يسف: الذين روعهم الإرهاب باسم الدين أرسلوا وفودهم إلى المغرب لمرجعيته الصحيحة

دينبريس
2019-11-02T13:01:36+01:00
مؤتمرات وندوات
دينبريس12 يونيو 2015آخر تحديث : السبت 2 نوفمبر 2019 - 1:01 مساءً
يسف: الذين روعهم الإرهاب باسم الدين أرسلوا وفودهم إلى المغرب لمرجعيته الصحيحة

الدورة العشرين بمكناس
الدورة العشرين بمكناس
أكد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، أن المغرب بإمامته العظمى أصبح ملاذا لكثير من الذين روعهم الإرهاب ياسم الدين فأرسلوا وفودهم لاطمئنانهم بأن لدينا “المرجعية الدينية الصحيحة”، مبرزا، في كلمة له في جلسة افتتاح الدورة العشرين للمجلس اليوم، 12 يونيو 2015 بمكناس، أن في هذا “إشارة قوية” تنبه الغافلين “فيكفوا عن استيراد ما يضر ولا ينفع، شيء فقد صلاحيته وسلطته وعجزه عن الاستمرار حتى في البيئة التي أنتجته”.

وقال بهذا الصدد: “فكثير من الذين روعهم الإرهاب باسم الدين، أرسلوا وفودهم إلى الجهة التي اطمئنت إليها نفسهم بأن يجدوا لديها المرجعية الدينية الصحيحة، ولم تكن هذه الجهة سوى المغرب بإمامته العظمى التي من وظائفها الأساسية حماية الملة والدين”.

وأردف قائلا: “فعسى أن يكون في هذه الإشارة القوية ما ينبه الغافلين عما يحتفظ به هذا المغرب دون الناس جميعا من أمور في الدين والدنيا، ضاعت في كثير من الجهات، فيكفوا عن استيراد ما يضر ولا ينفع، شيء فقد صلاحيته وسلطته وعجزه عن الاستمرار حتى في البيئة التي أنتجته”.

وأرجع الأمين العام السبب في اشتتداد “وطأة الإرهاب والقتل وانتهاك الحرمات وسفك الدماء، وهدم البنيان وتخريب العمران باسم الدين”، إلى “قراءة نصوصه قراءة حرفية مفصولة عن مقاصدها وحكمتها أفضت إلى تشويه صورة الإسلام الإنساني في مبادئه وأخلاقه وقيمه، السمح المتسامح مع أعدائه ومناوئيه وخصومه”، ويضيف: “فعاد ذلك الدين الذي فتح أحضانه في وجه الجميع فدخلوا فيه أفواجا، أصبح عند هؤلاء الجدد الدين الذي يرهب الناس ويدفعهم للخروج منه أفواجا”، إذ أن هناك من الناس “من يرفض المقبول، ويقبل على المرفوض”.

مبادرات استباقية
ونبه محمد يسف على أن “هذا ما يفرض على المؤسسة العلمية أن تتحرك في بعض الظروف بسرعة مضاعفة، وأن تقوم بمبادرات استباقية، مع استمرارية التعبئة الكاملة لرد ما يتعارض مع اختيارات الأمة ويهدد ثوابتها، مع الاستعداد العلمي المسؤول، والعمل على تحريك ما يمكن من امتلاك القدرة على مواجهة كل ما يطرحه التطور من قضايا وأحداث”، وأضاف: “ولاسيما تقوية آلية الاجتهاد والتجديد بضوابطهما وقواعدهما، وفقه تنزيلهما، كل هذا من أجل أن تستمر الحياة في مساقها الطبيعي، ولا شك أن ما حدث في المؤسسة العلمية من تطور لا يخرج عن دائرة هذا المعنى”.

