مضى زمن الاستئصال 2

مصطفى بوهندي
2019-11-02T13:17:25+01:00
آراء ومواقف
مصطفى بوهندي6 يناير 2015آخر تحديث : السبت 2 نوفمبر 2019 - 1:17 مساءً
مضى زمن الاستئصال 2
د. بوهندي مصطفى
د. بوهندي مصطفى

عقلية الاستئصال وعدم القدرة على التعايش والديموقراطية وحقوق الإنسان مآلها، هو الصراعات والتصفيات والحروب والأزمات.

وعقلية الاستئصال ترى نفسها فقط في الصراع إما قاهرة أو مقهورة.
بينما الأمر ليس كذلك في المجتمعات التي بلغت درجة من النضج، وأصبحت تميز بين الوحشية والتخلف والبحث عن الأسنان والأنياب والأظافر والقوة الجسدية والأسلحة النارية والقنابل والاغتيالات والتصفيات المادية والمعنوية والحروب؛ وبين المجتمعات التي بلغت درجة من الوعي والحضارة، وفهمت قوة الكلمة والقلم والحوار والاختلاف، وتداول السلطة وتقاسم الثروة، بما يحقق المصلحة العليا للمجتمع؛ ويدفع إلى التعاون على البر والتقوى والإصلاح والتعمير، وجعل العدو الحقيقي هو الجهل والفقر والمرض والظلم والحرب والفساد في الأرض وسفك الدماء؛ وجعل الهدف الأساسي هو التعارف بين جميع المكونات، والتعايش بين المختلفين مع احترام الخصوصيات لكل الجهات، دون محاولة أي جهة الاستحواذ على الأخرى وإقصائها؛ مما نراه عند بعض إخواننا الأمازيغيين وكذلك عند بعض العروبيين واليساريين والليبيراليين والإسلاميين والمسيحيين والعلمانيين والفرانكوفونيين؛
في كل الجهات هناك متطرفون يريدون أن يعيشوا وحدهم ويستأصلوا شركاءهم الطبيعيين. مغربنا إن شاء الله أكبر من ذلك، وأكبر من كل الطوائف والجماعات والنعرات العرقية واللغوية والدينية والطائفية؛ وقادر على استيعاب الجميع وتدبير اختلافه بما يفيد الوطن؛
مغربنا لنا ولجميع الذين يأتون إلينا من جميع الأعراق واللغات والطوائف والأديان؛ لكنه يد واحدة ضد كل الباغين المعتدين على إخوانهم في الوطن مهما كانوا، وأينما كانوا، أرجو ألا يفهم السادة الأمازيغ أو غيرهم، أنني ضد الأمازيغية أو غيرها، وضد حقوقهم الطبيعية والثقافية والتاريخية والحاضرة والمستقبلة المختلفة.
وكما أني لست ضدهم من باب القيم الإنسانية في هذا الأمر؛ فإنني ضدهم في مصادرة باقي حقوق المغاربة أو سكان شمال إفريقيا الآخرين، وأن يزايدوا على أصالتهم أو حقوقهم الطبيعية في أوطانهم، ومنهم العرب الأفارقة، الذين هم أفارقة أراد من أراد وكره من كره؛
وأحب أن أعيد التذكير بأن السياسة الاستعمارية “فرق تسد” التي تنجح في عهدها في تفريق المغاربة إلى طوائف وشيع، والتي يخوضها بعض أبناء جلدتنا بالوكالة عن المستعمر الحاقد الناقم على العرب والإسلام منذ ظهر إلى الوجود، ستفضح وستفهم وستعرف أحابيلها، بفضل الوفرة الوافرة من المعلومات اليوم، وبفضل الوسائط المتعددة، وبفضل إرادة البشر في الاطلاع على الحقيقة وإن كانت مرة ونقد الذات، والتراجع عن الكذب والخداع والتزوير قدر الإمكان.
فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

{jathumbnail off}

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.