اختتام أشغال الدورة 19 للمجلس العلمي الأعلى

اختتمت مساء يوم السبت هنا بالصخيرات، أشغال الدورة التاسعة عشرة للمجلس العلمي الأعلى التي تنعقد بإذن من أمير المؤمنين، بالرباط، أمعن فيها علماء المملكة النظر في جملة من الملفات على رأسها ملف تأطير الأئمة قصد تحصين المساجد، وملف إحداث مؤسسة العلماء للجنة البحث العلمي التي سيكون لها حصريا البحث في كل ما له صلة بالثوابت الدينية للمغاربة.

الإمام المؤطر
توافق علماء الأمة على تنزيل مشروع الإمام المؤطر على أرض الواقع، هذا المشروع الذي ينخرط فيه جمهور غفير من شباب أئمة المساجد، (ألف وأربعمائـة مؤطر)، أعدوا له إعدادا علميا وإعلاميا وتطبيقيا، سيؤطرون ما يزيد على خمسين ألف إمام.
ووقد اتخذت جميع الترتيبات الضرورية والتجهيزات الأساسية لذلك، بما فيها اقتناء الدراجات النارية لتنقل الأئمة المؤطرين بين مساجد الجماعات، كما أنجزت عملية التأمين عليها بشكل كامل.
وستجري عملية التنزيل بإشراف من المجالس العلمية المحلية ومعها مندوبيات الوزارة داعمة ومواكبة، ومساعدة.
ويعد مشروع الإمام المؤطر ابتكارا مغربيا رائدا غير مسبوق، وسبق لأمير المؤمنين، قبل ستة أشهر، أن باركه وزكاه، وجاء هذا المشروع ثمرة تأمل طويل، وتفكير عميق، اشتغلت عليه فرق علمية وإعلامية وإدارية وتقنية متخصصة.

حصر البحث العلمي
صاغ علماء المغرب وثيقة دقيقة لعمل لجنة البحث العلمي المحدثة وحصر عملها في كل ما له صلة بالثوابت الدينية للمغاربة، وتم اعتمادها أساسا لسن سياسة بحثية متميزة، مطبوعة بطابع جامع بين تالد الاجتهاد وطريفه.
ويأتي هذا التطور في أداء المجلس العلمي الأعلى انطلاقا من أن المؤسسة العلمية هي الجهة الدستورية المخول لها النطر في كل ما هو شرعي – عقدي – مذهبي – تهذيبي سلوكي، وبالتالي لا يمكنها إلا أن تكون هي المرجعية الأولى الموثوق بما يصدر عنها منظوما كان أو مكتوبا، والاحتكام إليهـا في كل نازلة أو اجتهاد ذي صلة بثوابت الأمة واختياراتها الدينية.
وتأسيسا على ذلك، يتعين أن تكون قاعدة مركزية جامعة للبحث العلمي والاجتهاد الشرعي – حصريا – في كل ما له صلة بقضايا العقيدة، والمذهب الفقهي، والتزكية الروحية والسلوكية، وقضايا الإمامة العظمى من حيث هي مؤسسة شرعية دينية ودنيوية.

الصحراء لن تكون إلا مغربية
وتوقف العلماء خلال هذه الندوة مليا عند مضامين خطاب أمير المؤمنين بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لانطلاق المسيرة الخضراء، حيث أكدت البرقية المرفوعة إلى جلالة الملك تجند علماء المغرب للدفاع عن وحدته الترابية، مشددين على أن “هذه الصحراء لن تكون أبدا إلا مغربية، كما كانت في سالف العصور وماضي الأزمنة إقليما من إقاليم هذه المملكة الراسخة جذورها في عمق التاريخ، ما بقي يمشي على تراب هذا الوطن مغربي واحد، تجري في عروقه دماء أسلافه الأباة الأحرار” كما جاء في كلمة الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى محمد يسف في الجلسة الافتتاحية للدورة.