وأكد في الكلمة التي ألقها بالنيابة عنه الدكتور عبد المغيث بصير، رئيس المجلس العلمي المحلي لبرشيد، إننا بتنظيم هذا الملتقى “نستحضر من خلاله الذين قضوا نحبهم في دروب تحبير وجوه قراءاته وقطع مسافات الليل به طال أم قصر، ونروم من خلاله وصل صلة من قضى بمن ينتظر”.
وتابع قائلا: إن “العناية التي أولاها المغاربة ويولونها خلفا عن سلف لكتاب الله، محاطة بموصول رعاية وعناية ملوك الدول التي تعاقبت على حكم المغرب، وخاصة غرة جبين تاريخه، الدولة العلوية الاشريفة”، ويضيف: “التي عرفت ملكين قارئين بصما تاريخ المغرب باتقانهما لهذا الفن من العلوم الذي لم بنبغ لأحد من الملوك غيرهما”.
وجاء في البرقية المرفوعة إلى أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التي تلاها الدكتور يوسف بصير في ختام هذا اللقاء الذي عرف مشاركة صفوة من علماء القراءات، وثلة من طلبة و مدرري التعليم العتيق: “مولاي أمير المؤمنين:
إننا اليوم باختتام هذا اللقاء القرآني، غدونا جد مقتنعين بالجهود الطلائعية، التي تقوم بها جلالتكم في مملكتكم الشريفة، تأسيا بنهج أسلافكم الميامين، ملوك الدوحة العلوية الشريفة، خدمة لكتاب الله تعالى ولأهله، أهل الله وخاصته، من خلال إحداث معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية، وكذا إحداث جائزة أهل القرآن في عهدكم الميمون”.
وأكدت البرقية أن “محاور هذا الملتقى القرآني ومداخلاته القيمة للعلماء والأكاديميين المشاركين، ساهمت إلى حد كبير في إثارة الانتباه لعلم القراءات القرآنية، والكشف عن وجوهها، في عهد الدولة العلوية الشريفة، ومدى مساهمة هذا العلم الشريف في تحقيق الاستقرار والأمن الروحي، الذي تنعم به مملكتكم الشريفة، تحت رعايتكم المباركة المنيفة، التي عرفت صحوة علمية متميزة، حققت نهضة قرآنية، مستفيدة من الطرق الحديثة في تطوير أساليب وطرق حفظ كتاب الله تعالى في الصدور كما في السطور، على مر الأزمان وكر الدهور، وقد وقف المشاركون على نماذج من أوجه القراءات المتعددة، التي لازالت المدارس العتيقة بمملكتكم الشريفة، تحافظ عليها، وتلقنها للأجيال الصاعدة، تنفيذا لتوجهاتكم السامية، واهتمامكم الخاص بالقرآن وأهله”.
جدير بالذكر أن برنامج هذا الملتقى الذي نظمته الطريقة البصيرية، بمناسبة شهر شعبان المبارك، شهر القراء، تحت شعار: “القراءات القرآنية بالمغرب: مهارة الأولياء الصالحين وعناية الملوك العلويين” عرف قراءات جماعية وفردية بالقراءات العشر في الجلسة العلمية، والجلس الروحية.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=3859
