أكد أمير المومنين الملك محمد السادس، في رسالة وجهها إلى حجاج المملكة، أن الله شرع فريضة الحج، باعتبارها جامعة لكل صور العبادة، فهي تجسد التوجه إلى الله، والإقرار بوحدانيته، والشكر على نعمه، والاستغفار من الذنوب، والتوبة النصوح عن كل خطيئة أو حوب. كما تمكن المسلمين، فضلا عن ذلك، من اجتماعهم الديني السنوي من كل حدب وصوب، ليقبلوا على التعارف فيما بينهم، وتمتين عرى التضامن والتعاون، وتجديد أواصر الوحدة والإخاء بينهم، بما يقتضيه ذلك من نبذ الخلاف والتطرف والإقصاء.
وقد نبه أمير المومنين في هذه الرسالة، التي تلاها، بمطار الرباط سلا، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، بمناسبة انطلاق أول رحلة، في اتجاه الأراضي المقدسة، أن أداء هذه الفريضة يقتضي من الحجاج “فقه أحكامها، والاستعداد النفسي لأدائها، بسننها وآدابها، وفي مقدمة ذلك، التحلي بمكارم الأخلاق وحسن المعاملة، والتسامح والتسامي عن سفاسف الأمور، وترويض النفس عن التجرد من الأنانية والشهوات الفانية، والتركيز على العبادة الخالصة لله، والتنافس في إتيان الطاعات، والمداومة على التسبيح والتكبير والاستغفار”.
ودعا الملك محمد السادس، الحجاج المغاربة، الذين يبلغ عددهم حوالي 26 ألف حاج وحاجة وذلك برسم موسم الحج لسنة 1435هـ، لأن يكونوا في المستوى المطلوب منهم، في ملء أوقاتهم بالأذكار والصلوات المكتوبة، والنوافل المتواصلة، حتى يغنموا من هذا الموسم الديني العظيم أوفر المغانم، ويزكوا أنفسهم، مصداقا لقوله عليه السلام” من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”.
وقال أمير المومنين أن الله قد جعل هذا الموسم مظهرا من مظاهر المساواة المطلقة بين المسلمين، حيث يتجردون من كل مخيط أو محيط، نابذين كل أشكال التفاوت والتمايز، مهما كانت منازلهم وأقدارهم الدنيوية، مستجيبين لنداء الحق سبحانه في الإقبال على إحياء هذا الموسم العظيم بمعناه ومغزاه.
وجهت الرسالة الملكية الحجاج إلى وجوب تمثيل بلدهم المغرب في هذا الموسم الديني الحافل، بما هو معروف عن بلدهم، من هوية ثقافية عريقة، وحضارة إسلامية أصيلة، وتشبت بمقدساته في الوحدة الدينية والمذهبية، القائمتين على الوسطية والاعتدال، وفي الوحدة الوطنية والترابية، والتعلق بالملكية الدستورية، وبالتعبئة المتجددة وراء قيادة عرشهم في ولاء وإخلاص، للبيعة الوثقى التي لا انفصام لها، لملكهم الساهر على وحدتهم وأمنهم وطمأنينتهم.
وحثت الرسالة أيضا، الحجاج المغاربة لأن يكونوا خير من يمتثل للتدابير التي تتخذها السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية ويحافظ على احترامها، علاوة على وجوب الالتزام باتباع الترتيبات والتنظيمات التي اتخذها في هذا الشأن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، لتوفير راحتهم في التنقل والإقامة، والرعاية الصحية، والمتابعة الإدارية اللازمة، تنفيذا للتعليمات الملكية.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=3368