس الأزهر
تلقينا في حزب “النهضة والفضيلة” بكامل الاستغراب، ما نشرته إحدى الجرائد المغربية، في بحث بعنوان “تفاصيل مثيرة عن «تشيّع» إدريس الأول وضريحه «المكتشف» في زرهون والإشاعة حول زوجته”.
هذا البحث الذي تضمن تصريحات توجهت بعبارات نابية، وحقائق مغلوطة حول كل من المولى إدريس الأول مؤسس الدولة المغربية، ونجله المولى إدريس الأزهر، باني فاس وموحد المغرب.
ولقد تضمنت تلك التصريحات – التي طعنت في نسبهما الكريم ومحل دفنهما بمزاعم لم يفه بها أحد من المؤرخين الذين عاصروا تلك الفترة – كلاما بعيدا كل البعد عن الأدب اللائق بمثل هذين الإمامين العظيمين اللذين أحبهما المغاربة على مدى التاريخ، وكان لهما فضل إتمام نشر الإسلام في ربوع البلاد، لتصبح دولة لها تاريخها المتجلي على القارتين الإفريقية والأوروبية.
إن المولى إدريس الأكبر والمولى إدريس الأزهر لا يعتبران ملكين من ملوك المغرب فقط، بل إنهما منارتان روحيتان، يمتد أثرهما إلى يوم الناس هذا، حيث تضم البلاد نحو مائة ألف قبة للأولياء والصالحين، وعددا مترامي الأطراف من الطرق الصوفية التي يرتبط مؤسسوها ومريدوها بالمولى إدريس إما من حيث النسب أو من حيث الانتماء الروحي.
لقد قامت كل من دولة المرابطين الأمازيغية والموحدين الأمازيغية والمرينيين الأمازيغية، على العصبية والتعظيم للمولى إدريس الأكبر وابنه باني فاس، وهو التوقير الذي امتد إلى اليوم في ظل حكم الشرفاء العلويين أحفاد الإمام محمد النفس الزكية أخي الإمام مولانا إدريس، وإن الطعن في المولى إدريس ليعد طعنا في روح المواطنة المغربية، وهدما للحمة التي تجمع الأطياف المغربية بمختلف جذورها العرقية واللغوية.
إن المغاربة كأمازيغ ليفتخرون باحتضانهم لحفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم – المولى إدريس – وذريته من بعده، ويعتبرونها عبر التاريخ منقبة لهم ومفخرة جعلت ملك أوربة عبد الحميد الأوربي – رحمه الله – يتنازل لهم عن عرشه وعرش أسلافه تعظيما لجدهم المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي قيم إنسانية وحضارية لم تنعم أمة من الأمم بمثلها.
ومنذ وفاة الإمامين المذكورين، وقبراهما معظمان محترمان، معروفان محاطان بذريتهما، لم يخالف في ذلك أحد من المؤرخين ولا من النسابة المعتمدين في مشارق الأرض ومغاربها، خاصة في بلاد المغرب؛ كأبي عبيد البكري، وابن حزم، وابن خلدون، وسابق المطماطي، والسيوطي المكناسي، والمقري… وغيرهم.
ولذلك فإننا في حزب النهضة والفضيلة لنندد بهذه التصريحات اللامسؤولة التي تنشر الكراهية والبغضاء، والتي تعدت التعبير بالرأي إلى القذف والشتم، مستغلة القضية الأمازيغية من طرف أناس لا يمثلون الأمازيغ، لتمرير أجندات إيديولوجية تهدم العقيدة الإسلامية، والتاريخ المغربي العتيد.
كما ندعو الجهات المسؤولة إلى التصدي بيد من حديد لهذه المحاولات اليائسة، باعتبارها تصرفات تشكل خطرا على واقع البلاد ومستقبلها، ومسا سافرا باستقرارها وأمنها.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=807