إن الحديث عن الإنتخابات وعن اتجاه القنوات التلفزيونية والإذاعية لهذا الموضوع بكثرة في هذه الفترة، وعن التوجهات المنصبة نحو التصويت والرفض أي بين الشباب وبين بعض أهل العلم، فمعظم الشباب يريدون مقاطعة الإنتخابات ويكرهون حتى اسمها، وسببه راجع للوضع المزري الذي يعيشه الشباب والوعود الكاذبة التي يدلي بها المسؤولون قبل حرزهم على كراسي السلطة، وبين بعض أهل العلم الذين يرون بأن التصويت بين المنع والقبول راجع إلى رأي الشخص وقناعته، أو أن الأمر متجاوز لديهم بمراعاتهم لفقه الواقع واعتبار المآلات التي ستؤول إليها الأمور، إلا أن هناك حل ربما يرجح المسألتين وإن كان متماشيا مع الرأي الثاني.
ومن هنا يمكن طرح سؤال لماذا التصويت ؟؟؟؟
فالتصويت لا يمكن أن ننظر إليه بنظرة إختزالية ونشن جميع الانتقادات للمسؤولين فقط، فيجب على كل شخص أن يتحمل هذه المسؤولية، وأن يبدأ كل واحد بإصلاح نفسه، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلك ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”، وكما قيل الإنسان بنو بيئته فكلما أصلحت نفسك ثم انتقلت إلى من حولك فهذا في حده ذاته إصلاح، فإن كان هذا الإصلاح بهذه الطريقة سيكون راديكاليا أي جذريا، وإن كان العكس صرنا نتخبط في المعاناة والنظرة المتشائمة للمستقبل، صحيح أنا متفق مع البعض أن الوضع الذي نعيشه لا يشجعك على التصويت إلا أن الأمر يجب أن يكون العكس، فحتى وإن لم تصوت أيها الإنسان فإنك تفتح بابا عريضا للفاسدين، أي للذين ينتهزون الفرص في مثل هذه الأمور، وهذا الباب من حين لآخر يصعب إغلاقه، فالتصويت قبل أن يكون واجبا وطنيا، يجب أن يكون واجبا دينيا وضميريا، وربما أستحضر هنا قاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد، فمراعاة مصلحة البلاد في الإصلاح هم لكل الناس صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونسائهم، ألم يقول النبي صلى الله عليه وسلم من لم يهمه أمر المسلمين، فليس منهم” فالإهتمام بأمر المسلمين قضية مقاصدة كبرى، تقف عند توكيل المهام لمن وثق فيه المسلمين، وإن عمت البلوى في فساد الدمم، فلا بد من التصويت ثم التصويت، ناهيك فيما قال فيه النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم ” إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ” لأن المجتمع آنذاك سيصبح مبنيا على النفاق واختلال التوازن، لا على الإتقان والإخلاص في العمل، فالذي يجيد النفاق وخداع الناس، هو الذي تسند إليه شؤونهم في كثير من المسائل، ويصل إلى الدرجات العلى، والذي يتقن عمله وتكون نيته خالصة في خدمة الناس والمجتمع لا يصل إلى شيء، وتكون النتيجة والحصيلة وجود مجموعة من المنافقين الجهلة هم الذين يسيرون الأمور بدون علم، فتعجب إذن، فمن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا وإن كسب ثقة كثير من الأتباع الجاهلين بحقوقهم سعى في الأرض فسادا ويهلك الحرث والنسل، فلا غرابة أن تجد كل هذه الحقائق في هذا المجتمع.
وهذا رأيي الشخصي ولا ألزم به أحدا فالتصويت في الانتخابات أولى من رفضها، فلا ينبغي بناء على ما ذكر، أن نرجع الفساد سواء السياسي، أو التعليمي، أو الاجتماعي….. للمسؤولين فقط أو المجتمع، فأنت وأنا وهو جزء من هذا الأخير
المصدر : https://dinpresse.net/?p=3740