وقال الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى إن تاريخ انعقاد هذه الدورة يصادف قيام رئيسه الأعلى أمير المومنين برحلته المظفرة إلى بعض البلدان الإفريقية، موضحا أن “الطابع المميز الفذ لرحلات إمامنا الأعظم”  في أي اتجاه من أرض الله الواسعة، “إشهار شعيرة صلاة الجمعة، كما هي في تقاليد أهلنا، وكرمز يشير إلى ذلك الإطار الإنساني الجامع لكل الناس على تباين أغراضهم، واختلاف ألسنتهم وألوانهم، وتفاوت مداركهم ودرجاتهم”.

واعتبر أن عقد الدورة العشرين للمؤسسة العلماء “هي مناسبة لأن تقف وقفة تأملية، تستحضر فيها ما رافقها من التيسير والتسديد لتحقيق ما تحقق من التجارب والمكاسب، وقفة مقرونة بالامتنان والعرفان لله الواحد الأحد الذي هدانا سبلنا، فإن شكر النعم مدعاة لإدامتها وتزكيتها”، مستشهدا بقوله تعالى:(لئن شكرتم لأزيدنكم).

مهمة العلماء
وفي حديثه عن مهمة العلماء قال: “ومما لا جدال فيه أن لعلماء المغرب وإفريقيا دورا، لا يقوم مقامهم فيه غيرهم، ولا يسد مسدهم سواهم، وهو إعادة بناء إفريقيا على قواعد تاريخها وماضيها، كما رفع إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت العتيق”، وتابع قائلا: “والعلماء هم وحدهم من يستطيع كذلك تفجير الوعي بالانتماء إلى ذلك الموروث وإحيائه، في وجدان شباب إفريقيا وأجيالها، وفي قلوب نسائها ورجالها”، مبرزا أن “العلماء كذلك هم من يستطيع تعبئة الأمة للوقوف في وجه من يزرعون الألغام والمتفجرات المذهبية الغريبة عن محيط إفريقيا ومناخها، وعن طبيعة إنسانها”.

الأسرة صمام أمن المجتمع
وتوقف يسف عند الرسالة المولوية الخاصة بالرفع من التمثيلية النسائية بالمؤسسة العلمية بنسبة مشرفة جدا للمرأة عامة وللمرأة العالمة خاصة، معتبرا “أن الارتقاء بالعالمة إلى هذا المستوى من التشريف والتكليف كان تتويجا لنشاطها اللافت خلال عشر سنوات من دخولها حومة العمل الاسلامي المؤطر”، حيث أظهرت قدرتها الكبيرة ووعيها التام بأهمية مشروع المؤسسة العلمية القائم على صيانة  
وحدة الأمة في ظل ثوابتها الدينية المطبوعة بطابع الاعتدال والوسطية، واليسر ورفع الحرج.

ولفت الأمين العام أعضاء المجلس العلمي الأعلى إلى دور الأسرة وعلاقتها بالأمن موضحا أن “الاهتمام سينصب في المقام الأول على تثبيت جذور أمن الأمة في أعماق أسرنا المغربية، تمنيعا وصيانة للأمن وتطويقا للفكر الإرهابي، وتجفيفا لمنابعه داخل بيوتنا”، ويضيف: “وبهذا الإجراء يتحقق التكامل بين الأمن المعنوي الذي هو مهمة العلماء وشأنهم، والأمن الحركي الذي تضطلع به أجهزة الدولة بكفاءة واقتدار، وبأداء عال لافت للأنظار”.

وربطا بين رفع تمثيلية النساء العالمات وبين أمن الأمة ووظيفة الأسرة قال: “ولا شك أن دور العالمة في مجالسنا العلمية سيكون قيمة فائقة الفائدة، خاصة في نقل الأسرة من مقام وظيفتها المحدودة إلى محيطها الواسع، محيط صيانة أمن الأمة، بإغلاق أبوابها ونوافذها في وجه كل من يريد بالوطن والمواطنين شرا ولو كان ذا قربى، امتثالا لأمر الله وطاعة لدينه وشريعته.”

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.